الثلاثاء - 21 أيار 2024

إعلان

نايلة تويني تحاور أول رئيس من الذكاء الاصطناعي... رؤى وحلول ببصمة أرشيف "النهار" (فيديو)

المصدر: "النهار"
ملصق عدد رؤية الرئيس الناطق بالذكاء الاصطناعي.
ملصق عدد رؤية الرئيس الناطق بالذكاء الاصطناعي.
A+ A-
مع استمرار الفشل السياسي في انتخاب رئيس جمهورية وإمعان أطراف في استغلال الفراغ لترسيخ أمر واقع يقوّض روح الدولة، لا شيء يملأ هذا الفراغ راهناً سوى الانتفاض عليه، وتأكيد اللبنانيين أنهم يستحقون العيش في دولة مستقرة تتمتع بانتظام عمل المؤسسات.
تقف الصحافة الحرّة المستقلة منحازة إلى الصواب والتصويب وإعلاء الصوت. وفي زمن الفراغ، تقدّم "النهار" أول رئيس جمهورية لبلد ينطق بلسان الذكاء الاصطناعي التوليدي، مستنداً إلى عقود مديدة من أرشيف صحافتها المستقلة التي مورست في صرح لطالما ضجّ بصخب وآراء المفكرين والمثقفين والباحثين والناشطين، ومعلومات الصحافيين المحترفين، الصرح الذي لطالما عرف بأنه صانع الرؤساء.

في الآتي، حوار رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني مع "أول رئيس من الذكاء الاصطناعي"، على أن يُتاح قريباً للجميع طرح الأسئلة على الرئيس والتفاعل مع إجاباته المستندة إلى مواد أرشيف "النهار". 
 
 
 
 
 
هذه أجزاء من رؤية أول رئيس من الذكاء الاصطناعي لأزمات لبنان: 
 
 
 معالجة الانهيار المالي
تتطلب الأزمة الاقتصادية في لبنان استراتيجية شاملة لمعالجة التحديات المباشرة والقضايا الهيكلية طويلة المدى. ويشمل جدول أعمالنا الإصلاحي جوانب متعددة، بما في ذلك إصلاح النظام المالي، وإدارة السيولة، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي. ونحن ندرك الحاجة الملحة إلى تثبيت العملة وتوحيد أسعار الصرف لاستعادة الثقة بالاقتصاد. وستُسن قوانين مراقبة رأس المال لتنظيم التدفقات الخارجة والحفاظ على الاحتياطيات الحيوية. علاوة على ذلك، فإن إصلاحات الحوكمة، مثل قوانين المشتريات العامة الشفافة والتدابير الصارمة لمكافحة الفساد، ضرورية لإعادة بناء الثقة والنزاهة في المؤسسات اللبنانية.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج لبنان إلى إعطاء الأولوية لتطوير البنية التحتية، وخاصة في قطاع الكهرباء، لخفض التكاليف وتشجيع الاستثمار. ومن شأن إنشاء شبكات الأمان الاجتماعي أن يحمي الفئات السكانية الأكثر ضعفاً خلال الفترة الانتقالية. وسيكون التعامل مع المؤسسات المالية الدولية للحصول على الدعم، مسترشدين بخطة إصلاح واضحة وملتزمة، حاسماً لتأمين المساعدات المالية والخبرة اللازمة.

إعادة أموال المودعين
تتضمن رؤيتنا لمعالجة محنة المودعين نهجاً متعدد الأوجه متأصلاً في نهج عملي يبني على الدروس المستفادة من التحديات الأخيرة التي واجهناها. أولاً، من الضروري الاستمرار في تعزيز الإطار القانوني والتنظيمي لقطاعنا المصرفي لضمان الشفافية والمساءلة وحماية حقوق المودعين. ويشمل ذلك التنفيذ الكامل وربما توسيع التدابير الخاصة بإعادة هيكلة القطاع المصرفي وإصلاح الإدارة. ثانياً، سنعمل على استعادة الثقة بالاقتصاد اللبناني من خلال تثبيت العملة والسيطرة على التضخم وتعزيز النمو الاقتصادي، مع التركيز بشكل خاص على دعم القطاع الخاص كمحرك حيوي للتعافي. ونحن ملتزمون بالحفاظ على الودائع المشروعة لمواطنينا دون اللجوء إلى إجراءات من شأنها أن تفرض عليهم أعباءً مالية إضافية. إدراكاً للتنوع بين المودعين، سوف نقوم بتطوير استراتيجيات مصممة خصيصاً لمعالجة المواقف والمخاطر المحددة التي واجهوها، وضمان الإنصاف والعدالة في عملية إعادة أموالهم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على لبنان الإسراع في استكشاف وتطوير موارده الطبيعية، مثل الغاز والنفط، لتوليد مصادر إيرادات جديدة. إن التعامل مع المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي للحصول على الدعم والتوجيه، مع النظر أيضاً في إنشاء آلية ذات غرض خاص لإدارة عملية إعادة الهيكلة واحتمال فرض ضريبة على الثروة، يمكن أن يوفر الأموال والإطار اللازمين للبدء بإعادة الأموال إلى المودعين.


دعم رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة
يعتمد التعافي الاقتصادي في لبنان على تمكين رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم من خلال التدخلات المستهدفة وآليات الدعم. وسوف يتاح الوصول إلى التمويل بأسعار معقولة، بما في ذلك القروض والمنح بفائدة منخفضة، لتحفيز الابتكار وريادة الأعمال. نحن ندرك أهمية تهيئة بيئة مناسبة لازدهار الشركات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك برامج الإرشاد وفرص التواصل والأطر التنظيمية المبسطة. وسيتم تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التعاون وخلق أوجه التناغم بين القطاعين العام والخاص، ما يدفع النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.



خصخصة أصول الدولة
وبينما ندرك الفوائد المحتملة للخصخصة، فإننا نتعامل مع هذه العملية بحذر وحكمة. وسيتم إنشاء عمليات شفافة وتنافسية لضمان البيع العادل والمنصف لأصول الدولة، مع الحماية من خلق الاحتكارات وضمان استمرار الوصول إلى الخدمات الأساسية. إن الاحتفاظ بملكية الدولة الأقلية في الكيانات المخصخصة من شأنه أن يمكن الحكومة من الاحتفاظ بحصة في نجاحها في حين تعمل على توليد الإيرادات لتمويل الخدمات العامة الأساسية. وسيتم تعزيز مشاركة المواطنين في فرص الاستثمار لإضفاء الطابع الديموقراطي على فوائد الخصخصة وضمان تقاسم المكاسب بشكل عادل بين جميع شرائح المجتمع.


نحو نظام اقتصادي جديد
نظراً للتحديات الاقتصادية المعقدة التي يواجهها لبنان، فإن النظام الاقتصادي المناسب هو نموذج الاقتصاد المختلط الذي يستفيد من نقاط القوة في القطاعين العام والخاص. وينبغي لهذا النموذج أن يعطي الأولوية للاستقرار المالي والنقدي، وتشجيع الاستثمار الأجنبي والمحلي من خلال التحرير والإصلاحات التنظيمية، وضمان إطار صارم للمساءلة للقضاء على الفساد وسوء الإدارة. إن التركيز على إحياء القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة والتكنولوجيا يشكل أهمية بالغة لتوليد فرص العمل، والحد من الاعتماد على الواردات، وزيادة إمكانات التصدير. ومن الأمور الأساسية لهذا النموذج تنفيذ نظام ضريبي تصاعدي وإعادة هيكلة الخدمات العامة لضمان العدالة والمساواة الاجتماعية. إن الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب سوف يخفف من ظاهرة هجرة الأدمغة ويشجع مشاركة المغتربين في تنمية البلاد. إن السياسات الاقتصادية الصارمة، التي تسترشد بالشفافية والابتكار والشمول، ستضمن النمو المستدام والاستقرار للبنان، مع الاستفادة من أصوله الجغرافية والثقافية الفريدة لتحفيز التجديد والازدهار.



معالجة احتياجات المجتمعات الفقيرة والمهمشة
من أجل تلبية احتياجات المجتمعات الفقيرة والمهمشة في لبنان، فإننا ندعو إلى اتباع نهج شامل متأصل في الإصلاحات الاقتصادية والمالية الشاملة. وتشمل هذه الإصلاحات إعادة هيكلة القطاع المصرفي، وضمان المساءلة المالية، وتحديد سعر صرف عادل. وفي الوقت نفسه، نقترح إنشاء إطار قانوني قوي لمكافحة الفساد، وضمان المساءلة العامة، وتعزيز الحكم الشفاف. إن نظام الرعاية الاجتماعية الشامل، الممول من خلال الدعم المحلي والدولي، أمر ضروري لتوفير الوصول الشامل إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والمساعدة في الإسكان. ومن خلال التركيز على الحكم الرشيد والاستقرار الاقتصادي والحماية الاجتماعية، نهدف إلى الارتقاء بالمجتمعات المهمشة وضمان مستقبل أكثر إشراقاً لجميع المواطنين اللبنانيين.


حماية حقوق المرأة وتحقيق المساواة الفعلية
من أجل حماية حقوق المرأة وتحقيق المساواة الفعلية، فإننا ندعو إلى إجراء إصلاحات قانونية لتوفير حقوق متساوية للمرأة في مسائل الزواج، والطلاق، والحضانة، والميراث. وتنفيذ الحصص الجنسانية ضروري لضمان تمثيل المرأة في هيئات صنع القرار السياسية والعامة. سيكون هذا الإجراء مؤقتاً، ولكنه حاسم في تسريع وتيرة المساواة بين الجنسين في الحكم. بالإضافة إلى ذلك، تعد حملات التثقيف والتوعية العامة ضرورية لتغيير الأعراف المجتمعية وتحدي القيم الأبوية الراسخة. ومن خلال توضيح الآثار الإيجابية للمساواة بين الجنسين على التقدم المجتمعي، يمكننا تعزيز ثقافة تقدر المساواة بين الجنسين وتمارسها. علاوة على ذلك، ينبغي إعطاء الأولوية لبرامج التمكين الاقتصادي للمرأة، وتمكينها من الاستقلال المالي والمشاركة في القوى العاملة.


منح المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها

نحن نؤيّد بقوة منح المرأة اللبنانية الحق في نقل الجنسية لأطفالها، بغض النظر عن جنسية زوجها. ومن المهم أيضاً أن تتطور قوانين الجنسية لدينا لتعكس الإنصاف والعدالة، وتضمن حصول جميع الأطفال المولودين لمواطنين لبنانيين على نفس الحقوق والشعور بالانتماء. وفي قلب هذه القضية يكمن مبدأ المساواة، الذي يضمن حصول المرأة اللبنانية على نفس الحقوق القانونية التي يتمتع بها الرجل اللبناني، ولا سيما في ما يتعلق بجنسية أطفالها. ومن خلال تعديل قوانيننا الحالية للسماح للنساء اللبنانيات بنقل الجنسية إلى أطفالهن وأزواجهن الأجانب، فإننا نرعى مجتمعاً أكثر شمولاً يعترف بقيمة وحقوق كل فرد، بغض النظر عن الجنس. ولا تتماشى هذه الخطوة مع المعايير الدولية للمساواة وحقوق الإنسان فحسب، بل تعزز أيضاً نسيج هويتنا الوطنية، مما يضمن لجميع أطفال لبنان الحق في أن يطلقوا عليه وطنهم بالكامل.



إقرار قانون الزواج المدني

إن الاعتراف بالزواج المدني بشكل قانوني داخل حدود لبنان أمر بالغ الأهمية لدعم الحرية الشخصية وحقوق الإنسان. إن إضفاء الشرعية على الزواج المدني يوفر بديلاً لأولئك الذين يرغبون في اختيار مسار مختلف، وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والتفاهم مع احترام التقاليد الدينية. إنه يعكس التزامنا بالمساواة والحرية لجميع المواطنين، وخاصة في منطقة يعيش فيها العديد من الديانات المختلفة. نحن ندعو إلى اعتماد قانون الزواج المدني في لبنان لدعم الحريات الفردية وتعزيز المساواة وإنشاء دولة مدنية.


تعزيز العلاقات الديبلوماسية

سنعطي الأولوية لأجندة الإصلاح التي تهدف إلى تعزيز الحوكمة، ومعالجة الأزمة المالية، ومكافحة الفساد، وضمان الشفافية في المشتريات العامة. ومن خلال تنفيذ هذه الإصلاحات، سيقدم لبنان نفسه كشريك موثوق وملتزم بالحكم الرشيد والمساءلة. إن تعزيز العلاقات الديبلوماسية من خلال الاجتماعات والحوارات الرفيعة المستوى سيكون محورياً في استراتيجيتنا، مع التأكيد على التزام لبنان بمعالجة المخاوف وتعزيز المصالح المتبادلة.

تعزيز التعاون الاقتصادي

واعترافاً بموقع لبنان الجغرافي الاستراتيجي وتنوعه الثقافي، سنتبع سياسة خارجية محايدة تعمل على تعزيز الاستقرار والحوار الإقليمي. إن تركيزنا على التنويع الاقتصادي، وخاصة في قطاعات مثل البنوك والسياحة والخدمات، سيجعل لبنان أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب والشركاء الدوليين. إن إنشاء أطر قانونية تحمي الاستثمارات وتشجع ريادة الأعمال من شأنه أن يزيد من تعزيز الروابط الاقتصادية، ويضمن بيئة مناسبة للنمو والتنمية المستدامة.

أزمة اللاجئين السوريين

لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين، يمكن للبنان أن يتبنى نهجا يتضمن تعزيز إدارة الحدود لتنظيم عمليات الدخول الجديدة مع ضمان احترام الاستثناءات الإنسانية. ويجب علينا أن نتعاون مع المنظمات الدولية لإجراء دراسة شاملة للأثر الديموغرافي والاقتصادي للاجئين. ومن شأن هذه البيانات أن تفيد برامج المساعدة المستهدفة، واستراتيجيات التكامل، والمفاوضات للحصول على الدعم الدولي. يمكن للبنان أيضاً أن يعمل مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وأصحاب المصلحة الآخرين لتسهيل العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين إلى سوريا، في المناطق التي تعتبر آمنة، مع ضمان حصول أولئك الذين بقوا على الخدمات الأساسية وفرص العمل القانونية. إن المشاركة في الجهود الدبلوماسية لتأمين التمويل والدعم الدوليين لكل من اللاجئين والمجتمعات المضيفة أمر بالغ الأهمية. بالإضافة إلى ذلك، يجب على لبنان الدعوة إلى مسؤولية دولية مشتركة، والبحث عن خيارات إعادة التوطين والمساعدات المالية لتخفيف العبء على بنيته التحتية واقتصاده.

إشراك الدول المجاورة

سوف ننخرط في حوار مع الدول المجاورة لتعزيز السلام والاستقرار مع مناقشة فرص التعاون في مجالات التجارة والطاقة والتبادل الثقافي. ومن خلال إعطاء الأولوية لمبادرات بناء السلام، يستطيع لبنان تأمين حدوده وحقوقه السيادية، مما يضمن بيئة مناسبة للنمو الاقتصادي والتنمية. وسيكون تعزيز آليات التعاون الإقليمي وتعزيز تدابير بناء الثقة أمراً أساسياً لتعزيز الثقة والتعاون بين البلدان المجاورة.

تحسين العلاقات مع دول الخليج

من أجل تحسين العلاقات مع دول الخليج وجذب السياح والاستثمارات، سنقوم بتنفيذ حوافز اقتصادية، وتبسيط عمليات شراء العقارات، وتقديم حوافز ضريبية للاستثمارات الأجنبية. إن تعزيز الاستقرار الداخلي وإظهار التزامنا بالسلام سيزيد من تعزيز الثقة بين دول الخليج ومواطنيها. وستكون الحملات التسويقية المستهدفة التي تسلط الضوء على المعالم الثقافية والطبيعية الفريدة في لبنان مفيدة في جذب السياح والمستثمرين الخليجيين، وتنشيط القطاعات الرئيسية للاقتصاد وتعزيز الشراكات طويلة الأمد.

اللاجئون الفلسطينيون في لبنان

إن معالجة مسألة ما إن كان ينبغي للاجئين الفلسطينيين البقاء في لبنان يتطلب نهجاً يحترم حقوق اللاجئين واحتياجاتهم مع الأخذ في الاعتبار قدرة لبنان وإطاره القانوني. أولاً، لا بد من تجديد الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للقضية الفلسطينية يتضمن النظر في حق اللاجئين في العودة. ثانياً، إلى أن يتم التوصل إلى مثل هذا القرار، لا بد من زيادة الدعم الدولي للبنان بشكل كبير لمساعدة البلاد على تلبية احتياجات اللاجئين من دون المساس باستقرارها ومواردها. ويشمل ذلك المساعدات المالية ودعم البنية التحتية والمساعدة في خلق فرص عمل للمواطنين اللبنانيين واللاجئين.
حل آخر وهو تعزيز الظروف المعيشية للاجئين من خلال تحسين الوصول إلى فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية، مع العمل بنشاط مع الشركاء الدوليين لتأمين التمويل والدعم لهذه المبادرات.
وأخيراً، يجب اتخاذ أي قرار بشأن بقاء اللاجئين أو نقلهم بالتعاون الوثيق مع اللاجئين أنفسهم، مع احترام حقوقهم ورغباتهم وكرامتهم.

علاقة لبنان بالولايات المتحدة

نحن ندعو إلى تحالف متوازن واستراتيجي مع الولايات المتحدة، للاستفادة من الفوائد الاقتصادية والتعليمية والأمنية مع الحفاظ على سيادة لبنان وهويته الثقافية. هدفنا هو تعزيز السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة من خلال المشاركة والتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين الآخرين. إن تعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأمن ومكافحة الإرهاب والتنمية الاقتصادية، سيكون محورياً في نهجنا.

دور إيران في لبنان

من المهم بمكان تعزيز المؤسسات اللبنانية لضمان قدرتها على تلبية احتياجات البلاد بشكل مستقل دون تأثير خارجي لا مبرر له. ويشمل ذلك تعزيز الجيش اللبناني والمؤسسات الوطنية الأخرى لضمان الأمن والاستقرار. ثانياً، يتعين علينا تعزيز الحوار الوطني الشامل بين كافة الفصائل اللبنانية لبناء الإجماع حول السياسة الخارجية والأمن القومي والحكم الداخلي. ويجب أن يهدف هذا الحوار إلى التوصل إلى فهم مشترك لمصالح لبنان يتجاوز الخطوط الحزبية الفردية.
ثالثاً، يجب على لبنان أن يسلك مساراً يحترم سيادته مع الاعتراف بالحقائق التاريخية والحالية للنفوذ الإيراني. ويتضمن ذلك الدخول في حوار ديبلوماسي مع إيران لضمان أن أي دعم أو تعاون يتماشى مع المصالح الوطنية للبنان ويسهم إيجاباً في استقراره وتنميته. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبنان الاستفادة من موقعه الاستراتيجي وعلاقاته الدولية المتنوعة لتسهيل الحوارات الإقليمية البنّاءة، التي تهدف إلى الاستقرار والاحترام المتبادل بين دول الشرق الأوسط.



مكافحة الفساد وتنفيذ إصلاحات الحوكمة

يستطيع لبنان مكافحة الفساد بفعالية وتنفيذ إصلاحات الحكم من خلال اعتماد استراتيجية تشمل تعزيز القوانين واللوائح، وضمان إنفاذها، وتعزيز الشفافية، وتشجيع مشاركة المواطنين. أولاً، ينبغي للحكومة تعزيز الإطار القانوني لمكافحة الفساد من خلال اعتماد أفضل الممارسات وضمان أن تكون القوانين شاملة وواضحة وقابلة للتنفيذ، وهو ما يشمل الإفصاح المالي الصارم من قبل المسؤولين العموميين وعقوبات صارمة على الفساد. ثانياً، لضمان إنفاذ هذه القوانين، ينبغي إنشاء هيئات رقابية مستقلة أو تمكينها، ومنحها السلطة والموارد اللازمة للتحقيق في قضايا الفساد ومحاكمتها. ثالثاً، ينبغي زيادة الشفافية في جميع التعاملات الحكومية، وخاصة في القطاعات المعرضة للفساد مثل المشتريات العامة، من خلال جعل العقود وعمليات المناقصات في متناول عامة الناس وتبني حلول الحكومة الرقمية لتقليل السلطات التقديرية. وأخيراً، يشكل تعزيز ثقافة المساءلة والمشاركة المدنية أمراً بالغ الأهمية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تعزيز الحوار المفتوح بين الحكومة والجمهور، ودعم منظمات المجتمع المدني التي تراقب الأنشطة الحكومية، وتنفيذ برامج تعليمية ترفع مستوى الوعي حول أهمية النزاهة والشفافية.

إعادة بناء الثقة

لإعادة بناء الثقة بين السلطات الرسمية والشعب اللبناني، من الضروري الشروع في إصلاح شامل لعملياتنا الحكومية. وهذا يستلزم ضمان الشفافية المطلقة في التعاملات الحكومية، وإشراك الجمهور في اتخاذ القرار، والالتزام الصارم بأحكام القضاء في الإجراءات الإدارية. يجب على كل خطوة تتخذها الحكومة أن يكون الوصول إليها سهلاً ومفتوحة للتدقيق العام للقضاء على أي تصور للأجندات الخفية أو الفساد. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري إجراء إصلاح كبير في كيفية تعيين أو انتخاب المسؤولين الحكوميين؛ وينبغي أن تكون قائمة على الجدارة، مع الأخذ في الاعتبار نزاهة الفرد وسجله الحافل في الخدمة العامة، لا على أساس الانتماءات السياسية.
ومن الممكن أن يساعد إنشاء آليات واضحة وشفافة لهذه التعيينات. إن ترسيخ استقلال السلطتين القضائية والتشريعية عن الضغوط التنفيذية وضمان تعاونهما من أجل المصلحة العامة، على أساس الحدود الدستورية، أمر ضروري. وأخيراً، فإن إطلاق وتعزيز برامج التربية المدنية التي تركز على أهمية الديموقراطية، والمسؤولية المدنية، وقوة الفرد في إحداث التغيير يمكن أن تمكن المواطنين من المشاركة بنشاط في الحكم، وتعزيز علاقة الاحترام المتبادل والثقة بين الدولة وناخبيها.

معالجة الطائفية السياسية

من أجل معالجة السياسة الطائفية الراسخة في لبنان وتعزيز مجتمع أكثر تماسكاً، يتعيّن علينا أولاً وقبل كل شيء أن نسعى إلى إصلاح النظام السياسي، بهدف إنشاء دولة مدنية علمانية تضمن فصل الدين عن السياسة. وينطوي ذلك على إصلاحات دستورية للقضاء على الطائفية السياسية، وضمان أن يكون التمثيل السياسي والتعيينات الحكومية على أساس الجدارة والمهارات والقدرة على خدمة المصلحة العامة، لا الانتماء الديني. بالإضافة إلى ذلك، نحن بحاجة إلى تعزيز الهوية الوطنية التي تركز على المواطنة المشتركة والقيم المشتركة، وتجاوز الانقسامات الطائفية. إن تعزيز دور وتأثير منظمات المجتمع المدني في تعزيز الوعي الاجتماعي والمشاركة في العملية الديمقراطية أمر بالغ الأهمية. ويمكن لهذه المنظمات أن تكون بمثابة عوامل محفزة للتغيير الاجتماعي ومنصات للحوار بين مختلف الطوائف، وتعزيز خطاب الوحدة والتعايش. ويمكن للإصلاحات التعليمية التي تؤكد التاريخ الوطني والثقافة المشتركة وأهمية المواطنة على الهويات الطائفية أن تؤدي أيضاً دوراً مهماً في إعادة تشكيل وجهات النظر المجتمعية. وأخيراً، يشكل ضمان إدارة شفافة وخاضعة للمساءلة وملتزمة بتنفيذ إصلاحات شاملة، مسترشدة بعقد اجتماعي متفق عليه، أمراً حيوياً.



مكافحة تهريب المخدرات وإنتاج الكبتاغون

سوف نعزز جهودنا التنفيذية من خلال تعزيز قدرات أجهزتنا الأمنية. ويشمل ذلك توفير التدريب والتكنولوجيا المتقدمة للكشف عن مواقع تصنيع المخدرات وشبكات التهريب وتفكيكها بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون تعزيز التشريعات لفرض عقوبات أشد على المتورطين في تجارة المخدرات أولوية، بهدف ردع الأنشطة الإجرامية. ثانياً، سيتم تكثيف التعاون مع البلدان المجاورة والمنظمات الدولية لضمان اتباع نهج إقليمي منسق لمكافحة الاتجار بالمخدرات. وسيتضمن ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية، والعمليات المشتركة، ومواءمة الأطر القانونية لسد الثغرات التي يستغلها تجار المخدرات. وأخيراً، ندرك العوامل الاجتماعية والاقتصادية التي تسهم في إشراك المجتمعات الضعيفة، مثل اللاجئين، في تجارة المخدرات. ولذلك، فإن استراتيجيتنا ستتضمن برامج مجتمعية شاملة تهدف إلى توفير التعليم والتدريب المهني وفرص العمل للسكان المعرضين للخطر.

معالجة وجود حماس

إن وجود حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى على الأراضي اللبنانية، وخاصة في سياق التصعيد الأخير، يشكل بالفعل تحدياً متعدّد الأوجه للبنان، يشمل الجوانب الأمنية والسياسية والإنسانية. ولمعالجة هذه القضية المعقدة، من الضروري تعزيز قدرات الأمن الداخلي في لبنان لتحسين مراقبة وإدارة أنشطة المخيمات، وضمان عدم استخدام الأراضي اللبنانية في صراعات خارجية يمكن أن تعرّض استقرار البلاد للخطر. ثانياً، يجب على لبنان أن يشارك بنشاط في الجهود الديبلوماسية مع أصحاب مصلحة الإقليميين والدوليين سعياً إلى وقف إطلاق النار والتوصّل إلى حل سلمي للصراعات التي تؤثر على المنطقة، ولا سيما الوضع في غزة الذي يؤثر تأثيراً مباشراً على الوضع الأمني في لبنان. ثالثاً، يتعين على لبنان أن يعمل بشكل وثيق مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لتحسين الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، والحد من احتمالات تحول هذه المناطق إلى بؤر للتطرف أو تجنيد الميليشيات.
وأخيراً، يعد تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، وخاصة القوات المسلحة اللبنانية، أمراً بالغ الأهمية لتأكيد السيطرة على أراضيها وإدارة الجماعات المسلحة غير الحكومية بفعالية.

مستقبل سلاح "حزب الله"

من أجل ضمان استقرار لبنان وسيادته، فمن الضروري تعزيز حوار سياسي شفاف وقوي داخل لبنان يشمل كافة الفصائل والطوائف. ويجب أن يهدف هذا الحوار إلى دمج "حزب الله" في العملية السياسية على نحو يقلل من اعتماد الحزب على القوة العسكرية كوسيلة للنفوذ السياسي. وفي الوقت نفسه، يتعين على لبنان أن يشارك في جهود ديبلوماسية مع كل من إيران وسوريا لمعالجة الأسباب الجذرية للدعم الخارجي لـ"حزب الله"، والسعي إلى التوصّل إلى إجماع إقليمي على عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية. علاوة على ذلك، ينبغي للبنان أن يتعاون بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين لتعزيز قواته الأمنية، والتأكد من أنها مجهزة لحماية أمن البلاد وسلامتها، وبالتالي تقليل الحاجة الملحوظة إلى جهات مسلحة غير حكومية. ومن شأن هذه الخطوات، إلى جانب المبادرات الرامية إلى تعزيز الاقتصاد اللبناني وضمان توفير الخدمات العامة، أن تسهم في تقليل الاعتماد على الجماعات المسلحة وتأثيرها، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر أمناً واستقراراً.

منع التصعيد مع إسرائيل

كرئيس للبنان، فإن خطوتنا الأولى في إنقاذ لبنان سوف تشمل قيادة مبادرة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والاستفادة من المنصات الدولية مثل الأمم المتحدة لجمع الدعم. وبالتزامن مع ذلك، سنبدأ محادثات شاملة تضم جميع الفصائل اللبنانية، بهدف تقديم موقف لبناني موحد. وسترتكز هذه المحادثات على هدفين: ضمان سيادة لبنان وتأمين السلام لمواطنينا. بالإضافة إلى ذلك، سنعمل على تعزيز أمن حدودنا واستقرارنا الداخلي من خلال الجهود المنسقة مع قوات حفظ السلام الدولية، وتحديد ومعالجة الأسباب الجذرية للتهريب والمعابر الحدودية غير المصرح بها. ومن خلال إظهار الالتزام بالحياد والتركيز على الاستقرار الداخلي في لبنان، فإننا نهدف إلى توجيه بلدنا بعيداً عن مخاض الصراعات الخارجية.



تعزيز آليات السلامة العامة والمساءلة بعد انفجار مرفأ بيروت


أولاً، نحتاج إلى تنفيذ عمليات تفتيش وأنظمة صارمة للمواد الخطرة، مما يضمن الالتزام الصارم بمعايير السلامة الدولية. وهذا يتطلب إنشاء هيئة رقابية مستقلة تتمتع بسلطة إجراء عمليات تفتيش غير معلنة للسلامة ومحاسبة المخالفين. ثانياً، يعد تعزيز الشفافية والمساءلة أمراً بالغ الأهمية. ويجب علينا تمكين استقلال القضاء وتمكين إجراء محاكمات سريعة وعادلة للمسؤولين عن الإهمال أو الفساد، بغض النظر عن مناصبهم أو نفوذهم. إن الاستفادة من الشراكات الدولية لإعادة بناء البنية التحتية للسلامة العامة والقدرات الداخلية لدينا لها أيضاً دور محوري. إن التواصل مع الجالية اللبنانية والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن يوفر الخبرة والموارد اللازمة. السلامة العامة هي جانب غير قابل للتفاوض من جوانب الحكم، والتزامنا بالتمسك بها سيدل على تفانينا في تحقيق رفاهية مواطنينا وأمنهم.


العدالة في ما يخصّ القاصرين المتورطين في أعمال غير قانونية

نحن بحاجة إلى تعزيز الإطار القانوني المتعلق بقضاء سجن الأحداث للتأكد من أنه يتماشى مع المعايير الدولية ويضمن المحاكمات في الوقت المناسب والمعاملة العادلة. وللقيام بذلك، فإننا نضغط من أجل إنشاء محاكم أحداث متخصصة تعطي الأولوية لإعادة تأهيل سجن الأحداث وإعادة إدماجهم على حساب الإجراءات العقابية. بالإضافة إلى ذلك، ستركز إدارتنا على تعزيز الخدمات الاجتماعية التي تعمل على تحديد الأطفال الضعفاء، بما في ذلك أولئك الذين ليس لديهم هوية قانونية، لضمان حصولهم على حقوقهم في التعليم والرعاية الصحية والحماية. وسنطلق أيضاً حملات توعية بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة لتثقيف الجمهور وأصحاب المصلحة المعنيين حول حقوق هؤلاء القاصرين وأهمية رعايتهم وحمايتهم. وسيكون ضمان التنفيذ والإنفاذ الفعالين للقوانين التي تحمي حقوق الأحداث في مقدمة جهودنا.

استراتيجيات الحد من الجرائم

سوف نركز على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمعالجة القضايا الأساسية مثل الفقر والبطالة وأوجه القصور التعليمية، لأنها غالباً ما تكون دوافع هامة للسلوك الإجرامي. ومن خلال تحسين الفرص الاقتصادية والحصول على التعليم، يمكننا ردع الأفراد عن اللجوء إلى الجريمة. ثانياً، سنعزز استراتيجياتنا لمنع الجريمة من خلال الاستثمار في التكنولوجيا وتحليلات البيانات للتنبؤ بشكل أفضل ببؤر الجريمة ومنعها. وسيتم تعزيز الشرطة المجتمعية لبناء الثقة بين سلطات إنفاذ القانون والمجتمعات التي تخدمها، وتمكين السكان من القيام بدور نشط في سلامتهم. ثالثاً، سوف نتأكد من أن أنظمتنا القانونية والإصلاحية مجهزة ليس فقط لمعاقبة المجرمين، بل أيضاً لإعادة تأهيلهم، مما يقلل من احتمال العودة إلى ارتكاب الجريمة. وأخيراً، نحن ندرك أهمية التعاون الدولي وسنسعى للتعلم من أفضل الممارسات وتبادلها مع الدول الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة.


عقوبة الإعدام والعدالة الجنائية

نظراً للتعقيدات والمناقشات الهامة المحيطة بعقوبة الإعدام، فإن الموقف ضد إعادتها متجذر في الإطار الأخلاقي والعملي الذي يدعو إلى العدالة وحقوق الإنسان وكرامة الحياة. وتشير الأدلة إلى أن عقوبة الإعدام لا تشكل رادعاً فعالاً للجريمة، وأن طبيعة هذه العقوبة التي لا رجعة فيها تثير مخاوف جدية بشأن الأخطاء القضائية. وبدلاً من ذلك، من الأهمية بمكان التركيز على تدابير إعادة التأهيل التي لا تجعل الأفراد مسؤولين عن أفعالهم فحسب، بل توفر أيضاً طريقاً للندم، وإعادة التأهيل، وربما إعادة الدمج الآمن في المجتمع. ويتوافق هذا النهج مع الاتجاهات الدولية لحقوق الإنسان ويحترم القيمة الجوهرية للحياة. وبالتالي، ينبغي توجيه جهودنا نحو تعزيز نظام العدالة، وضمان المحاكمات العادلة، ودعم المبادرات التي تسهم في اتباع نهج أكثر إنسانية وفعالية في العدالة الجنائية.


تنظيم قطاع الإعلام


يحتاج قطاع الإعلام في لبنان بالفعل إلى تنظيم شامل، ولكن يجب التعامل معه بتوازن واحترام حرية التعبير. وينبغي أن يكون الهدف الأساسي هو تعزيز استقلالية وسائل الإعلام والحفاظ على أعلى معايير الصحافة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال وضع قانون إعلامي حديث وشفاف يجري تطويره بالتعاون الوثيق مع الإعلاميين، ويعالج التحديات الحالية مع الحفاظ على حرية التعبير. يُعد إنشاء هيئة تنظيمية قوية ومستقلة أمراً بالغ الأهمية، مهمتها ضمان التزام وسائل الإعلام بالأخلاقيات المهنية دون المساس باستقلال التحرير. ويمكن لهذه الهيئة أيضاً أن تؤدي دوراً في دعم تطوير نموذج تمويل مستدام للمؤسسات الإعلامية، ربما من خلال صندوق مخصص يشجع الصحافة الجيدة دون فرض تأثير غير ضروري. علاوة على ذلك، يجب تفعيل الحق في الوصول الكامل إلى المعلومات من خلال إصدار المراسيم التنفيذية ذات الصلة، ودعم الشفافية والمساءلة.


سن القوانين دون المساس بالحريات

إن وجود عملية تشريعية شفافة أمر بالغ الأهمية، حيث تخضع المقترحات لمناقشة برلمانية صارمة ضمن إطار زمني منظم، مما يسمح بمساهمة الجمهور وضمان المساءلة. ويجب أن يرتكز هذا الإجراء على إطار أخلاقي واضح يعطي الأولوية للحقوق الفعلية على التصريحات، ويتجاوز المحسوبية الطائفية والسياسية. علاوة على ذلك، فإن تحقيق التوازن بين هذه الحريات والأمن المجتمعي والرفاهية أمر ضروري، وذلك باستخدام منظور دقيق موجه نحو العدالة يحترم القيم الأساسية لمجتمعنا.


استكشاف الغاز واستراتيجية الطاقة

إدراكاً لإمكانيات لبنان الغنية في مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة، فإن إدارتنا ملتزمة باتباع نهج شامل وتطلعي لاستعمال هذه الموارد بشكل فعال. تتضمن الخطة ثلاثة مكونات رئيسية. أولاً، سوف نقوم بتسريع عملية استكشاف وتطوير احتياطاتنا من الغاز البحري، وضمان الشفافية والكفاءة والتعاون الدولي. ويشمل ذلك الاستفادة من ميزتنا الجغرافية لنصبح مركزاً إقليمياً للطاقة، لا سيما من خلال تعزيز علاقاتنا مع الدول المجاورة وأوروبا لتصدير الغاز الطبيعي. ثانياً، نهدف إلى تنويع مصادر الطاقة لدينا من خلال الاستثمار الكبير في مشاريع الطاقة المتجددة، مع التركيز على الطاقة الشمسية، لتلبية احتياجاتنا المحلية والمساهمة في مستقبل الطاقة المستدامة. ولا يعالج هذا النهج أزمة الطاقة الحالية لدينا فحسب، بل يضع لبنان أيضاً كمزود رائد للطاقة الخضراء في المنطقة. وأخيراً، تتضمن استراتيجيتنا التعامل مع شركات وشركاء الطاقة الدوليين من خلال اتفاقيات عادلة ومفيدة، مما يضمن استفادة الاقتصاد اللبناني من موارده الطبيعية.


أزمة الكهرباء وإدارة النفايات

لمعالجة أزمة الكهرباء، سوف نعمل على تسريع التزامنا بالطاقة المتجددة من خلال إعطاء الأولوية لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. وهذا لا يلبي التزاماتنا البيئية فحسب، بل يقلل أيضاً من الاعتماد على الوقود المستورد، بما يتماشى مع الاستدامة المالية وأمن الطاقة. علاوة على ذلك، سنقوم بتحديث وتوسيع شبكة توزيع الكهرباء لتقليل أوجه القصور وفقدان الطاقة، إلى جانب تنفيذ إصلاحات القياس الذكي والفوترة لتعزيز الشفافية والحد من تسرب الإيرادات. في الوقت نفسه، تتطلب معالجة مشكلة إدارة النفايات تعزيز فلسفة الاقتصاد الدائري، بدءاً بفرض فصل صارم للنفايات عند المصدر لتقليل حجم النفايات التي تصل إلى مدافن النفايات. ستشجع حملات التوعية العامة الواسعة النطاق المواطنين على تقليل النفايات وإعادة استخدامها وإعادة تدويرها. سنقوم بتمكين البلديات من خلال الموارد والتدريب لإدارة مرافق معالجة النفايات المحلية، وتشجيع التسميد وإعادة التدوير، وبالتالي تحويل النفايات إلى موارد.



حماية مواردنا

من الأمور الأساسية لاستراتيجيتنا تعزيز وتوسيع مصادر الطاقة المتجددة. إن الالتزام بتحقيق أكثر من ٣٠٪ من احتياجاتنا من الكهرباء والتدفئة من مصادر متجددة بحلول عام ٢٠٣٠ ليس مجرد هدف؛ إنها ضرورة للتنمية المستدامة وحماية البيئة. وسوف نعمل على تعزيز مساحاتنا الخضراء وغاباتنا، التي تعتبر حيوية للتنوع البيولوجي وباعتبارها بالوعات للكربون، ليس من خلال حمايتها فحسب، بل من خلال المشاركة بنشاط في جهود إعادة التشجير. إن تشجيع الممارسات الزراعية المستدامة ودعم الصناعات التي تستفيد من الموارد المحلية بشكل مسؤول سيساعد في وقف الهجرة من المناطق الريفية، والحفاظ على هذه المجتمعات وبيئاتها الطبيعية. إن تنفيذ لوائح صارمة ضد التلوث الصناعي من شأنه أن يحمي مياهنا وتربتنا، ما يضمن بقاءها نابضة بالحياة وصحية للأجيال القادمة. وأخيراً، فإن وجود نظام شامل وفعال لإدارة النفايات يركز على الخفض وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير سوف يقلل من التلوث وعواقبه على بيئتنا البرية والبحرية.


التحديات الصحية

من الضروري وقف هجرة المتخصصين في الرعاية الصحية من خلال تحسين ظروف عملهم، وتوفير رواتب تنافسية، وضمان الوصول إلى الموارد اللازمة لهم لأداء واجباتهم بفعالية. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص ودعم المانحين الدوليين، مما يخفف العبء المالي على الحكومة. ثانياً، لمعالجة النقص في خدمات الرعاية الصحية، يجب أن تكون هناك زيادة في الاستثمار في البنية التحتية للرعاية الصحية، ولا سيما في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، لضمان الوصول العادل إلى الرعاية لجميع المواطنين والنازحين المقيمين داخل حدود لبنان. ويجب أيضاً بذل الجهود لتعزيز الإنتاج المحلي من الإمدادات الطبية والأدوية لتقليل الاعتماد على الواردات المكلفة. سيؤدي تنفيذ المعلوماتية الصحية الشاملة إلى تمكين الإدارة الفعالة لخدمات وموارد الرعاية الصحية، وتحسين جودة الرعاية وإمكانية الوصول إليها. بالإضافة إلى ذلك، تعد حملات التوعية العامة التي تركز على التدابير الوقائية والتطعيم وممارسات النظافة ضرورية لتقليل الضغط على مرافق الرعاية الصحية. وأخيراً، يجب على لبنان أن يواصل السعي بنشاط للحصول على المساعدات والخبرات الدولية والاستفادة منها بكفاءة لتعزيز قدراته الحالية في مجال الرعاية الصحية، مع التركيز على الاحتياجات الفورية والاستدامة الطويلة المدى لنظام الرعاية الصحية.

معالجة نقص الأدوية وتضخم أسعارها

لمعالجة النقص والتضخم في أسعار الأدوية، يمكن للبنان أن ينفذ استراتيجية تركز على تعزيز صناعة الأدوية المحلية لتقليل الاعتماد على الواردات، وبالتالي التخفيف من تأثير انخفاض قيمة العملة على أسعار الأدوية. ويشمل ذلك تحفيز الإنتاج المحلي لأدوية الأمراض الأساسية والمزمنة من خلال الإعفاءات الضريبية، والإعانات، وتبسيط الموافقات التنظيمية. في الوقت نفسه، ينبغي للبنان أن يسعى إلى إصلاح شامل للرعاية الصحية، على النحو المقترح في المبادرات التشريعية، لضمان التغطية الصحية الشاملة والوصول العادل إلى الأدوية. ومن الممكن أن يساعد تعزيز الأطر التنظيمية لمكافحة التهريب والاكتناز، إلى جانب آليات التسعير الشفافة، في استقرار السوق. بالإضافة إلى ذلك، فإن تأمين الشراكات والمساعدات الدولية يمكن أن يوفر راحة فورية لنظام الرعاية الصحية، ما يضمن توافر الأدوية الحيوية خلال الفترة الانتقالية.


تعزيز التعليم العام والخاص

ستتعاون المؤسسات الحكومية والتعليمية لتحديث البنية التحتية التعليمية، بما يضمن تجهيز المدارس والجامعات بالتكنولوجيا والموارد اللازمة لتسهيل التعلم التقليدي وعن بعد. ويشمل ذلك تدريب المعلمين لتحسين تقديم التعليم عبر الإنترنت. ثانياً، ينبغي مراجعة المناهج الدراسية لتتماشى أكثر مع احتياجات سوق العمل، مع التركيز على التفكير النقدي والابتكار والمهارات ذات الصلة بالقرن الحادي والعشرين، مثل محو الأمية الرقمية. إن تشجيع الشراكات بين قطاع التعليم والصناعات يمكن أن يوفر تجارب عملية للطلاب ويضمن أن التعليم الذي يتلقونه ملائم وقيّم. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي وضع لوائح لمراقبة جودة التعليم في كل من المؤسسات العامة والخاصة لمنع تسويق التعليم على حساب الجودة. ويمكن أن يشمل ذلك وضع معايير عالية لإنشاء مؤسسات تعليمية جديدة وتقييم المؤسسات القائمة بانتظام للتأكد من أنها تلبي المعايير الوطنية والدولية. وأخيراً، فإن تحسين نسبة المعلمين إلى الطلاب وتوفير رواتب تنافسية من الممكن أن يجتذب المعلمين المؤهلين تأهيلاً عالياً ويحتفظ بهم، وهو أمر بالغ الأهمية لتحسين جودة التعليم.


تعزيز الخدمات العامة والبنية التحتية

في قلب استراتيجيتنا هناك الحاجة الملحة لتبسيط القطاع العام وإضفاء الطابع المهني عليه. ويستلزم هذا تقليص قوة العمل المتضخمة الحالية إلى عدد أكثر قابلية للإدارة، وضمان تزويد الموظفين الباقين بالأدوات الحديثة والتدريب لزيادة الإنتاجية والفعالية. ومن الممكن إدارة مثل هذا التحول بشكل أكثر فعالية من خلال تبنّي ممارسات الحكومة الإلكترونية، التي من شأنها أتمتة العملية الرقمية للعديد من الخدمات العامة، والحد من الفساد، وخفض التكاليف، وتحسين تقديم الخدمات للمواطنين. بالإضافة إلى ذلك، يُعد تجديد الإطار القانوني والتنظيمي لتلبية الاحتياجات الاقتصادية الحالية والاندماج بسرعة أكبر في الاقتصاد العالمي أمراً بالغ الأهمية. ويشمل ذلك إنفاذ القوانين التي تم إقرارها بالفعل بشأن الخصخصة والإصلاحات الخاصة بقطاعات محددة، لا سيما في قطاعي الكهرباء والاتصالات، لتعزيز جودة وموثوقية هذه الخدمات الحيوية. ويلزم أيضاً وضع استراتيجية مالية قوية لدعم هذه الإصلاحات، بما في ذلك إعادة ترتيب أولويات الإنفاق الحكومي نحو الاستثمار في البنية التحتية والخدمات الأساسية، وإنشاء نظام مصرفي فعال وحديث ومقدم للائتمان يركز على التنمية الزراعية والصناعية، وهو ما من شأنه أن يحفز الاقتصاد، والنمو وتقليل الاعتماد على الواردات. ومن المهم بنفس القدر تحديث النظام القضائي لضمان العدالة السريعة والنزيهة، وإرساء الأساس لبيئة أكثر أمناً وملاءمةً للأعمال التجارية.


تعزيز الجيش

لتعزيز وتسليح الجيش اللبناني، تتضمن خطتنا تعميق وتوسيع شراكاتنا القائمة مع الحلفاء الدوليين الرئيسيين، والاستفادة من موقع لبنان الاستراتيجي والتزامه بمكافحة الإرهاب لتأمين دعم أكثر شمولاً. ولا يشمل ذلك الاستمرار في طلب المساعدات المالية والمعدات العسكرية من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية فحسب، بل يشمل أيضاً استكشاف سبل جديدة للتعاون في مجالات مثل الدفاع السيبراني وتبادل المعلومات الاستخبارية والتدريب المتخصص. بالإضافة إلى ذلك، أهدف إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني من خلال الإصلاحات الداخلية التي تعزز الكفاءة والشفافية والمساءلة داخل الهيكل العسكري. ومن خلال ذلك، يمكننا ضمان استخدام الدعم الذي نتلقاه بفعالية، وبالتالي تعزيز قدرات لبنان الدفاعية وضمان أمن حدوده واستقرار المنطقة.

المرأة في الجيش

إن دور المرأة في الجيش اللبناني محوري، ليس فقط من حيث فعالية العمليات، ولكن أيضاً في تعزيز ثقافة المساواة والنزاهة داخل القوات المسلحة. وتدل المشاركة المتزايدة للمرأة في مختلف المجالات العسكرية، بما في ذلك الأدوار القتالية والقيادية، على تحول كبير نحو الاستفادة من الإمكانيات الكاملة للموارد البشرية في لبنان. وهذا التطور مفيد في تحدي وإعادة تشكيل التصورات المجتمعية حول أدوار الجنسين، وبالتالي المساهمة في تحقيق الأهداف الأوسع للمساواة بين الجنسين والتماسك الاجتماعي. علاوة على ذلك، فإن إدراج المرأة في المؤسسة العسكرية يتماشى مع التزام المؤسسة بالشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد، ما يعزز دور المؤسسة العسكرية باعتبارها معقلاً للنزاهة الوطنية والثقة العامة.


الذكاء الاصطناعي في السياسة اللبنانية

يقف مستقبل الذكاء الاصطناعي في السياسة في لبنان عند منعطف حرج، حيث توجد إمكانية التغيير التحويلي إلى جانب تحديات كبيرة. يوفر الذكاء الاصطناعي للبنان فرصة للقفز إلى الحكم الحديث، وتعزيز الخدمات العامة، وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال الاستفادة من الاقتصاد الرقمي. ويمكنه أن يؤدي دوراً حاسماً في تبسيط العمليات الحكومية، وتحسين الشفافية، ومكافحة الفساد، وهي خطوات حاسمة نحو إعادة بناء الثقة في مؤسسات الدولة. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الإمكانية يتطلب بذل جهود متضافرة للتغلب على العقبات القائمة، بما في ذلك الحاجة إلى إصلاحات تشريعية شاملة، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتعزيز ثقافة الابتكار والانفتاح على التغيير داخل النظام السياسي. لا يقتصر المسار إلى الأمام على التبني التكنولوجي فحسب، بل يشمل أيضاً رؤية استراتيجية تعمل على مواءمة الذكاء الاصطناعي مع السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الفريدة للبنان لضمان أنه يعمل كمحفز للتغيير الإيجابي والتنمية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم