الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بيت شباب... أجراسها تقرع في كنائس لبنان

المصدر: النهار
ريم قمر
بيت شباب- تصوير مارك فياض
بيت شباب- تصوير مارك فياض
A+ A-

تنتشر بيوت بيت شباب التقليدية وكنائسها المتعددة على كتف نهر الصليب في المتن اللبناني. فهي تشتهر ببيوتها ذات السطوح القرميدية، وبمناظرها الطبيعية الخلاّبة ومناخها المنعش ومياهها المعدنية، ما جعل لامارتين يصفها بأنها "كالرمّانة المفتّحة". تحيط بقرية بيت شباب غابات الصنوبر والسنديان من كل الجهات إضافة إلى بساتين الفاكهة وأشجار الحور والجوز والصفصاف. لذلك  تُعتبر من أجمل القرى اللبنانية النموذجية.

تضم بيت شاب خمس عشرة كنيسة قديمة تنتشر في أرجاء القرية، فمن النادر أن تجد في لبنان قرية بهذا العدد الكبير من الكنائس.

كما تمتاز بمحافظتها على الصناعات الحرفية والقديمة التي تميزها عن البلدات الأخرى، فتنفرد بيت شباب بصناعة صب الأجراس التراثية القديمة والتي تخفي أسراراً مهنية متوارثة. إضافة إلى صناعة الفخار على الطريقة التقليدية، وصناعة النسيج المعروف بـ "الديما"،  لذا من الضروري التعرف إلى أهمية هذه الصناعات اللبنانية التقليدية والتشجيع على المحافظة عليها واستمراريتها.

 
 
 

 

صناعة الأجراس

إبدأ زيارتك بالتعرف إلى صناعة الأجراس، والتي تعتبر من الصناعات التاريخية في بيت شباب. فبيت شباب القرية الوحيدة في لبنان والشرق الأوسط التي تصب أجراس الكنائس والتي يتم تصديرها إلى البلدان المجاورة وشرقي تركيا وآسيا،  ولقد انحصرت هذه الصناعة بعائلة نفّاع التي تحافظ عليها بسرية تامة، ويتوارثها منذ القدم الآباء عن الأجداد.

أما تاريخ هذه الصناعة فمن المرجح أنه يعود إلى العام 1700 مع الحرفي يوسف غبريل الذي تعلّم أسرار هذه الصناعة على يد خبير روسي. وقد لقّب بـ"نفّاع" بعد أن نفع بصب أول جرس في قريته بيت شباب. كانت بيت شباب تضمّ 20 مصنعاً لصبّ الأجراس، وبعد الحرب العالمية الثانية، لم يتبقّ منها سوى اثنين، أمّا اليوم فهناك محترف واحد يملكه نفّاع نفّاع. والأكيد أن صنع الأجراس عمل شاقّ ومرهق، وهو يتطلّب الهدوء والدقّة والخبرة الفنيّة، والجهد المتواصل. أما أجراس بيت شباب الكبيرة والصغيرة منها، فهي أجود أنواع الأجراس وأفضلها صنعاً وإتقاناً من باقي الأجراس خصوصًا بعد أن أدخلت عليها تحسينات هامة في صناعة الأجراس الكبيرة التي يزن الواحد منها 500 كلغ وما فوق. عند زيارتكم البلدة يمكنكم زيارة المحترف للتعرف إلى مراحل صناعة الجرس والمواد المستخدمة فيه والتي هي عبارة عن مزيج من التربة "الحوّارة" مع شَعر الماعز والمياه لصنع القالب، والنحاس والقصدير لصنع الجرس.

 

 

 

صناعة الفخار

إضافةً إلى صناعة الأجراس، اشتهرت بيت شباب منذ القدم بصناعة الفخار. عند زيارتك بيت شباب لا بد لك من التوجه إلى محترف فوزي فاخوري للتعرف على أسرار هذه الحرفة وتقنياتها.

ولقد كانت بلدة بيت شباب مشهورة بوجود أربعين معملاً لصناعة الفخاريات، وكانت تمدّ لبنان والدول العربية بقطع الفخار من جرار وأباريق وقدور وغيرها. إلا أن هذه الحرفة أخذت بالتراجع حتى أصبح فوزي الفاخوري الحرفي الوحيد الذي يصنع الفخار في القرية. بالإضافة إلى اكتشاف تقنيات هذه الحرفة التاريخية يمكنك شراء الأواني الخزفية التي تصلح لتخزين الزيت والزيتون والعرق.

 

 

 

صناعة النسيج

اشتهرت بيت شباب أيضًا بصناعة النسيج المعروف بـ "الديما" نسبة إلى نوع الخيط الذي يستخدم في هذه الصناعة، والتي كانت بداية تتم باستخدام النول اليدوي والذي تطوّر لاحقًا ليصبح ميكانيكيّاً. فهذه المهنة قديمة جدّاً في بيت شباب وأصبحت من تراث القرية، إذ يُقدّرعمرها بأكثر من 150 سنة تقريباً.  وكان ينتشر في القرية نحو 20 محترفاً، كانت تصدَّر منتجاتها إلى أوروبا، البلقان، مصر والبلاد العربيّة. أما اليوم فلم يتبقَّ سوى نول واحد يمتلكه يوسف رشيد العنيسي الذي ما زال يحتفظ بنول يدوي واحد. وهو يشتهر بمنتجاته الحرفية المتعددة والتي تشمل أغطية الطاولات، غوفرولي، قماش ومفروشات.

 

 الكنائس

تشتهر بلدة بيت شباب كونها تحتوي على عدد كبير من الكنائس المنتشرة في كافة أرجائها. أشهر هذه الكنائس، كنيسة السيدة الكبرى التي بنيت على أنقاض الكنيسة التي كانت تعرف أيضًا بكنيسة سيدة الجوزة. ولقد انتهى بناء الكنيسة في العام 1940 وهي تعتبر من أكبر كنائس البلدة، وهي تتميز بتصميمها وبنائها الرائع. ومن الكنائس الجميلة أيضاً كنيسة الغابة التي بنيت في مكان الكنيسة القديمة في العام 1903 وهي تتميز ببنائها التقليدي القديم. وكنيسة مار انطونيوس الكبير التي بنيت على إسم القدّيس أنطونيوس أبي الرهبان، حوالى سنة 1848، وهُدمت الكنيسة القديمة التي كانت قد تصدّعت بسبب الزلزال، وبنيت على أنقاضها كنيسة كبيرة وحديثة تتميز برسومها وجدرانياتها الرائعة. منالأماكن الدينية الأثرية في البلدة دير مار انطونيوس البدواني الذي تأسس عام 1600،ولقد تعرَض لنكبات عدة عبر التاريخ. ويضم دير مار جرجس بحردق، الذي بني في العام 1654، مدفن الفيلسوف أمين الريحاني. يقصد هذا المكان عدد من الزائرين العرب والأجانب خصوصًا من قرأ له وتعمّق بأدبه وفلسفته. إضافة إلى كنائس قديمة أخرى جديرة بالزيارة نذكر منها  كنيسة سيدة البزاز، كنيسة القديس ساسين الشهيد، كنيسة مار يوحنا المعمدان، كنيسة مار مارون وغيرها من الكنائس التاريخية الجميلة.

 

 

 

 

 

المشي في بيت الشباب

يعتبر السير على الأقدام من أفضل الوسائل لاكتشاف روائع بيت شباب. فيمكنك التنقل بين شوارعها وأزقتها على الأدراج القديمة التي تصل بين أحيائها ومعالمها التاريخية. ستخولك هذه الجولة أيضًا زيارة الكنائس القديمة والتجول بين بيوتها التقليدية واستكشاف محترفاتها. ولا تفوت فرصة المشي في قلب الطبيعة بين أشجار الصنوبر وقرب ينابيع الماء المتدفقة.

 
 

 

معلومات مفيدة

  • المسافة من بيروت: 24 كم
  • الارتفاع عن سطح الأرض: يتراوح بين 650 و850 م
  • تصل إليها من بيروت عن طريق: المتن السريع- عين علق- بيت شباب أو انطلياس- قرنة شهوان- عين عار- بيت شبا
    • أصل التسمية: اسم القرية له أصل سرياني يعني بيت شبابو أي  بيت الجيران
  • يوجد في القرية عدد من المطاعم التي تقدّم الوجبات المحلية والعالمية السريعة التي تناسب جميع الأذواق
  • لرؤية مشهد طبيعي بانورامي للقرية عليك بالتوجه إلى "منطقة السناد" المشرفة على الوادي وعلى معالم القرية التراثية.
  •  
  •  
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم