الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نزيف وجلطات حتى بعد الشفاء من كورونا... كيوان لـ"النهار" :"تحديات كثيرة والمراقبة ضرورية لهذه الحالات"

المصدر: النهار
ليلي جرجس
ليلي جرجس
الوقاية من كورونا (أ ف ب).
الوقاية من كورونا (أ ف ب).
A+ A-


لم تكن صرخة وزير الصحة اللبناني الأسبق الدكتور محمد جواد خليفة بأن النتيجة السلبية لفحص "كورونا" لا تعني شفاء مَن أصيب بالفيروس مِن المرض الذي تستمرّ تداعياته بالتفاعل داخل الجسم لوقت طويل"، داعياً "الجراحين بالامتناع عن إجراء جراحة للمرضى المتعافين من "كورونا" بعد تَعافيهم بوقت قصير إلا إذا كانت الحالة طارئة وتتطلّب ذلك، إذ لاحظ أن هؤلاء المرضى يكون دمهم شديد السيلان ما يمكن أن يتسبب في نزيف أثناء أو بعد الجراحة".
صحيح أن الفيروس ما زال غامضاً ببعض جوانبه، وأن تجارب المرضى كما الدراسات تكشف لنا الكثير من مضاعفاته وجوانبه الطبية والعلمية، إلا أننا اجتزنا مسافة لا بأس بها في التعاطي معه والتخفيف من آثاره قدر المستطاع. مؤشرات أثارت القلق خصوصاً بعد تسجيل 5 حالات وفاة في المنزل لمرضى كورونا واحتمال التعرض لجلطات كانت قاتلة. قيل الكثير عن المضاعفات التي تُصيب القلب والرئة حتى بعد مرحلة الشفاء، لكن من هم الأكثر عرضة لهذه المضاعفات؟ وماذا يتوجب على الشخص الذي شُفي فعله للتأكد من صحة قلبه وعدم حدوث أي تجلطات أو قصور في عضلة القلب؟ وهل على المريض تأجيل أي جراحة كانت مقررة قبل إصابته، وماذا لو كانت طارئة؟ أسئلة كثيرة سنُجيب عنها في هذا المقال.
يستهل رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى ومركز بلفو الطبي الدكتور غسان كيوان لـ"النهار" حديثه بالقول: "نعرف جيداً ان مضاعفات كورونا عديدة ومنها التي تُصيب القلب والشرايين في الحالات المتقدمة أو الشديدة. هناك أنواع عدة من المضاعفات والتي يمكن تقسيمها وفق الآتي:
* عضلة القلب: تضرر العضلة اليمنى في القلب بنسبة 75% أكثر من الجهة اليسرى 25%. ويؤدي ضعف العضلة اليمنى إلى هبوط في الضغط وتورم القدمين واحتقان في الكبد، في حين يؤدي ضعف العضلة اليسرى إلى تجمع الماء في الرئة والمضاعفات الناتجة عن ذلك.
لقد علّمنا فيروس #كورونا الكثير وما زلنا في اكتشاف دائم، وبتنا نعلم أن الفيروس لا يُصيب فقط الأعضاء بل يؤدي أحياناً إلى تجلطات في الدم خصوصاً في الرئة، والتي تعتبر من الأسباب الرئيسية لضعف عضلة القلب. والتفسير لذلك أن العضلة اليمنى للقلب تضخ دماً على الرئة، ولكن انسداد الشرايين في الرئة والتجلطات التي تُصيبها تؤثر حكماً على عمل القلب وتضعف عضلته اليمنى.
* التضرر في شرايين القلب: كل الأشخاص الذين خضعوا إلى تدعيمات في شرايين القلب (روسورات- انسداد في الشرايين...) قد يتأثرون بالفيروس ويتعرضون لجلطات قلبية نتيجة انسداد الشرايين بسبب :
- الإلتهاب الناتج عن فيروس كورونا
- تجلط الدم: يُسبب انسداد الشرايين والضعف في عضلة القلب اليسرى وقد يتعرض المريض إلى جلطة قلبية.
* مشاكل في غشاء القلب: مثل أي فيروس آخر، قد يؤدي إلى تجمع الماء على غشاء القلب والتسبب في التهاب بسيط وصولاً إلى التهاب خطر في غشاء القلب. يتسبب هذا الإلتهاب بالضغط على عضلة القلب ويؤدي بالتالي إلى هبوط في الضغط وحتى الوفاة في حال التأخير في التشخيص.
 

ما العلاجات التي تُعطى لشرايين القلب عند الإصابة بالفيروس؟
يشير كيوان إلى أن "أفضل العلاجات اليوم هي أدوية مسيلة للدم لا تتطلب فحوصات دم أسبوعية، ومفعولها أقوى من الأسبيرين. وبالتالي في حال أصيب هؤلاء الأشخاص في الكورونا وكان لديهم عملية محددة مسبقة، نضطر إلى تأجيل الجراحة حتماً.
نكون أمام خيارين:
* توقيف الأدوية المسيلة للدم: ويكون الخطر في حدوث مضاعفات على الرئة وهبوط في الضغط في حال لم يُشفَ المريض نهائياً من آثار الفيروس. وبالتالي يكمن الخوف في زيادة التجلطات مجدداً والتسبب في مشاكل صحية.
* الخضوع للجراحة بشكل طارئ دون التوقف عن الأدوية: تكون الخطورة حدوث نزيف أثناء الجراحة.
لذلك في غالبية الحالات نضطر إلى إيقاف هذه الأدوية واستبدالها بإبر تحت الجلد، بالتنسيق مع أطباء البنج والتمييل للتخفيف من مخاطر التجلط والنزيف وبأقل ضرر أثناء الجراحة .
صحيح أن بعض الأمور ما زالت غير واضحة بالنسبة لنا مع هذا الفيروس، خصوصاً بما يتعلق بالآثار الناتجة عن الإصابة. لذلك تشدد التوصيات اليوم على إجراء صورة Ct Scan بعد شهر أو شهرين من الإصابة على التأكد من غياب التجلطات على الرئة وفتح الشرايين وعندها يقرر إيقاف علاجات الأدوية المسيلة للدم ومراقبة المريض. إذاً، المدة لإعطاء هذه الأدوية للمريض ما زالت غير محددة علمياً، وكل مريض يُشكّل حالة خاصة به نعالجها وفق نتائج الصور لرئتيه.
 

كيف نراقب الأشخاص الذين شُفيوا من الكورونا؟
وفق كيوان، "من المهم جداً أن يعرف المريض الذي شُفي من الفيروس أهمية مراقبة حالته، وعند ظهور أي عارض عليه استشارة طبيبه. بناءً على تجاربنا وتجارب الآخرين مع الفيروس والدراسات التي رافقت المرضى، بالرغم من محدوديتها، أظهرت لنا أن حالات كورونا البسيطة أو الخفيفة لا تُسبب بشكل عام أي ضرر أو مضاعفات على المدى الطويل.
في حين أن الحالات المتوسطة (احتاجت إلى الأوكسجين أو إلى الجهاز التنفسي) والشديدة، ننصحها بإجراء صورة ما فوق الصوتية للقلب للتأكد من عدم تضرر عضلة القلب أو عدم زيادة الضرر. وهناك ميل عند بعض المراكز الإستشفائية في الخارج، إلى إعادة الصورة بعد 6 أشهر وبعد سنة، وما زلنا نكتشف أكثر وأكثر معلومات عن هذا الفيروس وكيفية متابعة المرضى بعد تماثلهم للشفاء والمضاعفات الناتجة عن الإصابة حتى بعد مرحلة الشفاء.
ومع ذلك، ننصح من باب الوقاية إجراء صورة ما فوق الصوتية للقلب بعد شهرين من شفائه من الفيروس، والتأكد من صحة عضلة القلب. أما في حال شعر الشخص من دون سبب، بعد تماثله للشفاء، ببعض الأعراض مثل ضيق التنفس أو تورم في القدمين، عليه استشارة ومراجعة طبيب القلب. إذاً، ككقاعدة عامة، إن معظم الحالات التي لم تستدعِ دخولها إلى المستشفى أو احتاجت إلى الاوكسجين تٌشفى دون أي أثر أو مضاعفات على القلب".
ويتحدث كيوان عن حالات "تصل إلى الطوارئ تعاني من جلطة قلبية، وتعتبر من أولى مضاعفات الفيروس، حيث يعاني الشخص من انسداد في الشرايين بنسبة 60% دون علمه، ونتيجة إصابته بالكورونا يزيد نسبة الإنسداد المر الذي يؤدي إلى جلطة. وبالتالي يتم إدخال المريض فوراً إلى غرفة التمييل ومعالجته كمريض تعرض لجلطة بالإضافة إلى علاج الكورونا.
في السابق كان المريض يخشى القدوم إلى المستشفى خوفاً من التقاط عدوى الفيروس ويُعرّض نفسه لخطر التعرض لجلطة أقوى وربما لخطر الموت، أما اليوم وبفضل الوعي والمعرفة، لم يعدّ المريض يُهمل أي عارض وبات يتوجه إلى المستشفى فوراً. في المقابل، يتصرف الطاقم الطبي والتمريضي وفق البروتوكولات الوقائية القصوى، والتعامل مع المريض بحذر ووقاية وإنقاذه وفق الإجراءات اللازمة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم