"حذافير" قواعد التغطية الإعلامية للحروب... ما سُبُل احتذار الصحافيين للمعارك جنوباً؟

تتنوّع الإجراءات الاحترازية وأساليب "الحيطة والحذر" التي تتّخذها وسائل الإعلام اللبنانية من أجل إيجاد سُبُل حماية طاقمها الصحافي المنخرط في تأدية واجبه على تخوم غيوم حربيّة ملبّدة تُمطر وابلاً من النيران. وتنطلق باكورة التوصيات التي تبديها غالبية المؤسسات الإعلامية المواكبة للتطورات جنوباً عبر المراسلين، من أولوية الحرص على حياتهم وعدم تعريض أنفسهم للخطر وأنّ نطاق "النجاة بالأرواح" هو الأمثل لتمركز المذياع. وتكثّفت نداءات مشابهة في الأروقة الإعلامية خصوصاً بعدما طاولت الغارات طواقم صحافية في غضون تغطية المناوشات الحربية. وتنبثق ذكرى استشهاد جبران تويني هذا العام مذكّرةً بتفجّرٍ إجراميّ داخليّ من نوع آخر أزهَق أرواح النواب والصحافيين في مرحلة انتفاضة الاستقلال. وتحمل الذكرى معها "حضوراً داعماً" للفرق الإعلامية التي تمسك روحها بيدها، من منطلق "مشاركة روحية" لا يخفت أوْجها في شتى قضايا الصحافة والإعلام وإن مِن صميم الرحيل.وإذ بات توخّي المُحاذرة والبحث عن "ملجأ" في الهواء الطلق وجهة ضرورية للمراسلين في تغطية مناوشات الجنوب، تشير المعطيات إلى ما يُشبه "البروتوكول" المتناسق الذي ينتهجه الصحافيون على تنوّع المؤسسة الإعلامية عندما يسعون إلى تغطية النزاعات المندلعة جنوباً، بدءاً من تنسيق أساسي متّبع مع الجيش اللبناني وأولوية الحصول على تصاريح وأذونات من خلاله. وبات الصحافيون يتموضعون بعضهم مع بعض ويتفاعلون بهدف معرفة "بوصلة" التحرّكات الأفضل لاتخاذها بعد استهداف القصف الإسرائيلي للصحافيين. وتُعدّ فئات واسعة منهم خاضعة لدورات تدريبية خاصّة داخل المؤسسات الإعلامية الأبرز والأكثر فعالية على الساحة اللبنانية إضافة إلى برامج تدريبية خاصة خارج إطار المؤسسات بهدف صقل الخبرات في التغطيات الخاصة بحالات الحروب.وثمة أساسات جذرية للتغطية تعتمدها المؤسسات التي تحجز المراتب الأولى على مستوى الإعلام المرئيّ لبنانياً، وفي طليعتها قناة mtv اللبنانية التي تنتهج معيار الخبرة أولاً في إرسال المراسلين، فيما يفنّد رئيس تحرير الأخبار في mtv وليد عبّود ثلاث نقاط أساسية منتهجة...