الأحد - 19 أيار 2024

إعلان

مَن يحرك حرب السودان من غير مكان؟!

المصدر: "النهار"
سليم نصار
Bookmark
المعارك في السودان (أ ف ب).
المعارك في السودان (أ ف ب).
A+ A-
عندما أنهى الإمام محمد المهدي تدريب قواته على استخدام سلاح السيف والرمح، قام بنشر أكثر من عشرة آلاف متطوع لمقاومة الحملة العسكرية التي أرسلتها لندن إلى السودان بقيادة الجنرال غوردن. وقد أطلقت وزارة المستعمرات على غوردن لقب المندوب السامي لعموم بلاد السودان ومصر، الدولتين اللتين تخضعان لأوامره الصارمة. وكان من الطبيعي أن يشعر الإمام المهدي بأن الدعوة الدينية التي نشرها تمددت عبر القبائل المستنفرة حول نهر النيل والبحيرات الساكنة. وفي يوم ربيعي صفت سماؤه، أبلغه المراقبون المختبئون حول البحيرات أن غوردن يقود الحملة الممتدة بين البحيرات. وعلى الفور دعا المؤمنين إلى الصلاة قبل مغيب الشمس، واقتراب الغزاة من مكان الموقعة. كانت الأصوات الأجنبية تصل إلى آذان جماعة الإمام المهدي متقطعة… ومتباعدة، الأمر الذي استنفر حماسة المقاتلين السودانيين الذين طوّقوا الجنرال غوردن وقواته المتشرذمة. وانصبت النظرات المتلهفة لرؤية رأس غوردن فوق حربة الإمام!وعندما سمحت الدولة البريطانية بتحويل هذه الواقعة إلى فيلم سينمائي كنوع من قصاص معنوي لوزارة الحربية، أشارت الرقابة إلى الأمثولة المُستقاة من حرب السودان. ومرت أشهر قبل أن تقرر وزارة الحربية منازلة أتباع المهدي!توفي في السودان قبل ثلاث سنوات رئيس "حزب الأمة" الصادق المهدي. وقد أقيمت له جنازة رسمية وشعبية مشى فيها عشرات الآلاف من المعجبين بسلوكه وسياسته، خصوصاً أنه شارك في ممارسة الحكم كوزير وكرئيس للوزراء، إلا أن أنصاره يعتقدون أنه يستحق أكثر من ذلك بكثير. والسبب أنه يرجع في جذوره العائلية إلى جده الإمام المهدي الذي تجرأ على قتل الجنرال البريطاني غوردن. وحدث ذلك خلال حملة عسكرية شنها المستعمر البريطاني لإعاقة زحف "المهدية" باتجاه الخرطوم. لذلك يرى المؤرخون أن الإمام المهدي (جدّ الصادق) قاد أول حركة إسلامية عقائدية امتدت تجربتها إلى مصر وغيرها من البلدان المجاورة. وعلى رغم هذه الخلفية القبلية، فإن والد الصادق حرص على إرساله الى "جامعة أوكسفورد" لإتمام دراساته العليا. وقد زوّدته...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم