الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مصممة لاستقبال التجّار... اكتشف أفضل 6 خانات في لبنان

المصدر: النهار
ريم قمر
خان الفرنج
خان الفرنج
A+ A-
تعتبر الخانات من أجمل نماذج العمارة الإسلامية. ولقد بدأ إنشاؤها منذ العصور الإسلامية الأولى. كلمة "الخان" فارسية الأصل، وتعني المنزل. كان الهدف الأساسي من وجود الخانات في مختلف المناطق توفير الغذاء والمأوى للمسافرين والتجّار. لذلك تشكّل النموذج الأول للفنادق البدائية، والأبنية المخصّصة لإقامة المسافرين وقوافل التجار.
 
تميّزت الخانات عبر العصور بنمط هندسيّ موحّد، فهي عبارة عن بناءٍ مُربَّعٍ الشكل، يحتوي على صحن واسع، تتوسّطه بركة ماء كبيرة. تتألف الخانات من طبقتين، الطبقة الأرضيّة تضم مخازن ومستودعات وحوانيت وأقساماً مخصّصة للدواب، جميعها تفتح على الصحن لتسهيل إيداع البضائع. وتوجد في الطبقة العليا الغرف المخصصة للسكن والإقامة التي يمكن الوصول إليها عبر سلالم حجرية، وهي تضمّ شُرفاتٍ واسعة مع صفوف من القناطر التي تتقدّم غرف إقامة الزوَّار.
 
انتشرت الخانات في لبنان بشكل كبير في العهدين المملوكي والعثماني، حين لاقت الأسواق اهتماماً خاصّاً، بعد أن توسّعت الأعمال والمبادلات التجارية. ما زالت بعض الخانات موجودة حتى اليوم بالرغم من تبدّل دورها واستخداماتها، وهي لا تزال تشكّل شاهداً حياً على تصاميم الخانات وهندستها. إليكم هذه المجموعة من الخانات التي يُمكن زيارتها في مختلف المناطق اللبنانية.
 
 
خان الصابون - طرابلس
أدّت طرابلس في الحقبة الإسلامية دوراً تجارياً بارزاً، جعل من وجود الخانات أمراً أساسياً للتمكّن من استقبال قوافل التجَّار.
 
يُعدّ خان الصابون الواقع في وسط المدينة القديمة من أشهر خانات مدينة طرابلس. كان له دور بارز في صناعة الصابون، فحمل اسم هذه الحرفة التي لا تزال حتى اليوم تُمارس فيه. يعود تاريخ بناء الخان إلى الفترة المملوكية، وتحديداً إلى العام 532 م، وفق ما تشير إليه اللوحة الموضوعة على مدخله. ولقد بدأت صناعة الصابون في الخان منذ العام 1480.
 
يتميّز الخان ببنائه الذي تتخلّله باحة فسيحة تحيط بغرفه المتعدّدة، وهي تستثمر اليوم في صناعة الصابون التقليدي البلدي.
 
 
 
 
خان الفرنج - صيدا
بني الخان في أواخر القرن السادس عشر في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني. يُعدّ من أكبر الخانات الموجودة في لبنان وأكثرها تنظيماً، ما يجعله نموذجاً مثالياً لتصميم الخانات. يمكن الدخول إليه من بابين، المدخل الرئيسيّ يقع عند البحر، أما الثاني فيؤدّي إلى ساحة السراي.
 
يعرف هذا الخان باسم "خان الفرنج" لأنه كان يستقبل التجار والمبعوثين والديبلوماسيين القادمين من أوروبا. ولقد استخدم لاحقاً كمركز لإقامة القنصل الفرنسي والرهبان الفرنسسكانيين، قبل أن يُحوّل إلى دار للأيتام.
 
المبنى مربّع الشكل، يتوسّطه فناء مركزيّ كبير، محاط بأروقة مغطاة بقباب، نصفها مضلّع، ونصفها الآخر نصف أسطواني. يحتوي الخان على ست وثلاثين غرفة مفتوحة كلّها على هذا الرواق؛ لكلّ واحدة منها باب مقوّس من الخشب. في الجانب الشرقي من الطبقة السفليّة، يوجد إسطبل واسع يتميّز بتصميمه المكوّن من ثلاثة صفوف من القباب المضلّعة .
 
 
 
خان العسكر- طرابلس
هو من أكبر خانات طرابلس، ويعود تاريخ بنائه إلى الفترة المملوكية. وشهد الخان في الحقبة العثمانية أعمال تجديد وتوسعة زادته فخامة وجمالاً.
 
يتميز الخان بزخارفه ونقوشه التي تعكس الفن الإسلامي. يتمّ الدخول إليه عبر ثلاثة مداخل. يقع المدخل الرئيسي من الجهة الشرقية التي تؤدّي إلى السوق القديمة.
 
لقد استمرَّ الخان في وظيفته التجارية في العهد العثماني حتى تحوّل في عهد السلطان العثماني عبد العزيز إلى ثكنةٍ عسكرية مخصّصة لحشد العسكريين استعداداً للحرب العالمية الأولى، الأمر الذي أعطى الخان هذه التسمية.
 
 
 
خان الأشقر - صور
يعود تاريخ بناء هذا الخان إلى اوائل القرن السادس عشر، وكان عبارة عن قصر بناه الأمير يونس المعني بهدف إعادة الحياة إلى المدينة. انتقلت ملكية المبنى في ما بعد إلى الآباء الفرنسيسكان إلى أن استأجره عبده الأشقر، الذي قام بتحويله إلى خان مخصص لإقامة المسافرين والتجار، وأصبح يعرف باسم خان الأشقر. يُشبه الخان بتصميمه الخانات الأخرى، فهو يتألف من طبقتين، الأرضيّة مخصّصة للدواب والبضائع، والثانية عبارة عن غرف مجهّزة لاستقبال النزلاء.
 
تصوير حسام شبارو
 
 
خان الخياطين - طرابلس
يعدّ هذا الخان من أقدم خانات طرابلس، ويعود إلى الفترة المملوكية. يُعتقد بأن هذا الخان بُني مكان ثكنة عسكرية تعود للفترة الصليبية. ومن اللافت في تصميمه وجود عمود غرانيتي كورنثي الطراز إلى يسار بوَّابته الغربية.
 
يتميز هذا الخان بشكله المستطيل، ويتكوَّن من طبقتين على غرار الخانات الأخرى. يمكن الدخول إليه من بوابتين متقابلتين. ولقد خصّصت الطبقة العليا لإقامة التجار والمسافرين. يُطلق على الخان تسمية "الخياطين" لأنه يحتوي في غرفه السفليّة على محترفات للخياطين كانت مخصّصة لحياكة الثياب التقليدية. أمّا اليوم فلقد تحوّل معظمها إلى محالّ تبيع الثياب الجاهزة.
 
 
خان الحرير - دير القمر
يقع خان الحرير في ساحة دير القمر التاريخية، ويُعرف اليوم بالقيصرية. بُني هذا الخان في العام 1595، ويتألّف من فناء واسع، تتوسّطه بركة ماء، وتحيط به الغرف المخصّصة للإقامة وتخزين البضائع. استُخدم هذا المبنى لتجارة الحرير، التي كانت تعدّ من أهمّ النشاطات الاقتصادية في المنطقة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم