الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

الاتحاد الأوروبي: مليار يورو لدعم لبنان والمساهمة في الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي

المصدر: "النهار"
 رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئبس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا (نبيل إسماعيل).
رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئبس الحكومة نجيب ميقاتي في السرايا (نبيل إسماعيل).
A+ A-
على وقع احتدام الجبهة الجنوبيّة والتحذيرات الإسرائيليّة المستمرّة حول الاستعداد لهجوم في الجبهة الشمالية، والتهديد الإسرائيليّ بـ"احتلال مناطق واسعة" في جنوب لبنان، إذا لم ينسحب "حزب الله" من المنطقة، تصدّر ملف النازحين السوريين المشهد في لبنان وسط تفاقم تصاعدي لتداعياته منذ مقتل المسؤول القواتي باسكال سليمان قبل أسابيع قليلة بحيث صار الملف الأشدّ سخونة في أولويته الأمنية والاجتماعية.
 

وفي هذا الشأن، وصل رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى بيروت، في زيارة رسمية لإجراء لقاءات رسمية مع المسؤولين اللبنانيين تتناول ملف النازحين السوريين.
 
واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند الساعة الـ10 صباحاً في السرايا الحكومية، خريستودوليدس وفون دير لاين.
 


وكان ميقاتي قد انتظر وصول الوفد في الباحة الخارجية للسرايا، ثم انتقل مع خريستودوليدس وفون دير لاين إلى مكتبه حيث يُعقد اجتماع ومحادثات موسعة.
 
 
وبدأت المحادثات الموسّعة بين ميقاتي، وخريستودوليدس، وفون دير لاين.
 
 جدّد ميقاتي دعوته "الاتحاد الأوروبي والعالم إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المستمر على الشعب الفلسطيني، والعمل على إرساء حل نهائي شامل وعادل للقضية الفلسطينية".
وكرّر "دعوته "المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتمادي على جنوب لبنان".

وقال: "خصّصنا القسم الأكبر من الاجتماع لبحث ملف النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية والتعاون بين لبنان وقبرص ودول الاتحاد الأوروبي لمعالجة هذا الملف وتداعياته المباشرة وغير المباشرة".

وأضاف أنّ "لبنان تحمّل، منذ اندلاع المعارك في سوريا عام 2011، العبء الأكبر بين دول المنطقة والعالم في موضوع استضافة النازحين،مع ما شكله هذا الملف من ضغط كبير على الشعب اللبناني برمته وعلى كل القطاعات اللبنانية".

وتابع: "كنا حريصين دوماً على التعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الأوروبية والدولية في هذا الملف، إلّا أنّ الواقع الحالي لهذا الموضوع بات أكبر من قدرة لبنان على التحمّل، خصوصاً وأنّ عدد النازحين بات يناهز ثلث عدد اللبنانيين، مع ما يترتب على ذلك من أعباء وتحديات تضاعف من أزمة لبنان الاقتصادية والمالية وتهالك بناه التحتية. والأخطر من ذلك تصاعد النفور بين النازحين السوريين، وبينهم وبين بعض المجتمع اللبناني المضيف نتيجة الاحداث والجرائم التي ارتفعت وتيرتها وباتت تهدد أمن لبنان واللبنانيين واستقرار الأوضاع فيه".

ورفض ميقاتي أن يتحوّل "وطننا إلى وطن بديل وندعو أصدقاءنا في الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على قيمة لبنان والمضي في حل هذا الملف جذرياً وبأسرع وقت،انطلاقاً من المعرفة المتبادلة بيننا وبين الاتحاد الأوروبي ودول العالم بأن مدخل الحل سياسي بامتياز".

وأردف: "في رأينا، انطلاقاً من واقع سوريا حالياً، أنّ المطلوب كمرحلة أولى الإقرار أوروبيّاً ودولياً بأنّ أغلب المناطق السورية بات آمناً ما يسهل عملية إعادة النازحين، وفي مرحلة أولى الذين دخلوا لبنان بعد العام 2016 ومعظمهم نزح إلى لبنان لأسباب اقتصادية بحتة ولا تنطبق عليهم صفة النزوح".    
 
وطالب ميقاتي الاتحاد الأوروبي "دعم النازحين في بلادهم لتشجيعهم على العودة الطوعية ما يضمن لهم عيشاً كريماً في وطنهم. واذا كنا نشدّد على هذه المسالة فمن منطلق تحذيرنا من تحوّل لبنان بلد عبور من سوريا إلى أوروبا، وما الإشكالات التي تحصل على الحدود القبرصية إلا عينة مما قد يحصل اذا لم تعالج هذه المسالة بشكل جذري".  

وختم: "إن لبنان يقدّر للاتحاد الاوروبي موقفه الجديد بدعم المؤسسات العسكرية والأمنية في لبنان لتمكينها من ضبط الحدود البحرية والبرية والقيام بواجباتها في منع الهجرة غير الشرعية من لبنان واليه،ودعم المجتمعات اللبنانية ذات الحاجة، وفي الوقت ذاته تخصيص جزء من الدعم لتحفيز العودة الطوعية للنازحين السوريين".

 بدورها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الخميس من بيروت عن مساعدات بقيمة مليار يورو دعماً "لاستقرار" لبنان، معوّلة على "التعاون الجيد" من أجل مكافحة عمليات تهريب اللاجئين انطلاقاً من السواحل اللبنانية.

وقالت فون دير لاين خلال مؤتمر صحافي إثر لقائها والرئيس القبرصي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: "أستطيع الإعلان عن حزمة مالية بقيمة مليار يورو للبنان، ستكون متاحة بدءاً من هذا العام حتى 2027" من أجل المساهمة في "الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي".

وحضّت السلطات اللبنانية على "التعاون الجيد" لمنع "الهجرة غير النظامية ومكافحة تهريب المهاجرين" انطلاقاً من لبنان.
 
ويشارك عن الجانب اللبناني وزراء الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الدفاع العميد موريس سليم، الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب فادي علامة، قائد الجيش العماد جوزاف عون، سفير لبنان لدى الاتحاد الأوروبي فادي الحاج علي، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير،المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري، مستشارا الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي.

وعن الجانب القبرصي يشارك وزيرا الخارجية كوستاندينوس كومبوس، والداخلية كوستانتينوس إيوانو، سفيرة قبرص في لبنان ماريا حاجي تيودوسيو، الناطق باسم الحكومة قسطنطينوس ليتمبيوتيس، ومدير المخابرات تازوس تزيونيس.

وعن الجانب الأوروبي تشارك رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دي وال، والمستشار الديبلوماسي فرناندو أندرسن غويماريس.
 
إلى ذلك، اتجه الوفد الأوروبي إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي، وعقد الطرفان لقاء استمر زهاء ساعة جرى خلاله عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة اسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة وازمة النازحين السوريين وتداعياتها.

وشكر برّي لأوروبا مساهمتها ومشاركتها في إطار قوات اليونيفل في البر والبحر، مقدراً لرئيسة المفوضية الاوروبية أرسولا فاندر لاين ولرئيس جمهورية قبرص زيارتهما العملية التي تتسم بأهمية كبرى في هذه المرحلة الراهنة التي يمر بها لبنان والمنطقة، مشدداً أمام ضيفيه على أن "لبنان لا يريد الحرب وهو منذ لحظة بدء العدوان عليه لا يزال ملتزماً بقواعد الإشتباك التي تتمادى إسرائيل بخرقها مستهدفة عمق لبنان وقراه وبلداته الحدودية الجنوبية وهي (أي اسرائيل) لم توفر في عدوانها المدنيين والاعلاميين والمساحات الزراعية وسيارات الاسعاف مستخدمة أسلحة محرمة دولياً".

وأكّد برّي أن "لبنان بانتظار نجاح المساعي الدولية لوقف العدوان على قطاع غزة والذي حتماً سينعكس على لبنان والمنطقة وسيكون عندها جاهزاً لمتابعة المباحثات حول تطبيق القرار الأممي رقم 1701، الذي كان لبنان ولا يزال ملتزماً ومتمسكاً به".

وأثار برّي أيضاً أهمية "دور الأونروا مطالباً الدول التي أوقفت تمويلها للمنظمة بإعادة النظر بقرارها نظراً لأهمية الدور الذي تؤديه تجاه اللاجئين الفلسطينيين".

وحول النازحين السوريين، اعتبر برّي أن "اللقاء اليوم كان عملياً بإمتياز مقترحاً تشكيل لجنة بين لبنان والإتحاد الاوروبي لمتابعة الزيارة والإجتماعات التي واكبتها، وقد لاقى الإقتراح ترحيباً من رئيسة المفوضية الاوروبية"، مجدّداً التأكيد على "أهمية التواصل من سائر الأطراف المعنية بمقاربة ملف النازحين مع الحكومة السورية التي بات حضورها على معظم أراضيها".
 
المشهد بعدسة الزميل نبيل اسماعيل:
 

وتتسم هذه المحادثات بدلالات مهمّة وسط الاستعدادات لعقد المؤتمر الدولي حول النازحين السوريين في بروكسيل في نهاية أيار، علماً أن لبنان يعد الضحية الأولى والأكثر تأثّراً بضغوط مصيرية تثقل عليه جراء إيوائه نحو مليونين ونصف المليون نازح سوري بات عددهم يقترب من نصف نسبة المقيمين في لبنان.

وكان مسؤول قبرصي أوضح الثلثاء أن الاتحاد الأوروبي سيقدّم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان خلال زيارة مشتركة تقوم بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبيروت اليوم الخميس، حسبما أفادت وكالة "رويترز". وتشعر قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، بقلق كبير إزاء الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين السوريين الذين يبحرون إلى الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط .

 وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس في بيان: "رئيسة المفوضية الأوروبية ستقدم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان". وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية إن المناقشات ستركز على التحديات التي يواجهها لبنان حالياً والإصلاحات التي يحتاجها كي ينعم بالاستقرار. 

وتضغط نيقوسيا على الاتحاد الأوروبي منذ أشهر لتقديم مساعدات للبنان على غرار الاتفاقات التي أبرمها التكتل مع تركيا وتونس وفي الآونة الأخيرة مع مصر.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة القبرصية: "تنفيذ هذه (الحزمة) تم بمبادرة من الرئيس خريستودوليدس وجمهورية قبرص، وهو دليل عملي على الدور النشط الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في منطقتنا".
 
صور للحظة وصول رئيس جمهورية قبرص ورئيسة المفوضية الأوروبية إلى السرايا بعدسة الزميل نبيل إسماعيل: 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم