الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل قالت ميركل هذا الكلام عن المسلمين في القمّة الحكوميّة بدبي؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
ميركل خلال مؤتمر صحافي في المستشارية في برلين، بعد اجتماع عبر الفيديو برؤساء حكومات الولايات الفيدرالية الألمانية (10 آب 2021ـ أ ف ب).
ميركل خلال مؤتمر صحافي في المستشارية في برلين، بعد اجتماع عبر الفيديو برؤساء حكومات الولايات الفيدرالية الألمانية (10 آب 2021ـ أ ف ب).
A+ A-
الكلام المتناقل في وسائل التواصل الاجتماعي منسوب الى المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. ووفقا للمزاعم، "قالت ميركل خلال القمه الحكومية بدبي إن الهند والصين لديهما أكثر من 150 رباً و800 عقيدة مختلفة ويعيش الناس فيهما بسلام، بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد، لكن شوارعهم تلونت بالأحمر من كثرة دمائهم...". غير أن هذه المزاعم لا اساس لها. فميركل لم تشارك في اي من اجتماعات القمة العالمية للحكومات المنعقدة سنويا في دبي بالإمارات، والكلام المنسوب اليها مختلق. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ايام عدة، تكثف التشارك في هذا التصريح المزعوم، على نطاق واسع، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). ومما جاء فيه (من دون تدخل أو تصحيح): "ميركل في القمه الحكوميه بدبي. فضحتنا في عقر دارنا... وللأسف صدقت 100% قالت: الهند والصين لديهم أكثر من 150 رب و800 عقيده مختلفه ويعيشون مع بعضهم في سلام بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبي واحد وكتاب واحد لكن تلونت شوارعهم باللون الأحمر من كثرة دمائهم... اتعجب كثيرا من وجود فقراء في المجتمعات الإسلاميه. رغم ان مداخيل الحج تتجاوز 20 مليار دولار سنويا فلماذا لا توزع الارباح علي فقراء المسلمين...". 
 
 
 
 
التدقيق: 
يبيّن البحث عن المنشور انه انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما ابتداء من عام 2016 (هنا، هنا...) وفي هذا الموقع الاخباري (هنا، وهنا ايضا). وتواصل التشارك فيه عام 2017 (هنا، هنا)، وعام 2018 (هنا، هنا)، وعام 2020 (هنا)، الى ان تجدد أخيرا.  
 
- حقيقة المنشور -
غير ان هذا المنشور لا اساس له، وفقا لما يبيّنه التدقيق فيه. 
 
ما القمه الحكومية بدبي التي ترد في المنشور؟ 
تُعرف بتسمية القمة العالمية للحكومات، وهي "منصة عالمية تهدف إلى استشراف مستقبل الحكومات حول العالم، بحيث تحدد لدى انعقادها سنوياً برنامج عمل لحكومات المستقبل، مع التركيز على تسخير التكنولوجيا للتغلب على التحديات التي تواجه البشرية"، وفقا لموقع القمة (هنا ايضا).
 
عام 2013، وجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع وحاكم إمارة دبي، بإنشاء القمة "لتكون منصّة عالمية لتبادل المعرفة بين الحكومات ولعرض أحدث الابتكارات في الخدمات الحكومية" (هنا). 
 
وتضيف القمة اجتماعاً يُعقد في مدينة دبي، مرة واحدة كل عام، إلى جانب العديد من المبادرات والفعاليات على مدار العام.
 
 
 هل شاركت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في أحد اجتماعات القمة العالمية للحكومات؟
 
كلا.  
 
فالبحث في حسابي القمة، في تويتر (هنا) وفايسبوك (هنا)، وايضا في حساب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم (هنا)، يبيّن عدم ورود اسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. كذلك، لا ذكر لاي مشاركة لميركل في القمة، وفقا لما يخلص اليه البحث في موقع المستشارية الالمانية (هنا). 
 
اضافة الى ذلك، لم نعثر على اي تقرير اخباري، بالعربية أو الانكليزية أو الالمانية، يسجل مشاركتها في احد اجتماعات القمة. وميركل شخصية سياسية عالمية مرموقة لا يمكن الاعلام تفويت مشاركتها او خطابها في لقاء مماثل. 
 
ميركل في الإمارات 
دليل آخر على أن ميركل لم تشارك في اي من اجتماعات القمة. 
 
فالمستشارة الألمانية زارت الإمارات ثلاث مرات:
 
المرة الأولى في 5 شباط 2007، وذلك في اطار جولة لها هي الاولى في عدد من دول المنطقة، تشمل السعودية ومصر والكويت، "بهدف المساهمة في تعزيز فرص عملية السلام في الشرق الأوسط وتوطيد الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية القائمة بين الاتحاد الاوروبي، خصوصا المانيا، ودول المنطقة عموما" (هنا، هنا، هنا). 
 
المرة الثانية في 24 شباط 2010: في ذلك اليوم، وصلت ميركل إلى أبوظبي، المحطة الأولى في جولتها الخليجية التي شملت أيضا السعودية والبحرين وقطر. ورافقها وفد اقتصادي رفيع المستوى ضمّ العديد من أصحاب الشركات ومديريها ورجال أعمال وبعض أعضاء البرلمان الألماني (هنا). 
 
وهاتان الزيارتان حصلتا قبل اطلاق القمة العالمية للحكومات عام 2013. 
 
المرة الثالثة في 1 ايار 2017: في ذلك اليوم، أجرت ميركل زيارة قصيرة للامارات تلت زيارتها للسعودية. وقد استقبلها ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان (هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
وهذه الزيارة جاءت بعد نحو شهرين ونصف الشهر من انعقاد القمة العالمية للحكومات في دبي، في 12 شباط 2017 (هنا). 
 
وعدم مشاركة ميركل في اي من اجتماعات القمة العالمية للحكومات ينسف، اذاً، المزاعم عن ادلائها بهذا الكلام المنسوب اليها.  
 
ميركل والمسلمون 
مرارا، أعلنت ميركل مواقف قريبة من الاسلام والمسلمين، لا سيما في المانيا، مدافعة عن وجودهم. 
 
في كانون الثاني 2015، شددت ميركل على أهمية الإسلام والجالية المسلمة في ألمانيا. وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (12 ك2 2015) في برلين: "سنرسل إشارة قوية جدا غدا ( أي اليوم الثلثاء) من أجل التعايش السلمي بين جميع الديانات والجاليات"، مضيفة أن "الإسلام ينتمي إلى ألمانيا". ودعت إلى عدم الخلط بينه و بين الإرهابيين" (هنا، هنا، هنا ايضا).
 
وجددت ميركل، من تركيا، في 2 شباط 2017، احترامها للمسلمين في بلادها، ورغبتها في التعاون معهم في محاربة الإرهاب، مشيدة بمعارضة الاتحادات الإسلامية للإرهاب. وأكدت أن بلادها تحترم حرية الأديان كـ"قيمة كبيرة للغاية" (هنا).
 
وفي 18 شباط 2017، أعلنت خلال مؤتمر أمني رئيسي في ميونيخ، أن الإسلام ليس مصدر "الإرهاب"، مؤكدة أن التعاون مع الدول ذات الأغلبية المسلمة في محاربته أمر حيوي (هنا). 
 
وفي ظل الجدل الدائر حول الدور الذي يلعبه الإسلام في ألمانيا، أكدت مجددا ميركل أن الإسلام صار جزءاً من البلاد. وقالت في 21 آذار 2018، خلال إدلائها ببيان حكومي في البرلمان الألماني (بوندستاغ): "ليس هناك من شك في أن الطابع التاريخي المميز لبلدنا مسيحي ويهودي... لكن بالقدر ذاته لصحة هذا الأمر، فإن من الصحيح أيضاً أن مع 4.5 ملايين مسلم يعيشون لدينا، صار دينهم - الإسلام - الآن جزءاً من ألمانيا".
 
وأوضحت أن الغالبية الكبيرة من المسلمين في ألمانيا يرفضون التطرف والإرهاب الإسلاموي. وقالت: "الكثير منهم يمارسون عقيدتهم، الإسلام، بسلمية وعلى نحو ملتزم بالقانون والدستور" (هنا، هنا...).
 
وفي حصيلة بحثنا، باستخدام كلمات مفاتيح بالعربية والانكليزية والالمانية، لم نجد اي اثر للكلام المنسوب الى ميركل في المنشور المتناقل. وهذا يعني ان هذا التصريح مختلق ولا اساس له.  
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم