الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الدخان الأسود فوق بيروت... مواد كيميائية خطرة وهذا ما يجب فعله

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
"مادة سرطانيّة ومواد كيميائيّة أخرى!" (تصوير نبيل إسماعيل).
"مادة سرطانيّة ومواد كيميائيّة أخرى!" (تصوير نبيل إسماعيل).
A+ A-
الدخان الأسود المتصاعد أعاد إلى أذهاننا الرعب الذي لم يتسنَ بعد نسيانه منذ أكثر من شهر. الملوثات التي نتنشقها يومياً كانت كفيلة في أن تجعلنا البلد الأول في إصابات السرطان وأمراض الرئة وغيرها، ولكن ما يزيد الطين بلّة هي الحرائق التي نشهدها بين الحين والآخر للدواليب والغابات والمعامل والتي ينتج عنها موادَّ سامة لديها تأثيرات على المدى القريب والبعيد. 
يصعب وصف الهلع الذي عاشه أهالي المنطقة؛ الحيرة في فتح النوافذ أو إغلاقها، هل عليهم الخروج من منازلهم أو الاختباء فيها؟ أسئلة كثيرة بحاجة إلى الإجابة عنها، وهواجس كبيرة تلاحقهم... كيف عليهم أن يتصرفوا؟ وما هي أضرار التعرّض لهذه المواد؟ ومن هم الأكثر عرضة لهذه السموم؟

 

بدايةً، تشرح أستاذة مادة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت والمتخصصة في تلوث الهواء، ومديرة مركز حماية الطبيعة، الدكتورة نجاة عون صليبا، في حديثها لـ"النهار"، أن "هذه الجسيمات المنبعثة في الهواء نتيجة حريق الدواليب والزيوت لها آثار على الصحة خصوصاً أن هذه الجسيمات تحتوي على مواد كيميائية مثل ثاني أوكسيد الكربون، ومادة بنزوبيرين (benzopyrene) وهي مادة سرطانية في درجة أولى، وهذا أكثر ما يُقلقنا".

 

وتشير إلى أنّ "على الناس إغلاق النوافد لمنع دخول الدخان إلى المنازل، وفي حال تعذر وجود الزجاج نتيجة الانفجار، يمكن إبقاء النايلون حتى يكون حامياً لأي تسرب للدخان. أما في حال لم يكن المنزل مواجهاً للحريق يمكن إبقاء شباك أو شباكين مفتوحين. كما أنصح باختباء الأولاد وكبار السن في أماكن مغلقة بعيدة من الدخان، وإذا كان بإمكانهم مغادرة المنطقة يكون هذا الخيار الأفضل إلى حين ركود الدخان".
وتنصح صليبا الناس "بارتداء الكمامات ورشّ المياه في الأماكن المفتوحة حتى يترسب الغبار بسرعة". 

 

من جهته، يوضح الإختصاصي في الأمراض الصدرية، البروفيسور جودي بحّوث، لـ"النهار" أن "كل دولاب يحترق ينتج عنه 100 غرام من الجزئيات الصغيرة التي نتنشقها، بالإضافة إلى احتوائه على مواد كيميائية مثل Hydrocarbure (أي كربون مع هيدروجين) ومواد كيميائية أخرى تصدر من الدولاب نتيجة حرقه. ولكن تعتبر الهيدروكربون المواد الأكثر خطورة".
أما عن الأشخاص الأكثر ضرراً، فبرأي بحّوث هم الأشخاص الذين يتواجدون في مكان الحريق أو على مقربة منه، "كلما كنا قريبين من الحريق كلما كان التأثير مباشراً أكثر. كما يلعب اتجاه الهواء دوراً في تأثيره على الأشخاص، فإذا كنا في اتجاه الهواء فإننا حكماً سنتنشق هذا الدخان". 

 

التعرض للدخان يرتكز على عاملين:
* الكمية التي نتعرض لها نتيجة تواجدنا في المنطقة أو مكان الحريق
* الوقت: المدة التي نتعرض فيها لهذا الدخان، وكلما كانت المدة أطول كلما كان خطر استنشاقها وأضرارها أكبر.

 

ويشدد بحّوث على أن التأثير الأكبر يطال الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأمراض الصدرية خصوصاً أن الرئة هي أول عضو سيتأثر من عملية الحريق لأنها مسؤولة عن إدخال الهواء إلى الجسم. وبالتالي كل شخص يعاني من مشكلة في الرئة يكون معرضاً أكثر من غيره من هذه الجزئيات والملوثات، ومنهم:

 

* الأشخاص الذين يعانون من انسداد رئوي مزمن: هذا المرض يكون غالباً ناتجاً من التدخين. تؤدي هذه الجزئيات الناتجة من الحريق إلى تحريك البلغم والسعال وضيق التنفس، وقد تُسبب دخول البعض إلى المستشفى حسب الكمية التي تنشقها بسبب انخفاض الأوكسجين لديه.
* الربو: هناك عوامل محفزة تكون مسؤولة عن انتكاسة الشخص الذي يعاني من الربو، ومن بين هذه العوامل : بعض الأدوية ، بعض الأطعمة، Pollen في الربيع، حساسية الشجر أو الحيوانات... ويُعتبر الدخان المحفز الأول والمسبب لانتكاسة في الربو. وتختلف هذه النوبة حسب قوة الربو ودرجته وحدّته عند المريض. 
* الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب: تتأثر هذه الفئة نتيجة انخفاض الأوكسجين، ويمكن أن يتفاعل جسمه بطريقة سلبية فيعاني من دقات قلب سريعة. 

 

نصائح لتفادي الآثار السلبية للدخان:
* الخروج من المنطقة إذا أمكن، فالقاعدة الأساسية هي الابتعاد عن المسبب والابتعاد قدر المستطاع عن مكان الحريق والدخان الأسود.
* إغلاق النوافد والأبواب جيداً. 
* وضع كمّامة من قماش مبتلّة بالماء فتلتصق هذه الجزئيات بها وتمتصها تفادياً لدخولها إلى الرئة.

أما رئيس قسم الأمراض الصدرية في الجامعة اللبنانية ومستشفى مركز كليمنصو الطبي، الدكتور وجدي أبي صالح، فيعتبرأن "تأثير الجزئيات والتعرض لها يكون على المدى القريب أولاً، والأشخاص الأكثر تأثراً بهذا الحريق هم الأشخاص الذين يعانون من انسداد رئوي مزمن، لذك أنصح بإغلاق النوافذ والأبواب وتهوئة الغرفة عبر المكيّفات حتى تختفي سحابة الدخان السوداء من الجو. 
إذاً التأثير المباشر يكون من خلال:
- السعال
- احمرار وحكة في العين
* ضيق التنفس
التأثير الوجيز لا يحمل مخاطر على المدى البعيد، ولكن التأثير الدائم من شأنه أن يؤدي إلى مشاكل صحية على المدى الطويل. 
وأشار إلى أن "أي مريض ربو أو أي مريض يعاني من انسداد رئوي مزمن ولم يتجاوب مع بخاخات الطوارئ التي لديه، عليه التوّجه إلى المستشفى لتلقي العلاج. لذلك ننصح الأشخاص سواء الذين يعانون من مشاكل صحية أو الأصحاء الإبتعاد قدر المستطاع عن مكان الحريق أو إغلاق النوافذ والأبواب جيداً لمنع تسرب الدخان والتعرض له".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم