الثلاثاء - 07 أيار 2024

إعلان

الجيش الإسرائيلي يقصف مستشفيات في غزّة... الدبابات تُطوّق المنشآت الطبية وتطالب بإخلائها (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
نازحون يفترشون الأرض في مستشفى الناصر في قطاع غزّة هرباً من القصف الإسرائيلي (أ ف ب).
نازحون يفترشون الأرض في مستشفى الناصر في قطاع غزّة هرباً من القصف الإسرائيلي (أ ف ب).
A+ A-
يُضيّق الجيش الإسرائيلي الخناق على وسط مدينة غزة ومستشفى الشفاء الرئيسي فيه، والذي تزعم إسرائيل إنّه "يُخفي مركز قيادة لمقاتلي حماس"، وذلك بعد قصف استهدف المستشفى ومقارّ طبية أخرى اليوم، في حين تُطوّق دبابات الجيش الإسرائيلي مستشفيَين وسط مدينة غزة وتطالب بإخلائهما وذلك بعد قصف عنيف استهدف عدداً من المنشآت الطبية عند ساعات منتصف الليل.

ويُثير ذلك تساؤلات حول الطريقة التي ستُفسّر بها إسرائيل القوانين الدولية في ما يتعلّق بحماية المنشآت الطبية وآلاف النازحين الذين لاذوا إليها.
 
وأعلن مسؤولون في قطاع غزة إنّ إسرائيل شنّت غارات جوية على ثلاثة مستشفيات على الأقل أو بالقرب منها اليوم الجمعة، ممّا يُهدّد النظام الصحي الذي يواجه صعوبات جمّة بعد تدفُّق آلاف المصابين والنازحين الفلسطينيين عليه.
 
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ 20 مستشفى في غزّة متوقّف عن العمل ومستشفيات أخرى تعمل بشكل جزئي، فيما أفاد مندوبون بأنّ هناك "عنف مكثّف" حول مستشفى الشفاء.

 
 


وقال أشرف القدرة، المتحدّث باسم وزارة الصحة في غزة، لقناة "الجزيرة" الفضائية، إنّ إسرائيل شنّت غارات متزامنة على عدد من المستشفيات خلال الساعات الماضية.

وأضاف القدرة أنّ إسرائيل استهدفت باحة مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في مدينة غزة، ممّا أدى إلى وقوع إصابات.
 
من جهتها، أعلن الحكومة في غزّة أنّ إسرائيل قصفت أكبر مستشفى في غزة وأوقعت 13 قتيلاً وعشرات الجرحى في اليوم الـ35 للحرب مع غزة.

وقال المكتب الاعلامي لحكومة "حماس"، في بيان، إنّ هناك "13 شهيداً وعشرات الجرحى اليوم الجمعة في قصف إسرائيلي لمجمع مستشفى الشفاء في مدينة غزة".
 


في السياق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأنّ "الاحتلال قصف محيط مجمع الشفاء الطبي غرب غزّة، حيث نُصبت خيم للنازحين، إلى جانب خيمة للصحافيين، ما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين".
 
ولاحقاً، أفادت عن "استشهاد مواطن وإصابة طفل في قصف استهدف مستشفى الولادة في مجمع الشفاء الطبي".
 


بدورها، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ "طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بشكل عنيف منطقة تلّ الهوى، بالقرب من مستشفى القدس التابع للجمعية، في ظل تواجد الطواقم الطبية والمرضى وأكثر من 14 ألف نازح".

وبحسب "وفا"، "قصف الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال غرب مدينة غزّة ما أدى إلى اندلاع حريق في مرافقه. وفي وقت سابق، استهدف الاحتلال بالقصف بوابة مستشفى النصر للأطفال، المجاور لمستشفى الرنتيسي، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين". وقال مدير مستشفى الرنتيسي للأطفال لـ"الجزيرة": "نحن محاصرون في المستشفى منذ أمس والدبابات الإسرائيلية تتمركز في محيطه".
 
 


كما شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، الذي يأوي آلاف الجرحى والمرضى والنازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، ما أدّى إلى سقوط عدد من الضحايا.
 
إذ قالت وزارة الخارجية الإندونيسية إنّ انفجارات وقعت بالقرب من المستشفى الإندونيسي خلال الليل، ممّا ألحق أضراراً بأجزاء من المستشفى الواقع في الطرف الشمالي من القطاع الساحلي الضيّق.

وقالت في بيان: "إندونيسيا تدين مرة أخرى الهجمات الوحشية على المدنيين والأهداف المدنية، خاصة المنشآت الإنسانية في غزة".
 
 


وتسبّب القصف بإحداث أضرار جسيمة في بعض مرافق المستشفى وحالات هلع بين المواطنين الذين نزحوا إليه، في محاولة للاحتماء من القصف، بحسب وكالة "وفا".

وفي استهداف المؤسسات الطبية أيضاً، أصيب مسعف بجروح في قصف إسرائيلي على محيط مستشفى العودة شمال قطاع غزة.

وأوضحت جمعية الهلال الأحمر أنّ "طائرات الاحتلال استهدفت محيط مستشفى العودة، ما أدّى لإصابة مسعف متطوّع وخروج مركبتَي إسعاف تابعتين للجمعية عن الخدمة".
 
 


وفي السياق، أفاد مدراء المستشفيات في غزة وشمال غزة بأنّ "هناك ساعات معدودة قبيل خروج المستشفيات عن الخدمة"، مناشدين المجتمع الدولي للعمل على إدخال الإمدادات الطبية والوقود قبل حدوث "كارثة كبرى".

وناشدت وزيرة الصحّة مي الكيلة، الأمم المتحدة، لـ"التدخّل الفوري" لوقف استهداف مستشفيات الشفاء والعودة والرنتيسي في قطاع غزة.

وقالت الكيلة، في بيان، إنّ "استمرار قصف المستشفيات في قطاع غزة هو جريمة حرب ويجب أن يتوقّف فوراً".

وأضافت: "على المجتمع الدولي الوقوف عند مسؤولياته والعمل الفوري لوقف استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية".
 
 
والحرب الإسرائيلي فاقمت الأزمة على مستشفيات غزة في سعيها لمواكبة أعداد الجرحى الذين يتدفقّون عليها وسط نفاد الإمدادات الطبية والمياه النظيفة والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء.

وقالت وزارة الصحة في غزّة إنّ 18 من أصل 35 مستشفى في غزة و40 مرفقاً صحيّاً آخر خارج الخدمة إمّا بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.

من جهتها، قالت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" عبر منصة "إكس": "مع استمرار الضربات والقتال بالقرب من (مستشفى الشفاء)، نشعر بقلق بالغ إزاء سلامة آلاف المدنيين هناك، ومن بينهم الكثير من الأطفال، الذين يبحثون عن الرعاية الطبية والمأوى".

وأفاد القدرة بأنّ مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى النصر للأطفال شهدا سلسلة من الهجمات والقصف المباشر اليوم. وأضاف أنّ الغارات على أرض مستشفى الرنتيسي أدت إلى اشتعال النيران في سيارات ولكن تم إخمادها جزئيّاً.
 
 


وفي وقت سابق، قالت إسرائيل إنّ أولويّتها القصوى هي تفكيك البنية التحتية لقيادة "حماس"، لافتةً إلى أنّ أفراداً من سلاح المهندسين يستخدمون المتفجرات لتدمير الأنفاق في شبكة "حماس" الواسعة تحت الأرض.

وأيّ محاولة إسرائيلية للسيطرة على مستشفى الشفاء ستُهدّد بخسائر فادحة في صفوف المدنيين وقد تثير تنديداً دوليّاً.

وأثارت الضربات الجوية على مخيمات اللاجئين وقافلة طبية وبالقرب من المستشفيات بالفعل جدلاً حادّاً بين بعض حلفاء إسرائيل الرئيسيين في الغرب بشأن التزام جيشها بالقانون الدولي.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إنّ القصف الإسرائيلي المتواصل أدّى إلى مقتل أكثر من 10800 فلسطيني.

وشاهد سكان مدينة غزّة، أمس الخميس، دبابات إسرائيلية على بعد نحو 1,2 كيلومتر من مستشفى الشفاء، أكبر منشأة طبية في قطاع غزة.

وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صوراً ورسوماً بيانيّة وتسجيلات صوتية يزعم أنّها تُظهِر أنّ "حماس" تستخدم مستشفى الشفاء لإخفاء مواقع قيادة ونقاط دخول إلى شبكة الأنفاق واسعة النطاق أسفل القطاع.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميرال دانيال هاغاري الشهر الماضي: "يعمل (إرهابيّو) حماس داخل وأسفل مستشفى الشفاء ومستشفيات أخرى في غزة".

ونفت "حماس" والسلطات الصحية ومديرو مستشفى الشفاء إخفاء الحركة بنية تحتية عسكرية داخل مجمع المستشفى أو تحته، وقالوا إنهم سيرحّبون بتفتيش دولي للمنشأة.
 


القانون الدولي

استهدفت إسرائيل، الأسبوع الماضي، سيارة إسعاف أمام مدخل المستشفى، قائلةً إنّها كانت "تقلّ مسلّحين من حماس". وذكرت أنها ستعرض أدلة على ذلك لكنها لم تُقدّم شيئاً بعد.

وأفاد مسعفون بأنّ سيارة الإسعاف كانت تحاول إجلاء مرضى مصابين، وقد أدّى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 15 شخصاً.

من جهتها، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل: "نعلم أن المستشفيات مبان محمية بموجب القانون الإنساني الدولي".

وأضافت أنّ الوضع معقّد بسبب الادعاءات بأنّ المستشفيات تُستَخدم أيضاً لأغراض عسكرية، وهو أمر من شأنه أيضاً أن ينتهك القانون الدولي.
 
 
 
 
وأوضحت أنّ الوحدات الطبية التي تُستَخدم في أعمال ضارة بالعدو، والتي تتجاهل تحذيراً للتوقّف عن ذلك، تفقد حمايتها الخاصة.

وأردفت قائلة: "بغضّ النظر عن أفعال أحد الطرفين، على سبيل المثال استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، فإنّه يتعيّن على الطرف الآخر الالتزام بالقواعد الإنسانية الدولية بشأن سير العمليات القتالية".

بدوه، أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في بيان في 30 تشرين الأول بشأن الهجمات على المواقع المحمية مثل المستشفيات، أنّ على إسرائيل "إبداء التطبيق السليم لمبادئ التمييز والحيطة والتناسب".

وأضاف أنّه على الرغم من إمكانية فقدان الحماية التي يوفّرها القانون الدولي، فإنّ "عبء إثبات فقدان حالة الحماية يقع على عاتق من يطلقون النار أو الصاروخ أو القذيقة".
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم