الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"عراقيّون غاضبون يحرقون خطأ العلم التونسي بدلاً من التركي"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المركبة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المركبة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
تنتشر صورة في وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم انها تظهر "محتجين عراقيين يحرقون علم تونس، بعد ظنهم خطأ انه العلم التركي"، وذلك تعبيرا عن غضبهم بعد قصف حمّل العراق تركيا مسؤوليته، وأودى بحياة تسعة مدنيين في منتجع سياحي في كردستان أخيراً. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة مركّبة، متلاعب بها. والصورة الأصلية التي تعود الى 12 كانون الاول 2015، تظهر محتجين يحرقون العلم التركي خلال تظاهرة ضد انتشار الجيش التركي في العراق، في ساحة التحرير وسط بغداد. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: يبدو في الصورة اشخاص يحرقون علم تونس. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "بعد ظنهم انهُ العلم التركي... محتجون غاضبون في السماوة يحرقون علم تونس".
 
 
التدقيق: 
جاء تداول الصورة على خلفية مقتل تسعة مدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 23 آخرين في قصف طال، الأربعاء 20 تموز 2022، منتجعاً سياحياً في زاخو بإقليم كردستان في شمال العراق. وقد حمّلت بغداد الجيش التركي مسؤوليته، واستدعت القائم بأعمالها من أنقرة، مطالبة بانسحاب القوات التركية من الأراضي العراقية. 
 
وبينما أعلن رئيس الوزراء العراقي، الخميس 21 منه، يوم حداد وطني، شيّع العراق ضحايا القصف، بغضب وحزن، على ما أوردت وكالة فرانس برس، وتصاعد الغضب الشعبي في العراق على المأساة. 
 
وقد شهدت مناطق مختلفة من البلاد تظاهرات أمام مراكز منح تأشيرات الدخول. وأحرق المتظاهرون الأعلام التركية وداسوها، رافعين صوراً للرئيس التركي رجب طيب إردوغان كتب عليها "إرهابي". وطالبوا بطرد السفير التركي من العراق. 
 
- حقيقة الصورة -
غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بهذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها، والمزاعم المرفقة بها خاطئة. 
 
فالبحث العكسي عن الصورة يوصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة رويترز، التي نشرتها في 19 كانون الاول 2015 (هنا)، مع شرح انها تظهر "متظاهرين يحرقون العلم التركي خلال تظاهرة ضد انتشار الجيش التركي في العراق، في ساحة التحرير وسط بغداد".
 
تصوير: أحمد سعد Ahmed Saad. 
 
 
وما يُشاهَد في الصورة الاصلية بوضوح هو علم تركيا (هنا)، وليس علم تونس (هنا). وهذا يعني ان الصورة المتناقلة مركبة، اي انه تم التلاعب بها، عبر استبدال علم تركيا بعلم تونس، بواسطة برنامج لتعديل الصور. 
 
ماذا حصل يومذاك؟ 
السبت 12 كانون الاول 2015، تظاهر نحو 3 آلاف شخص فى ساحة التحرير وسط بغداد احتجاجا على التوغل العسكري التركي شمال البلاد، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا...). وذكرت وكالة الانباء العراقية أن عددا من المتظاهرين أحرق العلم التركي فى الساحة.
 
وكانت فصائل عديدة، في مقدمها عصائب أهل الحق، دعت إلى الخروج في التظاهرة المنددة بالتوغل التركي. وتجمّع عشرات المتظاهرين أمام مبنى السفارة التركية فى منطقة الوزيرية وسط بغداد، مطالبين تركيا بسحب قواتها من نينوى فورا، بحسب وكالة الانباء العراقية.

وشهدت العلاقات بين العراق وتركيا توترا يومذاك بسبب نشر الاخيرة قوات في الموصل من دون اذن من حكومة بغداد. ورفع العراق السبت رسميا شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بخصوص الخرق التركي لحرمة اراضي الدولة وسيادتها. 
 
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هدّد (هنا) باللجوء إلى مجلس الأمن إذا لم تسحب تركيا قواتها من شمال العراق. وقال إن نشر المئات من الجنود الأتراك قرب مدينة الموصل الشمالية الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" تم من دون موافقة الحكومة العراقية أو معرفتها، واصفا ذلك بأنه انتهاك للسيادة الوطنية.
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر "محتجين عراقيين يحرقون علم تونس، بعد ظنهم خطأ انه العلم التركي". في الواقع، الصورة مركّبة، متلاعب بها. والصورة الأصلية التي تعود الى 12 كانون الاول 2015، تظهر محتجين يحرقون العلم التركي خلال تظاهرة ضد انتشار الجيش التركي في العراق، في ساحة التحرير وسط بغداد.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم