أماكن مميّزة للمشي في طبيعة لبنان... لترفيه آمن وصحّي

هل ملَلت من المكوث في المنزل، وتبحث عن نشاط آمن يقيك الإصابة بالمرض؟ قد تكون أفضل الخيارات لديك خلال هذه الفترة الصعبة والحساسة، الخروج والتنزه في الطبيعة. لذلك اخترنا لك مجموعة من الدروب والمسارات السياحية المخصصة للتنزه والمشي والتي قد تكون مثالية لهذه الفترة. ولكن مع التشديد دائمًا على ضرورة الالتزام بمعايير السلامة لتحمي نفسك والآخرين من انتقال عدوى فيروس كورونا.

مسار أرز جاج

تقع محمية أرز جاج في أعالي قضاء جبيل، وهي تعتبر من أقدم المحميات الطبيعية في لبنان. يُعتقد بأن أرز جاج هو الأرز الذي استخدمه الفينيقيون لبناء هيكل سليمان في اورشليم، وبنى منه سكان جبيل والمناطق المجاورة سفنهم ومنازلهم. ومن أرز جاج أخذ المصريون القدماء أيضًا الخشب لبناء معابدهم ومقابرهم الملكية.

وتتمتع المحمية بمسارها السياحي الذي يوفّر لزائريها متعة الاكتشاف والمغامرة. فيمكنك زيارة المحمية لرؤية ما تبقى من غابة الأرز التاريخية، والتي يعود عمرها الى مئات السنين. في أعماق الغابة، يوجد كنيسة تاريخية تتميز ببنائها الحجري القديم .

نشير الى أن الموقع يوفَّر مسارات عدة للمشي، وهي تناسب جميع الفئات العمرية، اذ أنها تندرج من السهل، إلى الصعب، وإلى الأكثر صعوبة.

مسار وادي الحجير

يتميّز وادي الحجير بطبيعته الخلَابة خصوصًا بأنه يقع على مجرى نهر الليطاني،  بين أقضية مرجعيون وبنت جبيل والنبطية. ونظرًا لغناه البيئي تم تحويله الى محمية طبيعية.

ويعتبر وادي الحجير من الأماكن التي يحلو فيها التنزه، حيث يمكن الاستمتاع بالهواء النقي بسبب وجود عدد كبير من أشجار السنديان الشامخة، وأشجار الزيتون، والكينا، والصنوبر الدائمة الخضرة. ويتميّز المكان أيضًا بغناه بالينابيع والمطاحن القديمة التي كانت تعمل على قوة المياه.

بالإضافة إلى التراث الطبيعي، تتميّز المنطقة بمعالمها الأثرية، حيث يمكنك زيارة قلعة دوبيه الصليبية في بلدة شقراء المبنية على أنقاض مبنى روماني.

مسارالقاموعة

تقع القاموعة في منطقة عكار، وهي تعتبر مركزًا سياحيًا مميّزًا، إذ تنتشر فيها الغابات الرائعة التي تضم أكثر من أربعين نوعاً من الأشجار الحرجية، وعدداً كبيراً من أشجار الأرز التي يصل عمر بعضها إلى نحو ألفي سنة، إضافة إلى أشجار الشوح والعرعر النادرة . و في الموقع، تقع غابة العذر الشهيرة بغناها البيئي والطبيعي اذ تضم نحو أربعة آلاف شجرة سنديان كثيفة وعملاقة. فضلاً عن غنى المنطقة بالثروة الحيوانية، والآثار التي تعود إلى العهود الفينيقية والكلدانية والرومانية والبيزنطية والعربية، والكهوف التي بقيت مأهولة حتى الفتوحات الاسلامية.

تعتبر القاموعة من أجمل المواقع الطبيعية واكثرها غنى ، فيمكنك التنقل في أرجائها دون ملل. فتبدأ الزيارة  عادة من منطقة الفنيدق، وتحديدًا من غابة القاموعة، التي يتم اجتيازها سيرًا على الأقدام  لتصل الى وادي القموعة الغني ببركه الطبيعية، ومن ثم  الى غابة العذرلتستمتع بأجمل المناظر الطبيعية.

درب المسيلحة

إذا كنت ترغب في الهروب إلى الطبيعة دون القيادة لساعات طويلة في الجبال ، فهذا المكان سيناسبك بالتأكيد. فيعتبر درب المسيلحة من اجمل المواقع للتنزه والمشي في الطبيعة، خصوصًا وأنه مجهزًا للسير لمسافات طويلة دون الشعور بالتعب، وهو يوفَر فرصة الاستمتاع بالطبيعة التي تحوط بالمكان.إذ يأخذك الدرب تدريجيَا الى أعالي الجبل، فتشعر بكأنك انتقلت الى مكان آخر بعيدًا عن الزحمة والضجيج.

يمكنك ان تبدأ زيارة من القلعة التي تتميز بموقعها والتي تعود ببنائها الى القرن السابع بهدف حراسة الطريق الذي يربط بين طرابلس وبيروت.

مسار وادي نهر الباروك

يعتبر مسار وادي نهر الباروك من المسارات التي تناسب المتنزهين الباحثين عن الهدوء والاثارة. فلا تفوت عليك فرصة المشي في قلب وادي الباروك بين الأشجار الملونة بألوان الخريف، والى جانبك مياه نهر الباروك المتدفقة.

ويسهل الوصول الى الموقع خصوصًا وأنه يقع بالقرب من قرية المختارة، وعلى بعد بضعة كيلومترات من محمية الشوف- المحيط الحيوي. فيعدّ الممر الذي يأخذك الى قلب الوادي من الممرات الجميلة والنادرة. فبالاضافة الى غناه الطبيعي، فهو يتميز بمثروته التاريخية اذ يضم معالمًا أثرية  تعود الى عصور مختلفة خصوصًا العصور الهلنستية والرومانية والمملوكية والعثمانية. من المواقع الجديرة بالزيارة الموقع المعروف ببركة العروس ، حيث يقع الجسر الحجري الذي تم بناؤه في نهاية العصر المملوكي .و حيث يوجد أيضًا طواحين مائية تم إنشاؤها خلال العصر العثماني.

بالإضافة إلى زيارة الجسور والطواحين القديمة، يمكن لممارسي رياضة المشي لمسافات طويلة استكشاف المكان الذي  يربط وادي الباروك ووادي مرج بسري بقرية مزرعة الشوف الغنية بالآثار الرومانية.