تعرّف إلى الجامع الأموي الكبير... الأكبر والأقدم في بعلبك

يعدّ الجامع الأموي الكبير أحد أهمّ المعالم التاريخية الدينية في منطقة البقاع، ومن أقدم وأكبر مساجد مدينة بعلبك. هو من المواقع الأثرية النادرة، التي تعود إلى الفترة الأموية في لبنان. يتميز هذا المسجد ببنائه وتصميمه الذي يجمع ما بين الفن البيزنطي والعمارة الإسلامية.

بُني المسجد في القرن الهجري الأول، أي خلال العصر الأموي، على أنقاض كنيسة بيزنطية. يشبه بهندسته وتصميمه الجامع الأموي في دمشق إلى حد كبير، ويعدّ تحفة رائعة  من الفنّ الإسلامي القديم.

 المسجد مستطيل الشكل، يبلغ طوله 60 متراً وعرضه 50 متراً. يتألف من ثلاثة أروقة، يفصل بينها 30 عموداً تزيّن بعضها تيجان أعمدة كورنثية الطراز. الأرجح أنّ هذه الأعمدة نُقلت من المعابد الرومانية المجاورة للمسجد. بعض هذه الأعمدة مصنوع من حجر الغرانيت، وبعضها الآخر من الحجر الأصمّ.

تحمل الأعمدةُ مجموعة من الأقواس، التي تضفي على المسجد وأروقته الأناقة والجمال. وقد سُقفت الأروقة بألواح خشبية زادت المكان جمالاً. هذا التصميم، كغيره من الأبنية الإسلامية القديمة، متأثر بطراز الكنائس البيزنطية التي كانت منتشرة في المنطقة. تزيّن النقوش والزخارف المميزة والكتابات الجدران الداخلية للجامع والسقف، وتعود هذه الرسوم إلى عصر المماليك.

بنيت جدران المسجد من الحجارة الضخمة التي ترتفع 8 أمتار، لتعطي بذلك انطباعاً بضخامة المسجد وأهميته التاريخية.

خارج الجامع باحة واسعة، تتميز بالأروقة التي تحيط بها وهي تحتوي على أعمدة، وتتوسطها نافورة مياه صغيرة، تماماً كما كان معتمَداً في تصاميم المساجد والعمارة الإسلامية.

تنتصب في الباحة مئذنة الجامع المربّعة الشكل، التي تشبه بتصميمها الفريد البرج الحربي، وقد بنيت بالحجارة الكبيرة لتنسجم مع بناء الجامع.

تعرّض الجامع الأموي الكبير للتدمير وبقي كذلك فترة طويلة، إلى أن أعيد ترميمه وتأهيله حديثاً لاستقبال المصلّين والزائرين.

اليوم، يعدّ هذا الجامع من المعالم التاريخية الأساسية في بعلبك، التي تجذب الزائرين اللبنانيين والأجانب، وخصوصاً أنه يقع على مقربة من هياكل بعلبك الشهيرة، ما يجعل زيارته ضرورية عند زيارة المكان.