الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"جثمان صدام حسين لم يتحلّل بعد 12 عاماً على رحيله"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
لقطة شاشة من الفيديو المتناقل بالمزاعم الخاطئة (فايسبوك).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي فيديو بمزاعم انه يظهر "جثمان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سليما وغير متحلّل بعد 12 عاما على رحيله". غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. المشاهد تعود إلى مراسم تشييع حسين، فجر الأحد 31 كانون الأول 2006. وقد مرّ 15 عاماً مرّ على رحيله.  FactCheck#   
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: 4.48 دقائق مدة الفيديو. المشاهد تكشف وجه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد ازالة الكفن عنه، بينما تعالى في الخلفية صياح وتكبيرات. ويظهر رجل شارحاً ان "جثمان حسين بدا سليما خلال نقل جثمانه، بعد 12 عاما على دفنه...". التشارك في الفيديو تكثف، أخيرا، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، وايضا يوتيوب (هنا). وقد أُرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "جثمان صدام حسين سليم لم يتحلّل بعد 12 عاما من رحيلة". 
 
التدقيق: 
مصدر الفيديو المتناقل هو حسابا "المحقّق مؤمن مصطفي" في الفايسبوك (هنا)، ويوتيوب (هنا). وهو الشخص الذي يظهر في الفيديو ليؤكد ان "جثمان صدام حسين بدا سليما خلال نقل جثمانه، بعد 12 عاماً على دفنه". ومصطفي "صحافي مصري متخصص بعالم الجريمة"، على ما يعرّف بنفسه.  
 
كذلك، يبيّن البحث ان مصطفي يجدّد، في الفيديو، نشر شائعة سبق أن ضجّت بها وسائل التواصل الاجتماعي عام 2018، وتزعم العثور على "جثمان صدام حسين سليما خلال نقل جثمانه إلى مقابر العائلة" بعد 12 عاما على رحيله. وقد تناقل يومذاك مستخدمون فيديو (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) يظهر فيه وجه صدام حسين بعد ازالة الكفن عنه (الدقيقة 5,36). وهو المشهد ذاته الذي يبدأ به مصطفي الفيديو الذي ينشره.
 
وقد تواصل نشر هذه المشاهد عام 2019 (هنا)، وعام 2020 (هنا، وفي مواقع اخبارية عربية هنا، هنا، وهنا ايضا). 
 
 
 
- حقيقة الفيديو -
لكن المزاعم المرفقة بالفيديو المنشور أخيراً، وايضا ابتداء من عام 2018، مزاعم لا صحة لها. 
 
فالبحث عن الفيديو، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية والانكليزية، مثل تشييع جثمان صدام حسين، وSaddam Hussein Burial، يضعنا أمام حسابات في يوتيوب نشرته عام 2007 (هنا، هنا...)، اي قبل 14 عاما، وعام 2011 (هنا)، وعام 2014 (هنا، هنا)، مع شرح انها مشاهد من تشييع صدام حسين.  
 
 
ويمكن مشاهدة الصورة ذاتها لوجه صدام حسين (في الفيديو المتناقل حديثا وايضا ابتداء من عام 2018) وفي هذين الفيديوين المنشورين عام 2007 (هنا، هنا)، عند التوقيت 6,32.   
 
 
 
واليكم مقارنة بين لقطتي شاشة من الفيديو المنتشر حديثا وعام 2018 (ادناه الى اليمين)، ومن الفيديو المنشور عام 2007 (الى اليسار). انها الصورة ذاتها. 
 
 
- دفن جثمان صدام حسين - 
مع انه امكن العثور على الفيديو منشورا في 6 كانون الثاني 2007، الا انه ملتُقِط يوم تشييع جثمان صدام حسين الأحد 31 كانون الأول 2006. وقد حصلت المراسم "نحو الثالثة فجرا بتوقيت مكة المكرّمة (صفر بتوقيت غرينتش) في قرية العوجة، مسقط رأسه، قرب تكريت في شمال العراق، وذلك بعد اعدامه شنقا صباح يوم السبت 30 منه، في مقر المخابرات العسكرية ببغداد"، وفقا لتقرير نشره موقع "الجزيرة" (31 ك1 2006 - هنا).
 
و"قد أظهرت لقطات ذات جودة منخفضة جثمان صدام ملفوفا في كفن ابيض ورقبته ملتوية ودماء على خده"، وفقا لما أورد موقع "العربية" يومذاك (هنا)- و(هنا ايضا). 
 
وقد نشر هذان الموقعان الاخباريان صورة لوجه صدام حسين، بعد ازالة الكفن عنه، وتشبه الى حد كبير الصورة في فيديو تشييعه. وقد أورد موقع Getty Images، ناشرها، أنها "لقطة شاشة من شريط فيديو بثته شبكة بلادي التلفزيونية العراقية الخاصة في 30 كانون الأول 2006، وتظهر جثة صدام حسين مغطاة بكفن أبيض في الساعات الأولى التي أعقبت إعدامه اليوم. وقد عُرضت الصورة بعد وقت قصير من عرض التلفزيون العراقي الرسمي فيلما قصيرا لوضع حبل المشنقة حول عنق صدام" لاعدامه (فيديو ارشيف- أ ب- هنا ايضا). 
 
 
ماذا حلّ بجثمان صدام حسين؟ 
 عام 2015، غطّت "بي بي سي" تدمير ضريح صدام حسين بالقرب من تكريت، خلال اقتتال بين قوات عراقية وميليشيات شيعية مدعومة من إيران وفصائل مسلحة تابعة لتنظيم الدولة. وأعلن محليون أن رفات صدام نُقل إلى مكان لم يُكشف عنه قبل وصول مسلحي تنظيم الدولة عام 2014، على ما ذكر الموقع (هنا ايضا).
 
 
وفي 19 شباط 2021، صرّحت رغد صدام حسين لـ "العربية" بأن جثمان والدها موجود "في مكان آمن جدا"، من دون ان تعطي اي تفاصيل أخرى. 
 
 
 النتيجة: اذاً، المزاعم ان المشاهد في الفيديو المتناقل تظهر "جثمان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سليما وغير متحلّل بعد 12 عاما على رحيله"، مزاعم لا صحة لها. المشاهد تعود الى مراسم تشييع حسين، فجر الأحد 31 كانون الأول 2006. وقد مرّ 15 عاما على موته. 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم