الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

قرية الغجر الحدودية بين لبنان وإسرائيل... لا رغبة لأحد في التصعيد هنا

المصدر: "أ ف ب"
قرية الغجر الحدودية. (أ ف ب)
قرية الغجر الحدودية. (أ ف ب)
A+ A-
سلّط تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية الضوء على الوضع في بلدة الغجر الحدودية الواقعة بين لبنان ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، والتي وجدت نفسها في قلب التوترات القائمة بين البلدين العدوين.
 
وأتى التوتر الأخير عندما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله بإعادة كل من البلدين إلى "العصر الحجري" في حال شهدت الحدود تصعيداً.
 
في القرية الهادئة التي تنتشر فيها الزهور الجميلة، تفصل بين الطرفين حدود غير مرئية.
 
يقول توفيق حسين خطيب البالغ 79 عاماً وهو يقف قرب مسجد القرية، إن الخط الأزرق "في الهواء" في إشارة إلى خط ترسيم الحدود الذي وضعته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل في العام 2000.
 
 
ويضيف الرجل السبعيني: "القرية مفتوحة ولا يوجد حدود ولا أي شيء".
 
لكن قبل تصريحات الخطيب بأسابيع أقامت إسرائيل سياجاً من الأسلاك الشائكة على الجانب اللبناني من الخط الأزرق ما أثار توتراً.
 
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بعد تبادل لإطلاق النار عبر الحدود في نيسان هو الأخطر منذ الحرب الأخيرة بين القوات الإسرائيلية وحزب الله في العام 2006. وأتى ذلك بالتزامن مع سلسلة من الحوادث التي أثارت مخاوف من احتمال انزلاق الجانبين نحو التصعيد.
 
 
وأثار بناء السياج الغضب في لبنان باعتبار الأمر "ضمّاً" للجزء الشمالي للقرية.
 
في السادس من تموز، أطلق صاروخ مضاد للدروع من الأراضي اللبنانية في اتجاه السياج الجديد، فردت إسرائيل بقصف مدفعي.
 
"أجواء استنفار"
 
ورغم الجو المشحون، تشدّد نهلة سعيد وهي من سكان الغجر على أن الوضع الآن "آمن هنا".
 
 
وتؤكد سعيد البالغة 63 عاماً وهي تجلس في الظل أمام أحد المنازل "لا أعلم ما سيحصل في المستقبل لكن أعلم أني أعيش جيداً وبسعادة".
 
وتفيد بلدية القرية أن عدد سكان البلدة نحو 3 آلاف شخص حصلوا على الجنسية الإسرائيلية بعد سنوات من احتلال الدولة العبرية لمرتفعات الجولان السورية في حرب العام 1967.
 
ويرى المتحدث باسم القرية بلال الخطيب أن لأهلها "الحق في أن نبني جداراً حول البيت الخاص بنا"، مضيفاً "لم نتعد على أحد ولم نأخذ أراضي أحد، نحن أصحاب حق".
 
 
ويؤكد لوكالة "فرانس برس" من مكتبه أن "المجلس بنى الجدار لوقف تجريف التربة وحماية المنازل من الانجراف ووصول الحيوانات البرية وساعدها في السيطرة على الحرائق عندما تشتعل".
 
تحت أشعة الشمس الحارقة، تقوم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بدوريات في الجانب الشمالي من السياج الجديد الذي يبلغ ارتفاعه أمتاراً عدة ويطل على منازل لبنانية في بلدة الوزاني.
 
على جانبي الخط الأرزق، يشير مسؤولون محليون لوكالة "فرانس برس" إلى صكوك ملكية وخرائط لإثبات ملكيتهم للأرض المتنازع عليها.
 
 
ويؤكد رئيس بلدية الوزاني أحمد المحمد إنه "تأقلم مع أجواء الاستنفار".
 
ويضيف لمراسل وكالة "فرانس برس" في جنوب لبنان "في السنوات الأخيرة، كان هناك قصف إسرائيلي تسبّب بخسائر بشرية ومادية ونفوق الماشية".
 
ويتابع "لكن الناس لا يغادرون القرية لأنهم مضطرون إلى الارتباط بمصدر رزقهم" القائم على الزراعة وتربية المواشي.
 
تعتبر السلطات اللبنانية التوسع العمراني لقرية الغجر شمالاً في العقود الأخيرة، باتجاه خراج بلدة الماري المجاورة، تعدياً على أراضيها.
 
 
على مشارف الوزاني، يمتطي الراعي عماد المحمد حصاناً بينما يصطحب القطيع الذي يملكه إلى المرعى.
 
ويشير إلى المنازل الواقعة خلف السياج الإسرائيلي قائلاً "حين تُستعاد الأراضي اللبنانية المحاذية للغجر، ستزداد مساحة المراعي وسأسوق الأغنام إليها" في إشارة الى الجزء الشمالي من الغجر. 
 
وتجرى اجتماعات وساطة بين الجانبين بشأن السياج الجديد برعاية الأمم المتحدة.
 
وقال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" أندريا تينينتي: "على الرغم من كل التوتر في المنطقة، لا يزال هناك التزام من الأطراف، أو ربما لا رغبة في التصعيد".
 
 
وأشار إلى أن "إسرائيل ملزمة الانسحاب من الجزء الشمالي من قرية الغجر" بموجب الاتفاقات الدولية التي يدعمها البلدان.
 
وأكد أن اللبنانيين ملزمون أيضاً إزالة خيمة كانوا نصبوها شمال شرق القرية عند الخط الأزرق في وقت سابق من العام الحالي.
 
ورأى مسؤول أمني إسرائيلي فضل عدم الكشف عن هويته أن "جيش (حزب الله) كان وراء نصب الخيمة وأن الأمم المتحدة تتوسط لحل الإشكال".
 
وأضاف المسؤول "لا أحد يريد التصعيد، لذا فهو (نصر الله) يحاول أن يبقي الأمور تحت السيطرة. ونحن أيضاً".
 
 
في هذا الإطار، أشار المسؤول إلى استخدام القوات الإسرائيلية أسلحة غير فتاكة لإبعاد عناصر من حزب الله اقتربوا من الحدود على بعد 40 كيلومتراً جنوب غرب القرية ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم.
 
ويختم توفيق حسين خطيب قائلاً "السلام قبل أي شيء، كل شخص يأخذ حقه".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم