الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مقاومة المضادّات الحيوية: مخاطر متنوّعة ومطالبة بالتنسيق الصحّي

المصدر: النهار
نور مخدر
نور مخدر
مقاومة المضادات الحيوية (تعبيرية).
مقاومة المضادات الحيوية (تعبيرية).
A+ A-

منذ سنوات، يطلق الأطباء والاختصاصيون صرختهم ضدّ الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية. ويحذّرون من عواقبه الصحية الوخيمة على الفرد والقطاع بأسره. إذ ينتج عن هذا الاستخدام اللاواعي مقاومة المضادات الحيوية. وبالتالي، تقع الطواقم الصحية أمام مشكلة جديدة نتيجة مقاومة البكتيريا والجراثيم لهذه المضادات.

كيف تحدث هذه المقاومة؟

 
 إنّ المضادات الحيوية هي أدوية تستعمل للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية. وعليه، تقاوم البكتيريا هذه المضادات، ما يسبب للكائنات الحية عدوى التهابات، يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات.
 

وبرأي نائب الرئيس للشؤون الخارجية في اللجنة الدولية لطلبة الطب في لبنان، جورجيو توميه، أنّ هذه المشكلة الصحية لا تقتصر على الوصفات الطبية فحسب، بل يوازيها أهميةً المجال الزراعي، أي تدخل في الأغذية التي يتناولها الأفراد في حياتهم اليومية.

 

في هذا السياق، يوضح توميه ثلاثة مستويات قد تضاعف هذه الحالة، وهي:

 

أولاً- سوء استخدام المستشفيات والصيدليات للمضادات الحيوية أو إعطاؤه دون وصفة طبية.

ثانياً- سوء استخدام هذه المضادات للحيوانات، بمعنى آخر، تصل إلى جسم الإنسان عبر تناول اللحوم الحمراء أو البيضاء.  

ثالثاً- شركات الأدوية التي قد تتسرب منها المضادات الحيوية، في آلية تصنيعها إلى المياه الجوفية.

 

مقاومة المضادات تهدد حياتنا

 

من وجهة نظر، المسؤولة المحلية للجنة القائمة عن الصحة العامة في الجامعة اللبنانية، تشلسي عيد، أنّ المخاطر الصحيّة لمقاومة المضادات الحيوية، ذات أوجه متعددة ومشاكل جانبية، قد تختلف بين الوضع الصحي للأفراد، لكنّ، المخيف في هذا الموضوع، أنّها ستؤدي إلى وفاة المريض، في حال عدم استجابة جسمه لهذه المضادات.

من هنا، تشدد على ضرورة التوعية من عدم تناول المضادات الحيوية بلا وصفة طبية، والالتزام بتعليمات الطبيب، والتوقف عن الاستخدام العشوائي لها، لأنّ لا فائدة منها، إذا لم تكن الحالة الصحية تستدعي تناول هذه المضادات.

بالإضافة إلى هذه الأمور، تقع مسؤولية على عاتق أجهزة الدولة، لذلك، هي مطالبة بـ:

أولاً- اعتماد سياسات صحية رقابية لاسيما على الصيدليات.

ثانياً- دعم وزارة الزراعة للمزارعين وتأمين التواصل مع أطباء بيطرييين، لأنّ المزارعين قد يلجأون إلى هذه المضادات دون وعي لمخاطرها الصحية، وغياب الإمكانية المادية لديهم.

ثالثاً- تمويل الأبحاث العلمية من أجل اكتشاف مضادات حيوية جديدة.

وعلى مستوى الأفراد، ينصح التقيد بالإرشادات التالية:

أولاً- عدم مشاركة وصفة مضاد حيوي متبقي لديك مع الآخرين.

ثانياً- الحرص على الوقاية من عدوى الالتهابات عن طريق الانتظام في غسل اليدين وإعداد الطعام الصحي.

التنسيق بين القطاعات أمر أساسي

 

إلى جانب هذه التوصيات، تقوم اللجنة الدولية لطلبة الطب في لبنان على التوعوية أكان بين الطلاب للضغط على الدولة، من أجل تحمّل مسؤولياتها أو عبر نداوتها، التي تستهدف فيها ثلاثة محاور، هي:

  • 1-One Health: تستوجب التنسيق بين المجالات الصحية للإنسان والبيئة والحيوان، على قاعدة الترابط بين هذه المجالات، وقدرة تكوين الجسم مقاومة ضدّ هذه المضادات، بطريقة غير مباشرة عبر المأكولات والأدوية.
  • 2-التنسيق بين القطاعات الصحية العاملة في البلاد.
  • 3-توعية المجتمع والحركة الشبابية بالموضوع الصحي، ومدى خطورة مقاومة هذه المضادات على الصحة.
  •  

كورونا VS   المضادات الحيوية

ومن اللافت، اللجوء إلى المضادات الحيوية كوسيلة لمعالجة فيروس كورونا. على الرغم من أنّ علاج هذا الفيروس لا يتجاوب مع المضادات الحيوية، التي توصف فقط للالتهابات البكتيريا أو الجراثيم، إلا في حالات طبية معينة، يحددها الطبيب، عند حدوث التهابات جانبية.

 

 

 

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم