الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"في لبنان شخص مخمور في مقبرة يحمل بوقاً وينادي الموتى للنهوض"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
لقطة شاشة من فيديو الرجل المخمور في مقبرة في النجف (الى اليمين)، والصورة المتناقلة بمزاعم خاطئة (الى اليسار، فيسبوك).
لقطة شاشة من فيديو الرجل المخمور في مقبرة في النجف (الى اليمين)، والصورة المتناقلة بمزاعم خاطئة (الى اليسار، فيسبوك).
A+ A-
يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر "شخصا مخمورا في مقبرة الغبيري في بيروت، يحمل بوقا وينادي الموتى للنهوض من اجل يوم القيامة"، بينما يدعي آخرون أن هذه الواقعة حصلت في المنستير بتونس. غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. الواقعة شهدتها مقبرة بالنجف في العراق، والفيديو المتناقل للرجل قديم، اذ يعود الى عام 2019، وفقا لما توصّل اليه زملاؤنا في وكالة فرانس برس. أما الصورة المتناقلة، فلا علاقة لها بالواقعة، اذ تعود لرجل أوقفته الشرطة  في بطبلبة جنوب المنستير التونسية، مع آخرين، "في قضاية مختلفة"، ونشرت تلك الصورة في كانون الاول 2020. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: الصورة التقطت للرجل من الخلف فيما كان يقف في غرفة. منذ نحو يومين، تكثف تناقلها عبر صفحات وحسابات، لا سيما لبنانية، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا تويتر (هنا، هنا...). وقد أرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "في لبنان!! إلقاء القبض على شخص مخمور في مقبرة يحمل بوق وينادي للموتى للنهوض من اجل يوم القيامة"، وايضا "عاجل إلقاء القبض على شخص مخمور "في مقبرة الغبيري"، وايضا "في مقبرة في طرابلس"، "يحمل بوق وينادي للموتى للنهوض من اجل يوم القيامه".
 
 
 
 
في الوقت ذاته، كانت صفحات وحسابات أخرى تتناقل الصورة بمزاعم ان الواقعة حصلت في "المنستير في تونس" (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بينما لم تحدد صفحات وحسابات اي مكان لها (هنا، هنا...).  
 
 
التدقيق: 
يبين ايضا البحث عن المنشور باستخدام كلمات مفاتيح، أن صفحات وحسابات، وايضا مواقع اخبارية عربية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، ضجّت بفيديو لرجل "في مقبرة النجف (بالعراق) يحمل بوقا وينادي: قوموا يا عباد الله قد قامت الساعة"، بينما أوردت مواقع اخبارية تونسية (هنا، هنا، هنا، هنا...) ان "الواقعة حصلت بالفعل في مقبرة بالنجف بالعراق، وليس في المنستير او في اي منطقة أخرى في تونس"، وان "شرطة النجف أوفقت الرجل".    
 
 
ولم نستطع الحصول على تأكيد حاسم ان المقبرة هي في النجف بالعراق، كما أوردت تلك المواقع الاخبارية. غير أنه أمكن ايجاد صورتين لقبور في مقبرة النجف (هنا، هنا- ادناه في الوسط والى اليسار) تشبه تصاميمها تلك التي تظهر في الفيديو المتناقل (الى اليمين).  
 
 
 
- الفيديو قديم- 
وقد توصّل زملاؤنا المدققون في وكالة فرانس برس إلى انه سبق أن ظهر الفيديو في أواخر العام 2019، وأثار جدلاً آنذاك، وقد أعيد نشرهُ في الأيام القليلة الماضية.
 
وبالفعل عُثر على الفيديو منشوراً في 18 أيلول 2019.
 
 
وذكر صحافيو وكالة فرانس برس ان الفيديو مصوّر تحديداً في مقبرة وادي السلام في النجف، وهي من أكبر المقابر في العالم.

وقال عاملون في مكاتب لدفن الموتى تعمل في مقبرة النجف لمراسلي وكالة فرانس برس إن هذه الحادثة وقعت في العام 2019، وقد أوقف الرجل حينها.

وأيّد ذلك مصدر في شرطة مدينة النجف، قائلاً لوكالة فرانس برس إن هذه الحادثة وقعت قبل أكثر من سنة.
 
- حقيقة الصورة المتناقلة- 
واذا كانت هذه الواقعة حصلت بالفعل في النجف، الا ان الصورة المتناقلة للرجل لا علاقة لها بالعراق، ولا بـ"الرجل في المقبرة". 
 
فالبحث باستخدام كلمات مفاتيح، مثل قوى الأمن الداخلي، تونس، والمنستير، نقع على صفحة النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالمنستير في الفيسبوك، والتي نشرت صورة الرجل في 18 كانون الاول 2020، مشيرة الى انه تم توقيفه في بطبلبة جنوب المنستير، الى جانب آخرين في "قضايا مختلفة". 
 
 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة تظهر "شخصا مخمورا في مقبرة الغبيري ببيروت، او في مقبرة بطرابلس، او في المنستير بتونس، يحمل بوقا وينادي الموتى للنهوض من اجل يوم القيامة". الصورة تعود لرجل أوقفته الشرطة في بطبلبة جنوب المنستير في تونس، مع آخرين، "في قضاية مختلفة"، ونشرت تلك الصورة في كانون الاول 2020.
 
اما فيديو "الرجل مع البوق في مقبرة"، فقد تم تصويره تحديداً في مقبرة وادي السلام في النجف عام 2019، وفقا لما توصل اليه صحافيو وكالة فرانس برس. 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم