الإثنين - 20 أيار 2024

إعلان

السوداني: العراق يسعى إلى خروج سريع للقوات الأميركيّة

المصدر: رويترز
السوداني (الى اليمين) ووزير الداخلية عبد الله الشمري (الى اليسار) يحضران احتفالا بمناسبة يوم الشرطة في بغداد (9 ك2 2024، أ ف ب).
السوداني (الى اليمين) ووزير الداخلية عبد الله الشمري (الى اليسار) يحضران احتفالا بمناسبة يوم الشرطة في بغداد (9 ك2 2024، أ ف ب).
A+ A-
قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن العراق يريد خروجا سريعا ومنظما للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض. لكنه لم يحدد موعدا نهائيا، ووصف وجود تلك القوات بأنه مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب غزة.

واكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل أغلبها شيعية، والعديد منها قريب من إيران، لرحيل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، زخما بعد سلسلة من الضربات الأميركية على فصائل مرتبطة بإيران وتشكل أيضا جزءا من قوات الأمن العراقية الرسمية.

وقال السوداني في مقابلة مع رويترز في بغداد أمس الثلثاء إن هناك "ضرورة لإعادة ترتيب هذه العلاقة بالشكل الذي لا تكون هدفا وملفا ومبررا لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة".

وبعد افصاحه عن التفاصيل الأولى لأفكاره بشأن مستقبل التحالف منذ إعلانه في الخامس من يناير كانون الثاني أن العراق سيبدأ عملية إنهاء مهامه، قال السوداني إن الخروج يجب أن يتم التفاوض عليه في إطار "عملية تفاهم وحوار".

وقال "نتفاهم على جدول زمني متفق عليه يكون في وقت سريع حتى لا نطيل أمد التواجد وتبقى الهجمات مستمرة" مشيرا إلى أن الحل الوحيد لعدم اتساع الصراع في المنطقة حاليا هو وقف الحرب في غزة مع تكثيف جهود إدخال المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن.

وأضاف "هذا هو الحل الوحيد، وإلا سوف نشهد المزيد من اتساع ساحة الصراع في منطقة حساسة للعالم تمثل ثقلا لإمدادات الطاقة، وأيضا هذا الموضوع برمته هو يؤدي إلى زيادة التطرف والعنف، ليس في هذه المنطقة، في كل دول العالم".

ومن المرجح أن يؤدي الانسحاب الأميركي إلى زيادة القلق في واشنطن بشأن نفوذ العدو اللدود إيران على النخبة الحاكمة في العراق. واكتسبت الجماعات الشيعية المتحالفة مع إيران قوة في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الاثنين إنها لا تخطط لسحب القوات الأميركية الموجودة في العراق بناء على دعوة من حكومتها.

وكان العراق، ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، من بين أشد المنتقدين للحملة الإسرائيلية على غزة، ووصف القتل الجماعي وتهجير المدنيين الفلسطينيين بأنه حالة نموذجية من الإبادة الجماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل بشدة.

لكن الحكومة العراقية قالت مرارا وتكرارا إن الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة على القوات الأجنبية والبعثات الديبلوماسية في العراق غير قانونية وتتعارض مع مصالح البلاد، وتقول إنها ألقت القبض على بعض الجناة ومنعت هجمات.

وفي الوقت نفسه، أدانت بغداد الضربات الأميركية على القواعد التي تستخدمها الجماعات، وكذلك غارة جوية استهدف مؤخرا قياديا في أحد الفصائل في قلب بغداد، باعتبارها انتهاكات جسيمة للسيادة.

ويقول معارضون إن الفصائل المسلحة لا سيما كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء تستخدم مكانتها كمكونات في قوات الحشد الشعبي كغطاء. وتشكل الحشد الشعبي في عام 2014 كقوة أمنية حكومية.

وعندما تستهدف الفصائل القوات الأميركية، فإنها تعمل خارج التسلسل القيادي تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق، وعندما ترد الولايات المتحدة فإنها تندد بخسائرها بصفتها جزءا في قوات الحشد الشعبي وتستفيد من تصاعد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة.

وغزت القوات التي تقودها الولايات المتحدة العراق بصدام حسين في عام 2003 ثم انسحبت في عام 2011 لكنها عادت بعد ذلك في عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في إطار تحالف دولي. وللولايات المتحدة حاليا نحو 2500 جندي في العراق.

ومع هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017 وتراجعه منذ ذلك الحين، قال السوداني إن سبب وجود التحالف قد انتهى منذ فترة طويلة.

سنوات من الإعداد
الدعوات لانسحاب التحالف كانت موجودة منذ سنوات، وحتى الآن لم يتغير الكثير. وصوت البرلمان العراقي في عام 2020 لصالح رحيله بعد أيام من اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني الكبير قاسم سليماني وقائد كبير في إحدى الفصائل العراقية في غارة خارج مطار بغداد.

وفي العام التالي، أعلنت الولايات المتحدة نهاية مهمتها القتالية في العراق والتحول إلى تقديم المشورة والمساعدة لقوات الأمن العراقية، وهي خطوة لم تغير سوى القليل على أرض الواقع.

وأعادت حرب غزة القضية إلى الواجهة من جديد، إذ دعت العديد من الجماعات العراقية التي أوصلت حكومة السوداني إلى السلطة والمقربة من طهران إلى الخروج النهائي لجميع القوات الأجنبية، وهي خطوة سعت إليها إيران وحلفاؤها الإقليميون منذ فترة طويلة.

وقال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله في خطاب ألقاه يوم الجمعة إن الغارات الجوية الأميركية في العراق يجب أن تمهد الطريق للانسحاب النهائي للقوات الأميركية من العراق، الأمر الذي سيجعل وجودها في شمال شرق سوريا غير مقبول أيضا.

وقال السوداني إنه يسعى لخروج التحالف لأن العراق يستطيع الآن الدفاع عن نفسه ضد الإرهاب وينبغي أن يمارس سيادته الكاملة على أراضيه، وبالتالي يتجنب إعطاء أي شخص ذريعة لجر العراق إلى صراع إقليمي.

وقال السوداني إن "إنهاء وجودها سيمنع المزيد من التوترات وتشابك الملفات الأمنية الداخلية والإقليمية".

وأضاف أن العراق منفتح على إقامة علاقات ثنائية والانخراط في تعاون أمني مع دول التحالف لا سيما الولايات المتحدة، وقد يشمل ذلك التدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن العراقية وكذلك شراء الأسلحة.

وتابع "لا نريد أن يكون إنهاء التحالف وكأنه عملية طرد لهذه القوات وإنما العملية هي عملية تفاهم وحوار تؤدي إلى الانسحاب بشكل طبيعي".

وأردف "نحن مستعدون للتعاون الأمني الثنائي مع كل الدول بما فيها الولايات المتحدة الأميركية التي هي ليست عدوا لنا ولسنا في حرب معها، لكن استمرار هذه التوترات بالتأكيد سوف يؤثر ويتخلق فجوة في هذه العلاقة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم