الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"تغييرات في أعضاء الجسم"... تفسيرات حديثة محتملة لأسباب مرض كوفيد الطويل

المصدر: "أ ف ب"
قرد مكاك يمضغ رابطاً مطاطياً لكمامة مستخدمة في التلال المحيطة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور (30 ت1 2020 - أ ف ب).
قرد مكاك يمضغ رابطاً مطاطياً لكمامة مستخدمة في التلال المحيطة بالعاصمة الماليزية كوالالمبور (30 ت1 2020 - أ ف ب).
A+ A-
توفّر دراستان حديثتان تفسيرات محتملة لأسباب مرض كوفيد الطويل، وهي متلازمة ما زالت كيفية حدوثها غامضة، إحداهما تستحضر التأثير المشترك اللاحق للفيروس في مختلف الأعضاء، والأخرى مسار تأثيره في خلايا الدماغ. 
 
قال كريستوفر برايتلينغ، المؤلف المشارك لدراسة نُشرت الجمعة في مجلة "لانسيت" لطب الجهاز التنفّسي، إنّ هناك "أدلّة ملموسة على حدوث تغييرات في مختلف أعضاء الجسم" بعد دخول المستشفى بسبب الإصابة بكوفيد.
 
اعتمدت الدراسة على التصوير بالرنين المغناطيسي الذي أُجري على 259 مريضاً أُدخلوا إلى المستشفى بسبب كوفيد في عامي 2020-2021. وقورنت النتائج بفحوصات أجريت على نحو خمسين شخصاً لم يُصابوا بالعدوى على الإطلاق. 
 
أظهرت الفحوصات لدى ما يقرب من ثلث مرضى كوفيد "تشوهات" في عدد من الأعضاء بعد أشهر عدّة من مغادرة المستشفى. وتشمل هذه الأعضاء الدماغ والرئتين والكليتين، وبدرجة أقلّ القلب والكبد. 
 
على سبيل المثال، لاحظ الباحثون تلفاً في المادة البيضاء في الدماغ، وهي ظاهرة يمكن أن تربطها الأدبيّات العلميّة بحدوث تدهور إدراكي طفيف.
 
في الإطار، قال مؤلّفا الدراسة ومراقبون مستقلّون إنّ هذه النتائج توفّر تفسيراً محتملاً لمرض كوفيد الطويل أو استمرار الآثار اللاحقة بعد أشهر عدّة من الإصابة.
 
هذه المتلازمة التي تفتقر إلى تعريف توافقي بين العلماء، ما زالت غير مفهومة على المستوى الفسيولوجي، مع وجود تفسيرات عدّة ليست أيّ منها نهائية.
 
وتشير الدراسة التي نُشرت يوم الجمعة إلى أنّ كوفيد الطويل "لا يفسّره قصور خطير يتركّز في عضو واحد" بل "تفاعل بين اثنين على الأقلّ من حالات الخلل في أعضاء (مختلفة)"، كما يشير عالم أمراض الرئة ماثيو بالدوين الذي لم يُشارك في الدراسة.
 
 
مسار الدماغ
الدراسة الأخرى نُشرت قبل أسبوع في مجلة "eBiomedicine"، وركّزت على تأثير المرض في الدماغ. فقد فحصت الدراسة التي أجراها فريق من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية "Inserm" حالات نحو خمسين مريضاً عانى بعضهم انخفاضاً في مستويات هرمون التستوستيرون لديهم على صلة بتغيير أحدثه الفيروس في بعض الخلايا العصبية التي تنظّم الوظائف الإنجابية.
 
ثمّ قام الباحثون بقياس الوظائف المعرفية لهؤلاء المرضى ولاحظوا ضعفاً في الأداء عندما تأثرت هذه الفئة من الخلايا العصبية بالمرض. 
 
قال المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية في بيان صحافي: "تشير هذه النتائج إلى أنّ العدوى يمكن أن تؤدّي إلى موت هذه الخلايا العصبية وتكون سبباً لأعراض معيّنة تستمرّ مع مرور الوقت".
 
بدءاً من الشعور بالتعب والسعال وضيق التنفّس والحمّى المتقطّعة وفقدان حاسة التذوق أو الشمّ والصعوبة في التركيز والاكتئاب... يظهر كوفيد الطويل على شكل واحد أو أكثر من الأعراض من قائمة طويلة، بشكل عام في غضون ثلاثة أشهر بعد الإصابة، ويستمرّ مدّة شهرين على الأقل. وهذه الأعراض لا يمكن تفسيرها بتشخيصات أخرى ولها تأثير في حياة المريض اليومية. 
 
في فرنسا، شُخّص كوفيد الطويل لدى 4 في المئة من البالغين أو 2,06 مليون شخص فوق 18 عاماً. وقالت نسبة صغيرة منهم (1,2 في المئة) إنّهم يواجهون عوائق جدّية أمام أداء أنشطتهم اليومية، بحسب دراسة أجرتها هيئة الصحة العامة الفرنسية في خريف 2022 ونُشرت نتائجها في حزيران.
 
ولكنّ الأعراض تتحسّن ببطء بعد عامين لدى الغالبية العظمى من المرضى (90 في المئة) الذين يعانون كوفيد الطويل، بينما يعاني الآخرون من تحسّن سريع أو، على العكس من ذلك، استمرار اضطراباتهم، حسب دراسة نشرها في أيار الدكتور فيت ثي تران، عالم الأوبئة في جامعة باريس سيتيه، وشملت 2197 مريضاً يعانون كوفيد الطويل خضعوا لمتابعة منتظمة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم