الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"الصورة من قابس في تونس بعد غرق ناقلة نفط"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: خدمة تقصي صحة الأخبار- أ ف ب
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
الصورة المتناقلة بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
غداة غرق سفينة وقود قبالة سواحل تونس السبت، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قيل إنها تُظهر تُلوّثاً نفطيّاً في خليج قابس في الشرق التونسيّ نجم عن هذا الحادث. لكنّ هذه الصورة، في الحقيقة، منشورة في صيف العام الماضي على أنها تُظهر تلوّثاً نفطياً سببه تسرّب من منشأة في مدينة بانياس السوريّة الساحليّة.
 
تظهر في الصورة ما يبدو أنها بقعة نفط تلوّث شاطئاً، فيما يعمل أشخاص على إزالته يدويّاً.

وجاء في التعليقات المرفقة "الصورة من قابس (...) بعد غرق ناقلة نفط".
 
 
سياق ظهور المنشورات
يأتي ظهور هذه المنشورات غداة غرق سفينة الشحن التجاريّة "كسيلو" قبالة سواحل تونس وعلى متنها 750 طنّاً من الوقود.

وكانت هذه السفينة التي ترفع علم غينيا الاستوائية قادمة من ميناء دمياط المصري ومتوجّهة إلى مالطا. لكن حالت صعوبات دون مواصلة مسارها نظراً لسوء الأحوال الجوية وهيجان البحر. وطلبت مساء الجمعة من السلطات التونسيّة تمكينها من دخول المياه الإقليمية للبلاد، لكنّ تسرّب المياه إلى غرفة المحرّكات أدى إلى غرقها السبت.

هل حصل تسرّب فعلاً؟
بعد عمليات تفقّد قام بها غواصو البحريّة التونسيّة صباح الأحد على إثر تحسّن الأوضاع الجوية، تبيّن أن السفينة غرقت بالكامل في عمق يقارب العشرين متراً في وضعية أفقية و"دون أن تتعرض الخزانات الحاملة لشحنة القازوال (غازويل) إلى تشققات، وبالتالي لا توجد تسرّبات من الكميّات المشحونة (في) عرض البحر"، حسب بيان وزارة البيئة التونسيّة.
 
وقال وزير النقل ربيع المجيدي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة البيئة ليلى الشيخاوي إن "الوضعيّة ليست خطيرة" وإن "فريق الغوّاصين بصدد تحديد منافذ السفينة لإيصال قنوات الشفط" من داخل خزانات الوقود في مرحلة لاحقة.

في هذا السياق، ظهرت هذه المنشورات التي تّشكك على ما يبدو بما صدر عن السلطات التونسيّة.

حقيقة الصورة
إلا أن الصورة المستخدمة للحديث عن وجود تسرّب نفطي لا شأن لها بهذا الحادث.

فقد أرشد التفتيش عن الصورة على محرّكات البحث أنها منشورة في آب من العام الماضي.

ونُشرت الصورة آنذاك على مواقع إخباريّة سوريّة مرفقة بالحديث عن تسرّب نفطي على شاطئ مدينة بانياس وعن الجهود المبذولة لتنظيف الشاطئ.
 
 
وفي ذلك الحين، وقع تسرّب للوقود في محطة بانياس للطاقة في الأسبوع الأخير في آب 2021. وتخوّف مسؤولون في جزيرة قبرص من وصول بقعة التلوّث إلى السواحل القبرصيّة على بعد 160 كيلومتراً من السواحل السوريّة، لكن الرياح غيّرت اتّجاهها.

وتشكل مدينة بانياس مقراً للشركة السورية لنقل النفط التي تدير أسطولاً كبيراً من سفن تخزين النفط. وتتصل مصفاتها بأنابيب بحرية تربطها بناقلات النفط الزائرة. كما توجد على شاطئها محطة لتوليد الطاقة باستخدام زيت الوقود الثقيل، وهي واحدة من خمس محطات طاقة مسؤولة عن تزويد البلاد بالكهرباء.

خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية، وكالة فرانس برس
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم