الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"مشاهد عنف وتخريب في فرنسا" خلال الاحتجاجات الأخيرة؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
رغيد عودة 
 
يتناقل مستخدمون لوسائل التواص الاجتماعي فيديو يصوّر، وفقا للمزاعم، "اعمال تخريب وعنف خلال الاحتجاجات الاخيرة في باريس" على اصلاح نظام التقاعد المثير للجدل. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الفيديو قديم، بحيث يعود الى 24 كانون الأول 2022، ويتعلق باحتجاجات في باريس تخللتها أعمال شغب وصدامات مع الشرطة، على خلفية مقتل ثلاثة أكراد. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم
 
ما القصة؟ 
حصد الفيديو آلاف المشاهدات ومئات اللايكات أخيرا، بعدما تكثف التشارك فيه عبر حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) أرفقته بتعليق: "شوارع العاصمة الفرنسية باريس اليوم"، و"هذه المشاهد اصبحت عادية ويومية في باريس"، وايضا "عنف وخراب في فرنسا بسبب تظاهرات رافضة لقانون التقاعد الجديد...". 


 
- تظاهرات في فرنسا –
جاء تداول هذا الفيديو في وقت شهدت فرنسا، الخميس 23 آذار 2023، يوم تحرك وطني، هو التاسع منذ كانون الثاني، والأول منذ لجأت الحكومة الفرنسية إلى بند دستوري خولها تمرير المشروع من دون تصويت في 16 آذار، وجمع في أكثر من 300 مدينة 3,5 ملايين شخص، بحسب نقابة "سي جي تي" CGT و1.08 مليون بحسب الشرطة (وكالة فرانس برس). 
 
وشهدت الاحتجاجات اعمال عنف وصدامات مع الشرطة، وأثرت بشكل كبير على حركة السكك الحديد وقطارات الانفاق في باريس، إذ كانت النقابات دعت إلى "يوم أسود" في هذا القطاع. كذلك، تأثر السياح باقفال برج إيفل وقوس النصر وقصر فرساي. (هنا ايضا).
 
- حقيقة الفيديو -
غير ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه البحث.

فقد رصدنا انتشاره، عبر مختلف محركات البحث، في حسابات في تويتر لصحافيين نشروه في 24 كانون الأول 2022، (هنا، هنا، هنا)، مع تعليق: "فوضى في وسط باريس. سيارات انقلبت واشتعلت فيها النيران. واشتباكات مستمرة".
 
وربط الصحافي لويس بيزانو هذه المشاهد بـ"احتجاجات على الهجوم على المركز الثقافي الكردي في اليوم السابق، والذي أسفر عن مقتل 3 أشخاص".
 
 
 
وبالبحث المتواصل عن هذا الفيديو، وجدنا مشاهد عرضها موقع "الغارديان" (هنا) في 24 كانون الأول 2022، ضمن تقرير عن اشتباكات بين محتجين والشرطة الفرنسية على خلفية مقتل ثلاثة أشخاص في حي كردي في باريس. 
 
وباجراء مقارنة بين لقطات من الفيديو المتناقل وفيديو "الغارديان" (هنا)، نجد قواسم مشتركة بينها، بما يؤكد ان الفيديو المتناقل يعود الى 24 كانون الاول 2022.  
 
 
  
 
 
 
 
وفي ذلك اليوم، "تجمّع مئات عدة من ممثلي الجالية الكردية في فرنسا في ساحة الجمهورية في باريس، للمطالبة بأجوبة عن عمليات قتل ثلاثة أكراد" في 23 كانون الاول 2022، "يقولون إنها تركت المجتمع خائفا"، على ما أوردت "الغارديان". 
 
و"قد أطلقت الشرطة الفرنسية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرة التي "تحولت أعمال شغب ومواجهات مع قوات الأمن". و"أظهرت صور مباشرة من باريس جموعا من المتظاهرين في مواجهات مع الشرطة، وسط أعمدة من الدخان ونيران مشتعلة في حاويات القمامة"، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا...).

وجاءت هذه التظاهرة بعد يوم على مصرع ثلاثة أشخاص من الجالية الكردية في فرنسا اثر تعرضهم لإطلاق نار في شارع دانغان قرب مركز ثقافي كردي بالدائرة العاشرة في باريس، بحسب النيابة، التي أكدت إصابة 4 آخرين، اثنان منهم في حالة خطرة (هنا، هنا، هنا).
 
وألقت الشرطة القبض على رجل يبلغ 69 عاما، قالت السلطات إنه أُخلي سبيله في الآونة الأخيرة انتظارا لمحاكمته على هجوم بسلاح أبيض استهدف مخيما للمهاجرين في باريس قبل عام (هنا، هنا).
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "أعمال شغب وتخريب وحرق سيارات في باريس خلال الاحتجاجات الاخيرة" على اصلاح نظام التقاعد. الفيديو قديم، بحيث يعود الى 24 كانون الاول 2022، ويتعلّق باحتجاجات في باريس تخللتها أعمال شغب وصدامات مع الشرطة الفرنسية، على خلفية مقتل ثلاثة أكراد. 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم