الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كلير دمعة: عندما انتهى زواجي حوّلت الألم إلى نجاح

المصدر: النهار
فاديا صليبي
الإعلاميّة كلير دمعة.
الإعلاميّة كلير دمعة.
A+ A-

هكذا تصف الإعلامية الشهيرة كلير دمعة الانفصال عن زوجها الذي أحبّته بكل جوارحها. من لا يعرف كلير دمعة مقدّمة أشهر برنامج موضة في العالم العربي "شو الموضة" حيث قابلت فيه أبرز المصممين العالميين. منذ سنوات اختفت الإعلاميّة الشهيرة عن الأضواء لتنتقل الى ممارسة تصميم اللانجيري، ثمّ تركت لبنان مدّة ست سنوات لتنتقل الى باريس بعد زواجها من شخص فرنسي من أصل لبناني، كلير عاشت تجربة مريرة مع ذلك الشخص ولكنّها حوّلت ألمها الى قوّة ونجاح. اليوم استقرّت في لبنان لتصبح مصمّمة وسيّدة أعمال من الدرجة الأولى ومقدّمة برنامج C Claire على إنستغرام تستضيف فيه أبرز الشخصيّات.

 
 
 

النهار قابلتها فكان هذا الحوار الشيّق الذي روت فيه مشوارها مع الألم والنجاح:

 
الإعلامية والمصممة كلير دمعة وفاديا خزام صليبي في البوتيك

 
 

كنت مقدّمة برنامج " شو الموضة" الشهير على تلفزيون NTV وقابلت المصممين العالميين في العالم مثل كارل لاغرفيلد، أرماني، جان بول غوتييه، غاليانو ... بالإضافة إلى كبار المصممين اللبنانيين، ثم تركت دائرة الضوء هذه وانتقلت الى تصميم الملابس الداخلية الفاخرة، والألبسة الجاهزة والعطور، ما هي النقطة المشتركة بينهما؟

نعم كما تعلمين منذ طفولتي بدأ شغفي في الموضة ولم أتخيّل أنني يومًا ما سأحقّق حلمي بنجاح. لا شك أننّي عملت بجد ومثابرة لإرسال رسالة إلى مشاهديّ مفادها أن صناعة الأزياء صناعة ثقافية بحتة. من الصعب جدًا الوصول إلى أشهر المصممين الذين ذكرتهم خاصة  Karl Lgerfeld الذي أصبح في مابعد صديقا لي، وبنيت صداقة وثيقة ومصداقية معهم جميعًا، ضعي في اعتبارك أنّه في ذلك الوقت وسائل التواصل الاجتماعي كانت غائبة. بصفتي صحافية أزياء للألبسة الفاخرة، نحتّ نجاحي خلال سنوات من الجهد، حيث سافرت من بلد إلى آخر لمدّة أسابيع لتصوير الأزياء وإجراء مقابلات مع كبار الشخصيات والركض لاصطياد سبق صحفي، وخلق محتويات مثيرة للاهتمام، إلخ، إنّه ليس نجاحًا بين عشية وضحاها.

 

 
 

لماذا تركت الأضواء وقررت صناعة الموضة بنفسك وتسويقها؟ وما تأثير تاريخك الصحفي على هذا القرار؟

لماذا تركت الأضواء؟ على الرغم من أنني كنت سفيرة لعلامات تجارية دولية مختلفة وكانت الإطلالات ناجحة للغاية، شعرت أن الوقت قد حان للاستثمار في هذه المعرفة والخبرة التي اكتسبتها من رموز الموضة أو العارضات اللواتي أصبحن مرادفات للموضة، لقد تعلّمت المعنى الحقيقي للأزياء الفاخرة، وكيفية ارتداء الملابس، وكيفية التعامل مع الموضة، وكيفية الجمع بين الأقمشة والأنماط، وفوق ذلك كيفية إنشاء هويتي الخاصة.

ضعي في اعتبارك أنني شخص طموح وليس هناك حدود لطموحي، ما هي الخطوة التالية بعد برنامج تلفزيوني، حقّقت فيه إنجازًا رائعًا، وبعد ذلك؟

 
 

اخترت تصميم الأزياء واللانجيري والآن إطلاق العطور....

قبل ذلك، استشرت شخصية عالمية مرموقة في مجال الموضة، وقمت بدراسة الأسواق، ثم من منطلق إيماني القوي بأن المرأة الأنيقة يجب أن تبدأ من الداخل إلى الخارج، ما يعكس أناقتها الخاصة، وبالطبع الملابس الداخلية هي جوهر ذلك، لذا ابتكرت مفهومًا خاصًا يمزج بين الأقمشة الحريرية وأشرطة مزيّنة بالأحجار الكريمة القابلة للفصل لارتدائها كقلادة أو سوار. وسارت الأمور بالنجاح ولم أتوقعه بهذا القدر. وخرج الشعار: "اللحظات الحميمة هي متعة ثمينة للغاية". قمت بتوريد هذا النوع من اللانجيري الى المتاجر العالمية الراقية في لندن وباريس ونيويورك، هارودز، هارفي نيكولز، غاليري لافاييت، 51 إيست، كما تعاملت مع الأسواق العربيّة، بدءًا من الدوحة، تقريبًا أنا حالياً أغطي الشرق الأوسط  كلّه وبالطبع لبنان... وأصبحت العلامة التجارية عالمية مطلوبة بشكل كبير. واللانجري هو عمل في حد ذاته، إذا لاحظت الآن أنّه يشكل جزءاً كبيراً من الألبسة الجاهزة، مع الإغلاق بسبب الوباء، تغيّرت جميع الأنماط وسلوك الزبائن، فقد ازداد الطلب على بيجاما Porte & active wear في جميع أنحاء العالم. من الصعب جدًا إنشاء علامات تجارية عالميّة راقية من صنع لبنان، وأنا أفتخر بذلك.

 
 
عطر Claire المصنوع من المسك
 

كيف أضفت الألبسة الجاهزة والعطور؟

في وقت لاحق بعد 5 سنوات والأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم، أعدنا إطلاق الشركة من خلال جعلها مجموعة كلير دمعة ترتكز على تقديم 4 علامات تجارية بما في ذلك الألبسة الجاهزة بأسعار معقولة مع احترام الجودة العالية. ولقد قررت مؤخرًا، أنه على الرغم من covid_19 والوضع الحالي في لبنان، إطلاق جل طبّي لطيف لغسيل الأماكن الحميمة النسائية MISS D وخط عطور عضوي جديد مؤلّف من العنبر والمسك. إلى جانب افتتاح متجري الجديد C CLAIRE في لبنان.

 
 
عطر Claire المصنوع من العنبر
 

هل انت سعيدة بما أنجزته؟

نعم أنا راضية للغاية على الرغم من أن كل ذلك يتطلب الكثير من العمل، وأنا سعيدة بالخط الجديد: العطور والجل الطبّي النسائي الحميم.

 
 

حدّثينا عن برنامجك على انستغرام؟ أي من المشاهير استقبلت؟

خلال فترة الإغلاق، كنا جميعًا نشارك خبراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي وحاولنا أن نكون مبدعين لقتل وقت الملل، البعض في مهارات الطهي والبعض الآخر في الرسم وما إلى ذلك. لقد تمّ إجراء مقابلة معي من قبل مؤسس أسبوع الموضة في نيويورك فيرن ماليس والمصممة الشهيرة ريبيكا موسيس عيّنتني لاحقًا كعضو في هذا المجتمع الذي يمثّل الشرق الأوسط. لذا فقد ألهمتني الفكرة لإعادة إنشاء منصّة خاصّة بي على وسائل التواصل الاجتماعي أطلقت عليها إسم C CLAIRE على Instagram، ولكن هذه المرة ليست أزياء بحتة بل تتضمّن شخصيات عالميّة نحتفل بقصص نجاحهم ونتقاسم خبراتهم بطريقة شفافة للغاية..

 
الغسول الحميم النسائي
 

بدأت منذ سنة ونصف تقريباً، من قابلت من المشاهير؟

استضفت سياسيين، مصممين عالميين، مشاهير، جرّاحي تجميل، إلخ... في جميع المجالات مثل يارا لابيدوس، ستيفان رولان، فريدي ليبا، هنري سيلام، أشرف أبو عيسى، كميل دوري شمعون، نايله التويني، جلال محمود، ميشال ألفتريادس، سيدريك حداد، كاتيا سمرا، تانيا قسيس، سينثيا سركيس، مهرجان كان، مهرجان البندقيّة السينمائي، وغيره الكثير.

 
 
 

نعلم أنك تلقيت جائزة بعد طلاقك لأنك حوّلت الألم إلى نجاح وقوة، هل يمكن أن توضحي لنا ذلك؟

حسنًا، نعم، هذه هي أكثر جائزة مؤثرة بالنسبة لي، عندما نظّم بنك BLC هذه الجائزة اللبنانية الرائعة the Brilliant Lebanese Award، طلبوا منّي المشاركة وقلت لماذا لا، إنها فكرة جيّدة عندما يقدر المحترفون تصاميمنا. لقد أحبّت هيئة المحلفين مفهوم "المرأة القويّة".

 

كما ذكرت من قبل، أعدت إطلاق الشركة بعد 5 سنوات من وجودها، وكان هذا أثناء إقامتي في باريس والمرحلة التي كان طلاقي الشخصي قيد التنفيذ، أّولاً بقيت في السرير لمدة 3 أشهر بسبب زواجي وطلاقي. كانت مرحلة صعبة جدا تعذّبت فيها كثيراً، ولم أستطع التفكير في أي عمل، ثم أصرّ الفريق والمستشار الفرنسي الذي أشعر بالامتنان الشديد له على أنّه إذا لم أبتكر أفكارًا جديدة، فستكون الشركة في خطر خاصة وأنّ الأزمة الاقتصادية العالمية كانت على وشك الحدوث. لذلك ذهبت أفكاري بشكل غير مقصود نحو مجموعة تمثّل الطلاق ودافع النهوض مرة أخرى لكي تستمر الحياة، فالحياة لا تستند إلى قضية عاطفية بدأت وانتهت، وتركت أثراً، فالإنجاز من هو جوهر القصّة.

 
 
 

هل تعتبرين نفسك بعد طلاقين إمرأة حرّة وقويّة؟

إنّ فكرة المرأة المستقلّة هي فكرة ثمينة للغاية بالنسبة لي. لذا قررت أن أعود مرة أخرى، وأعمل بكامل طاقتي لإنشاء مجموعة تسمى DIVORCE (طلاق)، وهي مجموعة اللانجيري التي أخبرتك عنها والتي تتصف بأناقة الألبسة الجاهزة في الداخل والخارج.

 
 
 

هل هو انتقام على طريقتك؟

ليس بالتحديد، فلسفة هذا الخط  هي لتمكين المرأة من أن تكون مستقلة، وفكرة أنّ المرأة المطلّقة سيّئة هي فكرة خاطئة تمامًا. لقد حقّق الافتتاح في فندق Vendome في باريس نجاحًا كبيرًا وضيفتي المحترمة كاثرين دونوف أحبت الفكرة والمجموعة كثيراً. اتخذ اسم المجموعة "الطلاق" ومفهومه ضجة كبيرة لدى الصحافيين العالميين.

 
 

بعد طلاقين في حياتك كيف تنظرين إلى الحياة؟

أعترف بأنني عشت حياة صعبة للغاية على المستويين: صحّتي وطلاقي، لكن الميزة التي جعلاني أشعر بها الآن، هي المرأة القوية رغم كل الصعاب. على الرغم من صعوبة الموقف كنت محاطة بالعائلة والأصدقاء الرائعين بالإضافة الى شيء مهم جدا وهو أن يكون الشخص إيجابيًا وإلاّ فلن نتمكن من الاستمرار. الصبر والأمل والإيمان هي كلمات يسهل الحديث عنها ولكن يصعب تطبيقها. لنبذل قصارى جهدنا وسيبذل الله الباقي.

   

هل ستكررين هذه التجربة يوما ما؟

هههه... سؤال جميل وصعب. ليس الزواج بحدّ ذاته، إنّه الرفيق الذي يهم إذا كان موجودًا فلمَ لا؟ هي مشيئة الله. لا أعرف ما الذي ستفاجئني به الحياة لاحقًا، فنحن الآن في لبنان نعيش بشكل يومي ولا توجد خطط، الشاغل الوحيد هو الصحة والصحة فقط.

 
 
 

تركت فرنسا بعد طلاقك وعدت إلى لبنان ألست نادمة؟

أنت تعلمين أنّ لبنان يجري في دمي والمثل يقول: "لا يمكنني العيش بدونه ولا يمكنني العيش معه" هذا المثل ينطبق عليّ، مع وجود الفساد في الوضع الحالي وما إلى ذلك، فهو شيء مثير للاشمئزاز للغاية ولكن الروابط الأسرية أقوى. .نعم أندم  أحيانًا ولكن الاستمتاع بقضاء وقت ممتع مع عائلتي لا يقدر بثمن، إنّه أمر ثمين جدًا! لن نترك لبنان بعد الآن فنحن هنا ولن نتركه للفاسدين.

 
 

لمحة عن الألبسة الجاهزة

 
 
 
 
 
 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم