الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

آلاف السودانيّين يتظاهرون ضدّ السلطة العسكريّة: مقتل خمسة محتجين في الخرطوم

المصدر: أ ف ب
سودانيون يحرقون الإطارات خلال تظاهرة لإحياء الذكرى الثالثة لحملة القمع الدامية التي نفذتها قوات الأمن على المتظاهرين خلال اعتصام خارج مقر الجيش، في الخرطوم (3 حزيران 2022، أ ب).
سودانيون يحرقون الإطارات خلال تظاهرة لإحياء الذكرى الثالثة لحملة القمع الدامية التي نفذتها قوات الأمن على المتظاهرين خلال اعتصام خارج مقر الجيش، في الخرطوم (3 حزيران 2022، أ ب).
A+ A-
قُتل خمسة متظاهرين، الخميس، في مدينة أم درمان بضاحية الخرطوم، وفق ما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، خلال احتجاجات شارك فيها عشرات آلاف السودانيين مطالبين بإسقاط نظام عبد الفتاح البرهان العسكري، قائد انقلاب تشرين الأول الذي أغرق البلاد في العنف وفي أزمة اقتصادية خطيرة.

يتظاهر السودانيون كلّ أسبوع تقريبًا ضد العسكريين لكن يوم الخميس شهد سقوط أكبر عدد من الضحايا في صفوف المتظاهرين منذ أشهر.

وأعلنت لجنة الأطباء المؤيدة للديموقراطية مقتل خمسة متظاهرين على أيدي قوات الأمن، أُصيب ثلاثة بينهم على الأقل "برصاص مباشر في الصدر" أو "في الرأس". 

 وأضافت اللجنة "يرتفع بهذا العدد الكلي لشهداء شعبنا (...) إلى 108"، منذ بدء الاحتجاجات التي تخرج بانتظام ضد الانقلاب الذي نفّذه البرهان في 25 تشرين الأول.

وندّدت اللجنة بإطلاق قوات الأمن قنابل "الغاز المسيل للدموع في أحد المستشفيات في العاصمة الخرطوم ومنع عربة الإسعاف من دخول المستشفى".

وعشية الاحتجاجات، قتلت قوات الأمن السودانية متظاهرا خلال مسيرات نظمت مساء الأربعاء في شمال الخرطوم، إثر إصابته "برصاصة في الصدر"، وفق ما أفادت اللجنة.

وهتف المتظاهرون الخميس "الشعب يريد إسقاط البرهان" و"لو مُتنا كلنّا، ما يحكمنا العسكر"، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.

 وكان الناشطون المنادون بالديموقراطية وعدوا بتظاهرات حاشدة لإرغام الجيش على إعادة السلطة إلى المدنيين، بعد انقلاب تشرين الأول الذي أدى الى تفاقم الازمة السياسية والاقتصادية، وذلك خلال يوم يحمل دلالات رمزية في هذا البلد الواقع في شرق أفريقيا.

- يوم رمزي -
ففي 30 حزيران، تُصادف ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير على الحكومة المنتخبة ديموقراطيا بمساندة الاسلاميين عام 1989، وكذلك ذكرى التجمّعات الحاشدة عام 2019 التي دفعت الجنرالات على إشراك المدنيين في الحكم بعدما كانوا قد أطاحوا البشير.

وكما في كل مرّة يُدعى فيها للتظاهر، كان من الصعب جدًا الوصول إلى خدمة الانترنت والاتصالات، وانتشرت قوات الأمن في شوارع الخرطوم وضواحيها، وفق ما أفاد صحافيون في فرانس برس.

وشددت السلطات الإجراءات الامنية في العاصمة الخرطوم وحولها من مدن، على الرغم من رفع حالة الطوارئ التي فرضت عقب الانقلاب.

وتشهد العاصمة السودانية والمناطق المجاورة لها احتجاجات شبه أسبوعية.

وتعاني البلاد من أزمة سياسية واقتصادية تتفاقم باضطراد منذ الانقلاب.

وقالت قوى الحرية والتغيير، التحالف المدني الذي انقلب عليه البرهان، في دعوتها إلى تظاهرات الخميس إن "30 حزيران طريقنا لإسقاط الانقلاب وقطع الطريق أمام أي بدائل وهمية"، داعية المحتجين الى "المشاركة بفعالية" في التظاهرة.

ودعا ناشطون مؤيدون للديموقراطية على مواقع التواصل الاجتماعي الى احتجاجات تحت وسم "مليونية زلزال 30 يونيو".

ودعا فولكر بريتيس الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة بالسودان السلطات الثلثاء إلى تجنب العنف في مواجهة الاحتجاجات. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر "لن يتم التسامح مع العنف ضد المتظاهرين".

لكن الدول الأجنبية تواجه صعوبات للضغط على الجنرالات الحاكمين في السودان بشكل شبه مستمرّ منذ استقلال البلاد عام 1956.

ففي تشرين الأول، أنهى انقلاب البرهان الفترة الانتقالية الهشة التي تلت إطاحة نظام البشير في 2019، ما دفع الأسرة الدولية إلى وقف مساعداتها التي تمثل 40% من ميزانية السودان.

- "حل زائف" -
لم تشكل هذه العقوبات المالية عقبة بالنسبة للبرهان إنما أثرّت سلبًا على اقتصاد البلاد: فقد انهارت قيمة الجنيه السوداني ويتجاوز التضخم كل شهر نسبة 200%.

وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة هذا الشهر من أن ثلث سكان السودان "يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي".

وتقدر الأمم المتحدة أن 18 مليونا من إجمالي 45 مليون سوداني، سيعانون بنهاية السنة من انعدام الأمن الغذائي، أكثرهم معاناة 3,3 ملايين نازح يقيم معظمهم في دارفور.

ومطلع الشهر الحالي، أعلنت منظمة "سايف ذا تشيلدرن" وفاة طفلين نتيجة الجوع في ولاية شمال دارفور غرب البلاد.

وتتواصل دوامة العنف في البلاد: ففي دارفور يُقتل مئات الأشخاص في مواجهات على خلفية نزاعات بشأن الأراضي والمياه كما تنتهي التظاهرات المناهضة للحكم العسكري كل أسبوع تقريبًا بإعلان سقوط قتلى وجرحى.

إضافة إلى ذلك، اعتُقل مئات الناشطين ولا يزال العشرات منهم خلف القضبان.

وتأتي احتجاجات الخميس وسط جهود مكثفة لكسر جمود الوضع السياسي منذ الانقلاب.

وخلال الأسابيع الأخيرة، مارست كل من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومجموعة دول شرق ووسط افريقيا للتنمية (إيغاد)، ضغوطا لاجراء حوار مباشر بين العسكريين وتحالف قوى الحرية والتغيير الذي رفض ذلك.

ووصفت قوى الحرية والتغيير الحوار بأنه "حل سياسي زائف يضفي شرعية على الانقلاب".

كما لم يلب دعوة الحوار حزب الامة أكبر الاحزاب السودانية إضافة الى لجان المقاومة في الأحياء السكنية، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال الاحتجاجات التي أطاحت البشير بين 2018 و2019 ثم قادت التظاهرات ضد انقلاب البرهان.

وقال محمد بلعيش سفير الاتحاد الافريقي لدى الخرطوم الاسبوع الماضي إن "الحوار عملية غير شفافة وغامضة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم