اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ظاهرة الشفق القطبي Aurora هي واحدة من أجمل الظواهر الطبيعية وأكثرها غرابة وإثارة. ولكن قد لا يحظى الجميع بفرصة مشاهدتها، لان ظهورها ينحصر في القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية. يُطلق على هذه الظاهرة عدة تسميات أيضا، فهي تعرف بالفجر القطبي، وبالأضواء القطبية.
والشفق القطبي هو عبارة عن مزيج من الالوان الخلابة الممزوجة والتي تشكّل مشهداً فريداً وساحراً. وهي تظهر بأشكال بصرية مختلفة، كأقواس الشفق القطبي التي تشبه بشكلها الستائر، والتي تتميز بسرعة تشتتها وتغيّر شكلها، وهي تكسو السماء بأشعتها ذات الألوان الخلّابة. والشفق نشر، وهو من الأشكال البصرية الأكثر توهجاً، ويمتاز بمرافقة حدوثه لسحب مقمرة، تتيح مشاهدة النجوم كاملةً في وقت ذروة الشفق، والشفق المنتشر الذي يتميز بظهوره كبقع كثيرة ساطعة.
يعود السبب الرئيسي لتشكل هذا الشفق الى تفاعل الشمس مع المجال المغناطيسي للأرض؛ حيث ترسل الشمس مجالات مغناطيسية تكوّنت نتيجة حدوث انفجارات على سطح الكوكب، إلا أن هذه الانفجارات تبعث مجالات مغناطيسية شمسية محملة بالطاقة الهائلة ذات الأيونات العالية الشحنة إلى الأرض، مما يؤدي إلى توهج الذرات العليا في الغلاف الجوي، وهذه الأضواء تظهر فجأة ولا يمكن توقع حدوثها، ويختلف شكلها بين منطقة وأخرى، كما تختلف ألوانها.
ولقد كان لهذه الظاهرة عدة تفسيرات عند الشعوب القديمة، فاعتقد شعب الاسكيمو أن هذه الظاهرة هي عبارة عن كائن فضائي ضوئي يسترق السمع ويتجسس على أخبارهم لذلك كانوا يعتقدون أنّه عندما يتهامسون ويتحدثون بأصوات خافتة تقترب الأضواء منهم ويتسع نطاقها. وكان الشعب الروماني يقدّس هذه الظاهرة الغريبة، وأطلق تسمية "أورورا" على هذه الظاهرة نسبة للآلهة اورورا التي تطير عبر السماء معلنة وصول الشمس عند كل فجر.
توجد مناطق عدة في العالم تحصل فيها هذه الظاهرة، وهي تستقطب العديد من السياح. عادة ما تكون أفضل الأماكن لترصدها أقرب إلى الدائرة القطبية الشمالية، بما في ذلك ألاسكا وكندا وأيسلندا وغرينلاند والنروج والسويد وفنلندا. كما ويمكن أيضًا اكتشاف الأضواء الجنوبية في نصف الكرة الجنوبي.
وتعتبر أيسلندا من أفضل الأماكن التي يمكن فيها رصد الشفق القطبي بألوانه الجميلة والأخاذة، وذلك بفضل موقعها عند تخوم الدائرة القطبية الشمالية.
أما أفضل وقت لمراقبة هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة يقع بين شهري كانون الاول (ديسمبر) وآذار (مارس).
