الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

المغرب تحت وقع الصدمة... اللحظات الأخيرة من رحلة إنقاذ الطفل ريان

المصدر: "أ ف ب"
من مسرح عملية الإنقاذ (أ ف ب).
من مسرح عملية الإنقاذ (أ ف ب).
A+ A-
تسود حالة صدمة في المغرب بعد انتشال الطفل ريان ميتاً من قاع بئر بعد خمسة أيام على سقوطه فيه عرضاً، على الرغم من جهود جبارة بذلتها فرق الإغاثة وتابعها العالم بأسره.
 
في مؤشر إلى التأثر الكبير بهذه المأساة، صدر إعلان وفاة الطفل البالغ من العمر خمس سنوات، عن الديوان الملكي مساء أمس. وقال البلاط في بيان إنّ العاهل المغربي الملك محمد السادس قدّم تعازيه لوالدي الطفل ريان في اتصال هاتفي "بعد الحادث المفجع الذي أودى بحياته".
 
تابع عدد كبير من مستخدمي الإنترنت السباق مع الزمن الذي خاضته فرق الإنقاذ لخمسة أيام. وتدفّق سيل من الرسائل بجميع اللغات على شبكات التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم، من المغرب العربي إلى العراق واليمن وفرنسا والولايات المتحدة.
 
كتب اللاعب الجزائري الدولي في نادي ميلان إسماعيل بن ناصر في تغريدة أرفقها برسم لطفل يرتفع إلى السماء مع بالون بشكل قلب بألوان علم المغرب: "شجاعة ريان ستبقى في ذاكرتنا وستستمر في إلهامنا. تفاني الشعب المغربي ورجال الإنقاذ أيضا".
 
 
من جهتها، كتبت الروائية المغربية الأميركية ليلى لالامي على "تويتر": "احتفظنا جميعاً بالأمل في أن ينجو ريان. كل هذا مفجع جدّاً".
 
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال على "فيسبوك": "لعائلة ريان الصغير والشعب المغربي نقول إننا نشارككم آلامكم".
 
 
 
سنتيمتر تلو الآخر
احتاجت فرق الإنقاذ إلى خمسة أيام للوصول إلى الطفل لأنّه كان عليهم أولاً حفر شقّ عميق ضخم ثم نفق أفقي. وقد تباطأ تقدمهم بشكل كبير بسبب طبيعة التربة إذ إن بعض الطبقات صخرية وأخرى رملية جدّاً.
 
كان ريان قد سقط الثلثاء عرضاً في بئر جافة يبلغ ارتفاعها 32 متراً وضيقة يصعب الوصول إلى قعرها، حُفرت بالقرب من منزل العائلة في قرية إغران القريبة من مدينة شفشاون بشمال المملكة.
 
دخلت فرق الإنقاذ في ثغرة أفقية بعد ظهر أمس، وواصل عملهم سنتيمتراً تلو الآخر، وحفروا بأيديهم لتجنب أيّ انهيار أرضي. وكان المسؤول في لجنة الإنقاذ عبد الهادي الثمراني صرّح لوكالة "فرانس برس" صباحاً أنّ كاميرا مثبتة فوق البئر تظهر الطفل "مستلقياً على جانبه لا نرى سوى ظهره"، مؤكّداً أنّه "من المستحيل تأكيد" ما إذا كان على قيد الحياة. لكنّه أكّد أنّ لديه "آمالاً كبيرة" بأن يكون حيّاً.
 
 
عملت فرق الإنقاذ على إرسال الأكسجين والماء عبر أنابيب وزجاجات إلى ريان من دون التأكّد من قدرته على استخدامها. واندفع آلاف المتعاطفين إلى الموقع للتعبير عن تضامنهم وبقوا في هذا القطاع الجبلي من منطقة الريف على ارتفاع حوالى 700 متر تقريباً.
 
 
حفر بالأيدي
أمام النفق، كان تصفيق حار يعلو عند ظهور الحفارين بمن فيهم المتطوع الخمسيني علي صحراوي الذي حفر بيديه آخر الأمتار وأصبح "بطلاً" على مواقع التواصل الاجتماعي. 
 
اضطرّت فرق الإغاثة لوضع حواجز معدنية الجمعة لاحتواء الحشد. مع اقتراب نهاية العملية، كان الحشد يردّد "الله أكبر" أو ينشد أغاني دينية. وقبيل الساعة 22,00 (21,00 بتوقيت غرينتش) أمس، رأى صحافيو "فرانس برس" الأب والأم واجمين ويدخلان نفقاً حفرته فرق الإنقاذ يتصل بالبئر وأخرج منه الطفل لاحقاً.
 
خرجا بُعيد ذلك واستقلّا سيارة إسعاف من دون أن يدليا بأيّ تعليق. وجلست والدة الطفل في المقعد الأمامي. وذكر صحافي من "فرانس برس" أنّه بعد لحظة من الغموض تفرّق الحشد الذي تجمّع لأيام، في صمت حزين. 
 
لم تُعلن الأسرة عن موعد الجنازة لكن يفترض أن تجري مبدئياً في وقت مبكر من اليوم. 
 
يُذكّر هذا الحادث بمأساة مماثلة وقعت مطلع 2019 في الأندلس (إسبانيا) حيث توفي جولين البالغ من العمر عامين إثر سقوطه في بئر قطره 25 سنتيمتراً وعمقه أكثر من مئة متر. وانتُشلت جثته بعد عملية استثنائية استغرقت 13 يوماً.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم