الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

البابا فرنسيس "يقبّل يد اليهودي زعيم عائلة روتشيلد"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (تويتر).
الصورة المتناقلة مع الشرح الخاطئ المرفق بها (تويتر).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة للبابا فرنسيس، بمزاعم انه يظهر فيها وهو "يقبّل يد اليهودي زعيم عائله روتشيلد". غير أن هذا الادعاء لا صحة له. الصورة تظهر البابا فرنسيس "مصافحاً الناجي من المحرقة إليعازر غرينفيلد، خلال زيارته نصب محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم) في القدس، في 26 أيار 2014". FactCheck#   
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: التشارك في الصورة تكثّف أخيرا، عبر حسابات، لا سيما في تويتر (هنا، هنا...). وقد ارفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "البابا فرنسيس يقبل يد اليهودي زعيم عائله روتشيلد"، وايضا "البابا فرنسيس يقبل يد أغنى رجل في العالم من أسرة (روتشيلد اليهودية)". 
 كذلك، يتم التشارك في الصورة، بالمزاعم ذاتها، عبر حسابات أجنبية (هنا، هنا...): Pope Francis Kissing the Hands of the Rockefellers & the Rothschilds، اي البابا فرنسيس مقبلا أيدي آل روكفلر وروتشيلد. 
 
 
 
 
التدقيق: 
يبيّن البحث عن الصورة، باستخدام كلمات مفاتيح، أنه سبق أن انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي، بالمزاعم ذاتها، في أعوام 2015 (هنا، هنا)، و2016 (هنا، هنا)، و2017 (هنا، هنا)، و2018 (هنا، هنا)، و2019 (هنا)، و2020 (هنا، هنا، هنا)، ليتواصل عام 2021 (هنا ايضا). وجاء في هذه المزاعم (من دون تدخل أو تصحيح): "عندما ينحني بابا الفاتيكان... ويقبل يد احد افراد عاءلة روكفلر... والتي تتقاسم مع عاءلة روتشيلد اليهوديتان نصف ثروات العالم". 
 
 - حقيقة الصورة -
غير أن كل هذه المزاعم المرفقة بالصورة غير صحيحة. 
 
فالبحث العكسي عنها، بواسطة غوغل، يقودنا الى موقع وكالة Getty Images الذي نشرها في 26 ايار 2014، مع الشرح الآتي: "البابا فرنسيس يصافح الناجي من المحرقة إليعازر غرينفيلد  Eliezer Grynfeld خلال زيارته متحف ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست في القدس، لإحياء ذكرى ستة ملايين يهودي قتلوا على يد النازيين خلال الحرب العالمية الثانية". الصورة وكالة فرانس برس/ تصوير غالي تيبون GALI TIBBON. 
 
 
في واقع الامر، ينشر موقع Getty Images صورا اخرى للبابا فرنسيس مقبلا يد غرينفيلد وناجين آخرين من المحرقة (هنا، هنا، هنا، هنا).  
 
 
 
خلال تلك الزيارة، تمّ تقديمه الى 6 ناجين من معسكرات الاعتقال النازية، وأُخبِر عن نضالهم، وانحنى ببطء لتقبيل يد كل شخص منهم، وفقا لما أوردت وكالة رويترز. وهم، الى جانب إليعازر غرينفيلد Eliezer Grynfeld، موشيه ها-اليون Moshe Ha-Elion، ابراهام هارشالوم Avraham Harshalom، تشافا (إيفا) شيك Chava (Eva) Shik، جوزيف غوتدينكر Joseph Gottdenker، وسونيا تونيك- غيرون Sonia Tunik-Geron (هنا لمزيد من التفاصيل عن كلّ منهم). 

وقال البابا فرنسيس أمام المسؤولين الإسرائيليين، خلال اللقاء في تلك المناسبة:  في هذا المكان، النصب التذكاري للمحرقة، نسمع تردد صدى سؤال لله: آدم، أين أنت؟". وأوقد البابا شعلة النصب التذكاري ووضع إكليلا ووجه تحية إلى الناجين من المحرقة. وتساءل: "من أنت يا إنسان؟ لم اعد أعرفك. من أنت يا إنسان؟ من أصبحت؟ لنعزز تربية (...) لا يكون فيها مكان لمعاداة السامية بأي شكل ولا يكون فيها مكان لأي تعبير عن العداء والتمييز او انعدام التسامح بإزاء الأشخاص والشعوب". 

وفي اليوم ذاته، اي الاثنين 26 ايار 2014، اختتم البابا فرنسيس جولته في الأراضي المقدسة، التي استمرت ثلاثة ايام، بتأكيد حقوق المسيحيين في أماكن العبادة المتنازع عليه في القدس، ودعوة الديانات السماوية الثلاث الى الصلاة والعمل من أجل السلام.
 
- عندما يقبّل البابا فرنسيس الأيدي- 
لكن ما قام به البابا فرنسيس، خلال زيارته متحف "ياد فاشيم"، لم يكن امرا استثنائيا،  
اذ تتعدد الصور التي يظهر فيها مقبّلا أيدي اشخاص، وبينهم متميزون بنضالهم. 
 
وهنا بعض الأمثلة: 
في ايار 2013، انتشرت للبابا فرنسيس صورة له مقبلا يد الأب روفائيل القطيمي، الكاهن العراقي الذي نجا من الموت في مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد في 31 تشرين الاول 2010 (وهنا ايضا).
 
 
وفي 17 كانون الاول 2014، التقطت للبابا فرنسيس صورة (وهنا ايضا) وهو "يقبل راحات ايدي كهنة رُسِموا حديثا"، في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. 
 
 
 
في 13 ايلول 2017، قبّل البابا فرنسيس يد الكاهن الساليزياني الهندي الأب توم اوزهونناليل الذي زار الفاتيكان بعد تحريره، اثر خطفه في 4 آذار 2016 في مدينة عدن. 
 
 
 
في آذار 2019، وعلى هامش جولته في الرباط المغربية ولقائه حشدا من قادة الطائفة الكاثوليكية والإكليروس الكاثوليكيين، انحنى الحبر الأعظم وقبّل يد الراهب الفرنسي  جان-بيار شوماشير (95 عاماً)، الراهب الأخير والناجي الوحيد من مذبحة رهبان تيبحيرين (1996)---- (هنا ايضا). 
 
 
وفي 11 نيسان 2019، انتشرت مشاهد مصوّرة للبابا فرنسيس في مختلف ارجاء العالم، مقبّلاً هذه المرة أرجل رئيس جنوب السودان سلفا كير Salva Kiir Mayardit ونواب الرئيس المعيّنين، بينهم ريك مشار Riek Machar، وريبيكا نياندينق دي مابيور Rebecca Nyandeng De Mabior، وذلك في ختام خلوة روحية لقادة جنوب السودان استضافها الفاتيكان في (10-11) نيسان 2019، "في محاولة لرأب الانقسامات المريرة بينهم قبل التشكيل المقرر لحكومة وحدة".
 
 
في 21 شباط 2019، التقطت للبابا مشاهد وهو يقبل يد ناج بولوني من اعتداء جنسي خلال مؤتمر في الفاتيكان حول الاعتداءات الجنسية لرجال الدين (وهنا ايضا).
 
 
في 28 ت2 2020، انتشرت صورة للبابا فرنسيس مقبّلا يدي البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، خلال زيارة له بعد رسامة 13 كاردينالا جديدا في الفاتيكان. 
 
 
وفي ايلول وتشرين الاول 2020، التقطت للبابا فرنسيس صور وهو يقبّل راحات أيدي كهنة رُسِموا حديثًا في باحة سان داماسو بالفاتيكان (هنا، وهنا ايضا). 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان البابا فرنسيس يظهر في الصورة هو "يقبّل يد اليهودي زعيم عائله روتشيلد". الصورة تعود الى 26 ايار 2014، وتظهره "مصافحاً الناجي من المحرقة إليعازر غرينفيلد، خلال زيارته نصب محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم) في القدس".
 
وللبابا فرنسيس صور أخرى عدة له وهو يقبّل أيدي اشخاص في مناسبات مختلفة.
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم