الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

"حرق أكبر مكتبة فرنسيّة في مرسيليا"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تويتر).
لقطة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (تويتر).
A+ A-
المتداول: فيديو وصور تظهر، وفقا للمزاعم، "حرق أكبر مكتبة فرنسية في مرسيليا" جنوب فرنسا. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 22 ايار 2023، ويظهر احتراق مبنى البريد التاريخي في مانيلا، العاصمة الفيليبينية. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
المشاهد تظهر النيران تلتهم بناء ضخما، بينما تصاعد الدخان منه. وقد تكثف التشارك في الفيديو ولقطات منه في الساعات الماضية، عبر حسابات عربية وأجنبية، أرفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "احراق أكبر مكتبة فرنسية في مرسيليا". 
 
 
 
 
-  اعمال شغب في فرنسا -
جاء تداول الفيديو والصور في وقت تراجعت الاشتباكات بين الشرطة الفرنسية والمحتجين ليل الثلثاء الأربعاء، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية، بعد أسبوع على مقتل المراهق نائل م. (17 عامًا) برصاص شرطي، الثلثاء 27 حزيران 2023، الامر الذي أدى إلى اندلاع اعمال عنف هي الأسوأ منذ سنوات في فرنسا.

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 16 شخصا بينهم سبعة في برايس وضواحيها، بينما تضررت ثمانية أبنية أو أُضرمت النيران فيها.
 
وبحسب الارقام التي نقلتها وزارة الداخلية الفرنسية الثلثاء، فإنّ 3625 شخصا اوقفوا بينهم 1124 قاصرا، منذ بدء اعمال الشغب. ومن بين هؤلاء، مثل 990 شخصا أمام القضاء وسجن 380 منهم (وكالة فرانس برس). 
 
- حقيقة الفيديو - 
الا ان الفيديو والصور المتناقلة لا علاقة لها بفرنسا او بكل هذه التطورات فيها، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
فالبحث يضعنا امام حسابات، لا سيما في تيك توك (هنا، هنا...)، نشرته في (22) ايار 2023 بكونه يظهر "حريقا اندلع في مبنى مكتب البريد في مانيلا، العاصمة الفيليبينة".
 
 
 
وقد صدقت بالفعل، اذ أمكن مشاهدة المبنى ذاته، مبنى البريد التاريخي في مانيلا، وهو يحترق، ضمن تقارير مصورة نشرتها وكالات انباء عالمية ومواقع اخبارية عدة في 22 ايار 2023، وتضمنت مشاهد مماثلة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
 
 
 
 
ليل الاحد 21 ايار 2023، اندلع حريق هائل في مبنى البريد التاريخي في مانيلا، اسفر عن تدميره، على ما ذكرت السلطات. 
 
وأُرسلت أكثر من 80 مركبة إطفاء إلى مكان الحريق، على ما أفاد المكتب الفيليبيني للحماية من الحرائق (هنا، هنا، هنا، هنا...).

وارتفع دخان أسود كثيف لمئات الأمتار في السماء، بينما أتت النيران على مكتب البريد المركزي في مانيلا (شمال).

واحتاج عناصر الإطفاء إلى أكثر من 7 ساعات للسيطرة على الحريق.
 
وكان المبنى الذي شُيّد في العام 1926، يُعتبر من "أكبر المباني" في مانيلا، على ما ذُكر في موقعه الالكتروني.

وكان دُمّر خلال الحرب العالمية الثانية عندما استعادت القوات الأميركية السيطرة على مانيلا من القوات اليابانية، قبل إعادة بنائه في العام 1946، وفقا لما ذكرت وكالة فرانس برس. 
 
وهنا صور نشرها موقع وكالة Getty Images للمبنى خلال الحريق وبعده.  
 
 
- "أكبر مكتبة" في مرسيليا - 
الى فرنسا، وتحديدا الى مرسيليا جنوباً، حيث تعتبر مكتبة ألكازار bibliothèque de l’Alcazar الأكبر، لا سيما من حيث المساحة العامة (18 الف م²)، وفقا لما تذكر وزراة الثقافة الفرنسية (هنا، هنا وهنا ايضا).
 
ويمكن مشاهدة مبنى المكتبة (هنا، هنا في غوغل مابس)، تبيانا لهندسته المختلفة تماما عن المبنى الذي نشاهده في الفيديو المتناقل (هنا، هنا، وهنا ايضا في موقع Getty Images). 
 
 
 
 
وخلال اعمال الشغب الاخيرة في فرنسا، تعرضت مكتبة ألكازار للتخريب، و"حاول محتجون حرقها"، وفقا لما ذكرت تقارير اعلامية فرنسية (هنا، هنا، هنا، هنا...).
 
 
يشار الى انه سبق ان انتشر الفيديو ذاته أخيرا، بمزاعم خاطئة انه لـ"حرق في قصر الرئاسة بالسويد انتقاما للقرآن الكريم". وقد نشر قسم النهار العربي يتحقق تدقيقا حوله. 
 
 
النتيجة: اذا، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "حرق أكبر مكتبة فرنسية في مرسيليا". في الواقع الفيديو قديم، اذ يعود الى 22 ايار 2023، ويظهر احتراق مبنى البريد التاريخي في مانيلا، العاصمة الفيليبينية.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم