السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

قصة "مؤثّرة" عن تعامل شيخ ليبي مع الاستعمار الإيطالي ليست سوى من خيال مؤلّفيها FactCheck#

المصدر: خدمة تقصي صحة الاخبار، أ ف ب
صورتا الشيخ مختار حورية وبيترو بادولو المتناقلتان مع المنشور الخاطئ (فايسبوك)
صورتا الشيخ مختار حورية وبيترو بادولو المتناقلتان مع المنشور الخاطئ (فايسبوك)
A+ A-
في سياق المنشورات التي تروي قصصاً "مؤثّرة" مختلقة يُراد منها جذب التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، تداولت صفحات وحسابات قصّة عن شيخ ليبي أجبره الإيطاليون في منتصف القرن العشرين على قراءة القرآن على "الحاكم العسكريّ الإيطاليّ المحتلّ" عند وفاته، فقرأ عليه آيات تتوعّد الظالمين بالعذاب. لكن هذه القصّة مستحيلة، إذ إن الشيخ توفّي قبل وفاة المسؤول الإيطالي.
 
جاء في المنشورات أن السلطات الإيطاليّة "أرغمت علماء ليبيا وأعيانها على حضور مراسم" دفن "حاكم ليبيا الإيطاليّ المحتلّ بيترو بادوليو"، وكان من بين الحضور شيخ قرّاء ليبيا مختار حوريّة.

وبحسب القصة التي توردها المنشورات، أرغم الإيطاليون الشيخ على قراءة القرآن على المسؤول المتوفّى، فقرأ عليه آيات من سورة "الحاقّة" تتوعّد الظالمين بالعذاب. 
 
 
وحصدت هذه المنشورات مئات المشاركات وآلاف التفاعلات على مواقع فايسبوك وتويتر وإنستغرام.
 
من هو الشيخ مختار حورية؟
هو رجل دين ليبيّ مسلم ومدرّس، ولد في طرابلس عام 1888، وتوفّي في العام 1951، بحسب ما تذكر المصادر المتوفّرة على شبكة الإنترنت". وقد أيّد هذه المعلومات الكاتب الليبي الراحل مصطفى المصراتي الذي ذكر في كتابه "نماذج في الظلّ" أنه التقى به مراراً قبل وفاته التي حددها في التاسع من كانون الأول 1951.

من هو المسؤول الإيطالي المذكور في المنشور؟
هو قائد عسكريّ وسياسيّ إيطاليّ ولد عام 1871. وبحسب دائرة المعارف البريطانيّة، عُيّن حاكماً عسكريّاً لليبيا بين العامين 1928 و1934 ثم انتقل لتولّي مهمات في إثيوبيا وحصل على لقب دوق أديس أبابا.

وفي العام 1944، تقاعد عن العمل العام وأقام في بيته العائليّ في الشمال الإيطاليّ.

عناصر تدحض ما جاء في المنشور
بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس قبل نحو ستين عاماً، توفّي بيترو بادوليو في تشرين الثاني 1956 عن أربعة وثمانين عاماً في إيطاليا لا في ليبيا، من جرّاء إصابته بأزمة قلبيّة.

وبهذا يكون هذا المسؤول السياسي والعسكريّ الإيطاليّ توفّي بعد خمس سنوات على وفاة الشيخ مختار حورية، ما يدحض أن يكون الشيخ قرأ عليه آيات من القرآن عند وفاته، مثلما ادّعت المنشورات المختلقة.

قصص مشابهة على مواقع التواصل ومواقع إلكترونيّة
وأثناء إعداد هذا التقرير، وقع صحافيو فرانس برس على قصة مشابهة نشرتها حسابات وصفحات على مواقع التواصل إضافة إلى مواقع إلكترونيّة، لكن القصّة أبدلت الضابط الإيطالي بموسوليني نفسه.

لكن بينيتو موسوليني قُتل في العام 1945، ولم تكن ليبيا آنذاك تحت سيطرة الإيطاليين بل الحلفاء (البريطانيين والفرنسيين تحديداً) الأمر الذي يدحض هذا الادّعاء أيضاً.

خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربية
، وكالة فرانس برس
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم