الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

عنجر... موقع فريد من العصر الأموي ​

المصدر: النهار
ريم قمر
مدينة عنجر- تصوير ريم قمر
مدينة عنجر- تصوير ريم قمر
A+ A-

تعدّ مدينة عنجر نموذجاً فريداً للمدن الإسلامية، التي تعود الى العصر الأموي. شكّلت بفضل موقعها المميز محطة تجارية كبرى، وهي الموقع اللبناني الوحيد الذي يعود تاريخه الى العصر الأموي في لبنان، باستثناء مسجد بعلبك.

تقع مدينة عنجر في منطقة البقاع، على بعد 58 كم من بيروت. أُسّست المدينة على الطريق الذي يربط بين مناطق سوريا الشمالية وشمال فلسطين، وعلى مقربة من أحد أهمّ منابع نهر الليطاني العين، الذي سمّيت المدينة به. فكان يطلق على عين المياه اسم "عين جرّا"، نسبة الى مدينة جرّا، التي كانت واقعة قديماً في المنطقة.

أمر ببناء المدينة الخليفة الوليد بن عبد الملك في القرن الثامن، وكانت حينها منتجعاً صيفياً له، على بعد نحو كيلومتر واحد من النبع. واستعان الخليفة بالمهندسين والحرفيين المتخصصين بفنون العمارة الرومانية والإغريقية، من أجل تصميم المدينة بشكل مميز وجميل. استخدم في البناء الأحجار التي اقتُلعت من بلدة كامد اللوز المجاورة، بالإضافة الى العناصر البنائية التي نقلت من المواقع الرومانية والبيزنطية المجاورة، كالأعمدة وقواعدها وتيجانها.

 

تصوير ريم قمر

 

 المدينة مصمّمة وفقاً لمخطط مستطيل الشكل، وتحدّها أسوار مدعمة بـ 36 برجاً نصف دائري، ودُعمت الزوايا بأبراج دائرية لتأمين الحماية للمدينة.

تشقّ المدينة طريقان رئيسيتان تلتقيان في وسطها، وتقطعانها الى أربعة أقسام متوازية، وفقاً للتصميم الذي كان معتمداً في بناء المدن الحديثة منذ أيام الرومان وحتى العصر البيزنطي. ووضعت عند التقاء الطريقين "البوابة الرباعية" أو ما تُعرف بالتيترابايلون، التي جُلبت من أحد المواقع الرومانية. وهي نصب مكعّب الشكل مستخدم في العمارة الرومانية، وتضم بوابة على كلٍّ من الجوانب الأربعة، وكانت تُبنى هذه البوابة الرباعية بشكل أساسي على مفترقات الطرق.

 

تصوير ريم قمر

 

صمّمت الأبنية داخل المدينة وفقاً للأسلوب الذي كان شائعاً في الفترة البيزنطية، وهو يعتمد على تعاقب مداميك الحجر ومداميك طوب الفخار. هذا الأسلوب كان معتمداً لإعطاء البناء بعض المرونة لمواجهة خطر الزلازل، كما أنه تصميم سريع البناء ومتواضع الكلفة.

 
تصوير ريم قمر

 

ولأنّ المدينة كان لها دور تجاري بارز، أقيم فيها 600 حانوت، يتم الدخول اليها من خلال الأروقة الواقعة على جانبي الطريقين. كذلك توزّعت في المدينة الأحياء السكنيّة التي تفصل بينها الأزقّة وتعتمد جميعها التصميم نفسه، وتتألف من صحن غير مسقوف يحيط به عدد من الغرف.

 
تصوير ريم قمر

 

ومن الأبنية المميزة في المدينة، القصر الكبير الذي كان مخصصاً لإقامة الخليفة. يتألّف القصر من فناء داخلي تحيط به أربعة أبنية مؤلفة من طبقتين، وتضمّ قاعات مخصّصة للاستقبال وأخرى خاصّة بالخليفة. بمحاذاة القصر يوجد مسجد المدينة، الذي كان يتألف من قاعة صلاة وصحن غير مسقوف وبئر ماء وحوض للوضوء.

 
تصوير ريم قمر

 

أما القصر الصغير الذي كان مكان سكن الحريم، الذي يتبع في تصميمه تصميم القصر الكبير نفسه، فيعدّ من أجمل المباني في المدينة. يتميّز داخل القصر بنقوشه الجميلة والغنية، المنبثقة من الفن الروماني البيزنطي. وهي نقوش لطيور ونباتات مختلفة كالعنب والزهور والأصداف والنسور.

 
تصوير ريم قمر

 

على بُعد أمتار قليلة من القصر، تقع الحمامات الأموية التي تتبع في تصميمها النمط التقليدي الشائع في الحمامات الرومانية. وهي تتألف من ثلاث غرف؛ غرفة الانتظار التي تغطّي أرضيتها لوحة جميلة من الفسيفساء وتعلوها قبّة مرفوعة على أربع دعائم، وتليها الغرف الفاترة والحارّة المخصّصة للتدليك والاستحمام.

 

تصوير ريم قمر

 

تصوير ريم قمر

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم