الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لاليبيلا... ما سرّ هذه الكنائس المحفورة بالصخور؟

المصدر: النهار
ريم قمر
لاليبيلا
لاليبيلا
A+ A-
تقع "لاليبيلا" على المرتفعات الشاهقة في شمال أثيوبيا، وتعدّ من أكثر المواقع سحراً وغموضاً في البلاد، وتشتهر بكنيستها المحفورة في الصخور، حيث شكّلت عبر القرون موقعاً للحجّ وأحد أكثر الأماكن قداسة في أفريقيا.
تضمّ لاليبيلا 11 كنيسة محفورة في الصخر. وقد ظلّت هذه الهياكل الرائعة قيد الاستخدام منذ بنائها في القرن الثاني عشر. قام الملك لاليبيلا ببناء هذه الكنائس في المنطقة لتُصبح "القدس الجديدة" بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس الأثيوبيين.
قام الملك حينها بتقريب الأراضي المقدّسة إلى السكان الأثيوبيين؛ ومنذ ذلك الحين، يقوم المؤمنون المحليّون بالحجّ إلى لاليبيلا بدلاً من قطع مسافة طويلة وشاقة من خلال عبور بلاد المسلمين في مصر والبحر الأحمر.
كانت كلّ كنيسة من الكنائس الإحدى عشرة المنتشرة في المكان ترمز إلى موقع معيّن في القدس؛ فالمجموعة الشمالية للكنائس ترمز إلى القدس الأرضيّة، والمجموعة الجنوبية هي القدس السماويّة. ويقسم نهر الأردن المجمع الدينيّ إلى مجموعتين رئيسيّتين، خمس في الشمال، وخمس في الجنوب، وتقبع كنيسة بيت جيورجيس، التي تعدّ الأجمل، منفردةً عن البقية.
 
 
 
 
يرتبط العديد من المباني ارتباطاً مباشراً بالقدس. على سبيل المثال، توجد ثلاثة قبور فارغة لإبراهيم وإسحاق ويعقوب بجانب "بيت مدهين" عالم الكنيسة الأكبر في الموقع.
ويبدو تصميم وبناء الكنائس غريب من نوعه، وله رمزيّة دينيّة، إذ تتّخذ كنيسة بيت جيورجيس شكل صليب قبطيّ، لا يمكن رؤية تفاصيله إلّا من الأعلى.
بنيت كنائس لاليبيلا من الأعلى إلى الأسفل، ونحتت في الصخر باستخدام أدوات يدوية بسيطة. أكثر ما يُثير الإعجاب في الموقع هو أن كلّ الكنائس متجانسة بتصميمها، ومصنوعة جميعها من قطعة واحدة صلبة منحوتة في الصخور، وهي تحتوي على أبواب ونوافذ وأعمدة وسلالم داخلية مجوّفة من نفس الحجر البركاني الأحمر.
 
 
 
 
ترتبط الكنائس ببعضها البعض بسلسلة من الخنادق والممرات الاحتفالية والأنفاق، ممّا يسمح للمؤمنين بالتنقّل بينها بسهولة.
وفقًا للسكان المحليّين، استغرق هذا العمل الرائع 23 عاماً فقط؛ وذلك بمساعدة عدد قليل من البنّائين. ويعتقد المحليّون القدماء بأنه مع حلول الليل، تنزل مجموعة من الملائكة من السماء لمواصلة عملية البناء. ولكن التفاصيل الدقيقة والمعقّدة لتصميم الكنائس تثبت أن الموقع استغرق وقتاً أطول لاستكماله.
اليوم، لهذه الكنائس أهمية كبرى بالنسبة للمسيحيين الأرثوذكس في أثيوبيا. ومن الناحية الهندسية، يفتخر السكّان بهذا الإنجاز الذي يعتبرونه صورة رمزيّة للقدس ومحجّاً للمؤمنين.
 
 
 
تًقام أكبر مسيرة حجّ إلى الموقع في أوائل شهر كانون الثاني (يناير) بالتزامن مع عيد الميلاد عند الطائفة الأرثوذكسية؛ فيصل الحجاج إلى الموقع بالآلاف، وهم ملفوفون بثوب أبيض، ويحملون معهم هدايا من البخور، وشمع العسل، والتبرعات. يمشي البعض مئات الأميال للتمكّن من الوصول إلى هذه المرتفعات القاحلة في شمال أثيوبيا.
خلال هذه الفترة، يصل إلى لاليبيلا أكثر من 200000 شخص للصلاة، خصوصاً أن الموقع لا يزال يحافظ على أهمّيتة الدينيّة وطابعه القدسيّ الفريد.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم