الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مواقع أثريّة مهجورة في لبنان تستحق الاكتشاف!

المصدر: النهار
ريم قمر
آثار قلعة سمار جبيل
آثار قلعة سمار جبيل
A+ A-

تنتشر في لبنان مواقع أثرية عديدة تعكس الماضي المزدهر الذي شهدته البلاد. ولكن بالرغم من أهميتها التاريخية والعمرانية، ظلَّ عدد كبير من هذه المواقع مهجورًا وغير معروف سياحيًّا.

وبما أن هذه المواقع تبقى خالية معظم الأحيان، يمكنك الاستفادة من فترة الإقفال العام لتنطلق نحو المغامرة والاسكتشاف! ولكن تأكد دائمًا من أنك تتقيّد بالإجراءات الضرورية لحماية نفسك والآخرين من عدوى فيروس كورونا.

نعرض عليك اليوم بعضًا من هذه المواقع، علمًا بأنها تشكل جزءًا بسيطًا من الكنز الأثري الذي يختزنه لبنان والذي بالتأكيد سنعرّفك إليه في وقت لاحق.

 

معبد السفيرة

يطلق عليه في المنطقة تسمية قلعة الحصن. يقع هذا المعبد في منطقة السفيرة- الضنية وهو عبارة عن تجمّع ديني مؤلف من أربعة معابد بنيت جميعها في الحقبة الرومانية. يعتقد بأن تسمية الموقع مستوحاة من اسم القائد الروماني "سفيروس"، وهو يعدَّ ثاني أكبر مجمّع ديني في لبنان بعد بعلبك. تحيط  بالمعبد الرئيسي مجموعة فريدة من الهياكل والمذابح المعقودة. بالقرب من هذا المعبد، تظهر أطلال المعبد الثاني الأقلّ ضخامة، وقد دُمّرت جدرانه بشكل شبه كامل ولكنه ما زال يحافظ على بعض أعمدته التي ما زالت صامدة في مكانها. وتجاه الهيكل الكبير، تقوم أطلال معبد ثالث لا تزال مداميكه السفلى قائمة وفيه حجارة ضخمة منحوتة. تتوزّع في أرجائها المترامية الأطراف أربعة معابد وعدد من المذابح التذكارية. أما المعبد الرابع، فقد فُقدت أجزاؤه مع الوقت وخصوصًا بعد أن امتد العمران. بالإضافة إلى التعرف على هذه المعابد التاريخية، يمكنك الاستمتاع عند الزيارة بالجمال الطبيعي الخلّاب الذي تتميز به المنطقة وخصوصًا أن موقع المعبد المميز يشرف على الساحليْن السوري واللبناني، ويمكنك أيضًا استغلال الوقت للمشي في الطبيعة  المحيطة بالمعبد.

 
 

 معبد بزيزا

تحتضن الكورة وتحديدًا في منطقة بزيزا معبدًا رومانيًا جميلًا يعود إلى  القرن الأول للميلاد. كان هذا المعبد مكرسًا لعبادة الإله "عزيز" الذي أعطى اسمه للمنطقة والذي يعني "بيت عزيز". ويعتقد أن هذا الإله كان يعتبر تجسيدًا لنجم الصباح في الديانة الكنعانية القديمة. ما زال هذا المعبد الصغير يحافظ حتى اليوم على أجزاء من بنائه، فيستقبلك عند الزيارة بمدخله المميز بنقوشه وأعمدته المميزة بتيجانها الأيونية الطراز، ويعتبر الإفريز الذي يصل هذه الأعمدة ببعضها من أبرز مميزات المعبد، إذ تزينه نقوش رائعة تجسّد أشكالاً نباتية مختلفة.

 

 

معبد الهبارية

يقع هذا المعبد في منطقة الهبارية في حاصبيا. وهي من المناطق اللبنانية التاريخية التي شهدت أهمية كبيرة في العهد الروماني. وللمنطقة أيضًا أهمية دينية، كونها تعتبر ممرًّا للسيد المسيح، عندما صعد إلى قمة جبل الشيخ (حرمون) للتجلي. وجرت في البلدة معارك كبيرة في حقبة الفتح الإسلامي بقيادة أبا ذرّ الغفاري، كما أنها كانت معبرًا لجيوش صلاح الدين الايوبي وهو في طريقه إلى فلسطين. في وسط البلدة يقع المعبد الكبير الذي كان مكرَّسًا لعبادة الإله بعل-غال إله المطر والرياح والغيوم والخصوبة عند الكنعانيين. كمّا وخصّص هذا المعبد لاحقًا لعبادة الشمس. وهو يعتبر من أقدم المعابد الرومانيّة في الشرق الأوسط.  ما زال يحافظ هذا المعبد على جزء كبير من بنائه علمًا بأنه تم ترميمه مؤخرًا وهو من المواقع الجديرة بالزيارة والاكتشاف.

 

 

معبد قصرنبا

لا تزال قصرنبا، القرية اللبنانية الواقعة في قضاء بعلبك، تحافظ  حتى اليوم على تراثها وثروتها الثقافية. خصوصًا وأن في أرجائها يقع معبد روماني ضخم يعرف بمعبد "قصرنبا". يعتبر هذا المعبد ثاني أكبر معابد البقاع بعد بعلبك من حيث مساحته وضخامة أعمدته وطريقة بنائه. بني هذا المعبد على قاعدة ما تزال معالمها ظاهرة حتى اليوم، ويتم الصعود إليه عبر درج محفور بالصخر يقضي الى رواق أمامي يتألف من أربعة أعمدة ودعامتين. نشير إلى أن هذا المعبد مؤلف من عدة طبقات.

 

 

 

معبد المشنقة

يقع هذا المعبد في منطقة عين الدلبة في جبيل، عُرف بهذا الإسم نسبةً إلى أحكام الإعدام التي نُفّذت في العهد العثماني داخل الموقع. يحوط بالموقع سور مستطيل وتوجد عند جهته الغربية مدافن على شكل نواويس نحتت في الصخر ولها أغطية مخروطية الشكل. يتميز المعبد الذي لم يبق منه إلا جزء صغير، بأعمدته المزيّنة بتيجان كورنثية وبنقوشه التي تمثّل الصاعقة إضافة الى الزخارف المتنوعة ذات الأشكال الهندسية والكتابات القديمة. لعلَ أهمية هذا الموقع تتجلَى بكونه يرتبط بموقع أسطورة أدونيس فيطلق على المكان تسمية "مصيف أدونيس". فتمثّل اللوحات المنحوتة في الموقع، والتي تُبرز ملامح رجل وامرأة، أدونيس البطل وعشتروت التي بكته بعد مقتله.

 

 

قلعة سمار جبيل

تقع قرية سمار جبيل في منطقة البترون وهي تشرف على البحر. على نتوء صخري بنيت قلعة محصّنة تعود إلى الفترة الصليبية. ولكن كشفت الحفريات أنها بنيت فوق بناء قديم يعود الى الفترة الفينيقية. هذا البناء كان عبارة عن حصن استخدم في فترات متلاحقة، فاستخدمه الفرس خلال سيطرتهم على المنطقة ومن ثم الرومان حتى سيطر عليه البيزنطيون. ولقد دمّر الصليبيون بقايا الحصن القديم لإعادة بناء حصن يناسب احتياجاتهم الدفاعية.

اشتهرت سمار جبيل أيضًا بإنتاج زيت الزيتون والنبيذ خصوصًا في العصور الفينيقية والرومانية والبيزنطية حيث عثر في الموقع على آثار لمعاصر محفورة في الصخر. لا تفوِّت عليك زيارة الموقع لأنه يشكل نموذجًا مميزًا لبناء القلاع القديمة.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم