الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"المنظومة في لبنان تُرسّخ مفهوم القمع"... 2021 عام الانتهاكات والدعاوى بحق الصحافيين بامتياز

المصدر: "النهار"
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
حرية التعبير من أهمّ الحقوق الإنسانية المكتسبة، وبديهيٌ أن الاختلاف في الرأي لا يبرّر استخدام خطاب الكراهية والتحريض، وتحويل بعض الأنظمة المُعرّف عنها أنها ديموقراطية إلى أنظمة قمعية استناداً إلى معايير عدّة، تبدأ بتهم معلّبة تحت حجّة القدح والذم، ولا تنتهي بحماية الأمن القومي لتلك الدول التي أصبحت تُسيّر بعض قوانينها بما تشتهي سفن القوى الحاكمة الخائفة على مناصبها من الأصوات العالية.
 
وهنا لا يمكن فصل حرية التعبير عن حق الوصول إلى المعلومات، أحد أهم ركائز العمل الصحافي تحديداً، والذي من خلاله يمكن للصحافة نقل الأخبار التي تهم المجتمع والإضاءة على القضايا التي تمسّ حياة الناس، والتحوّل إلى سلاح سلميّ فعّال بوجه كل أنواع الفساد ومحاولات تدمير الدولة.
 
تكثر الانتهاكات بحق الصحافيين لمواجهة حريتهم في نقل الحقيقة والتعبير عنها وعن رأي المجتمع، في محاولة لإخفاء الحقائق. وأكثر ما يُقلق في الأمر، أن تلك الانتهاكات تأتي من أجهزة الأنظمة نفسها أو من أتباع الأحزاب والتيارات الحاكمة. فيُحاسب من يعترض بكلمة، فيما يفلت مرتكبو هذه الانتهاكات من العقاب. وهذا ما يدفعهم إلى تكرار اعتداءاتهم بحق الصحافيين، فيما ينكفئ كثير  من أصحاب الرأي الحرّ عن التعبير خوفاً من عواقب الأمور.
 
في لبنان، كان عام 2021 مليئاً بأخبار الانتهاكات والاعتداءات على صحافيين بأساليب مختلفة، تراوحت بين التهديد والاعتداء الجسدي، وصولاً إلى التوقيفات والدعاوى القضائية.
 
وقد افتتح هذا العام أحداثه باغتيال الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم، وحتى اليوم لم يصل التحقيق الى نتيجة كعهد التحقيقات في جرائم وانتهاكات عبر التاريخ في لبنان. ووجه اغتيال سليم بعبارة "صفر خوف"، بقيت أصوات مرتفعة ضد التهديد ولم يرتدع المهددون عن إكمال مسارهم الإلغائي لآراء الآخرين. 
 
آخر التهديدات التي خرجت الى العلن تمثّلت بتهديد مدير تحرير موقع "أساس ميديا" محمد بركات، من خلال رسالة وصلته عبر عمّته في الجنوب مفادها "قولي لمحمد في دم بالأرض"، وحتى اليوم لم تتحرك الأجهزة الأمنية ولم يتحرك ملف الدعوى. 

قرّر بركات وقريبته سلوك المسار القضائي لاحترامهما القانون، فتوجها نحو النيابة العامة للإبلاغ عمّا حصل، وتلقّت العمّة وعداً بالاتصال فيها بغضون أيام قليلة للطلب منها التوجّه وإعطاء المزيد من التفاصيل للقاضي، لكن أحداً لم يتواصل معها، وفي هذا السياق، تشير مصادر متابعة لـ"النهار" إلى أن "النيابات العامة في المناطق خاضعة بشكل أو بآخر لسلطة الأحزاب النافذة"، ما قد يفسّر عدم ملاحقة الملف.

وكما مختلف ملفات التعدّي على الصحافيين، لم يطرأ جديد على قضيّة بركات رغم مرور شهرين، علماً أنها قضية تتعلّق بسلامته الشخصية، كما وبالحريّات وحق التعبير عن الرأي. الأجهزة الأمنية والاستخباراتية من جهتها أيضاً لم تتحرّك تجاه المُعتدى عليه، في حين أنها مشغولة بملاحقة الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب التعبير عن آرائهم.
 
 
 
"لم يعد بالإمكان تصنيف لبنان كبلد ديموقراطي"
المسؤول الإعلامي في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز"، جاد شحرور، لفت في حديث لـ"النهار" إلى أنّ "عدد الانتهاكات في لبنان هذا العام تجاوز الـ 110 انتهاكات، وكانت متنوعة بين ضرب صحافيين من قبل ميليشيات أو قوى أمنية، ودعاوى قضائية ضد تلفزيونات ووسائل إعلامية وصحافيين، وشتم وخطاب كراهية ضد إعلاميين، وخصوصاً من كانوا يعملون على ملف انفجار مرفأ بيروت".
 
ويشير شحرور ، في هذا الإطار، إلى أنّ هناك 15 دعوى رفعت بوجه صحافيين، 3 منها فقط كانت أمام محكمة المطبوعات، وما تبقى رُفع أمام محاكم غير مختصّة، وهذا دليل على أنّ القانون يُستخدم كيفما اتُّفق مع مصالح الطبقة السياسية.
 
وتدفع كل هذه الانتهاكات للقول إلى "أننا نعيش ضمن منظومة همّشت الديموقراطية، وتعمل على ترسيخ مفهوم القمع أكثر من أي مفهوم آخر، ما يمنعنا من تصنيف لبنان كبلد ديموقراطي"، لافتاً إلى أنّ "الجيوش الإلكترونية كانت الأكثر استخداماً في ترسيخ مفهوم القمع، خصوصاً في ما يتعلّق بقضية المرفأ وضد القاضي العدلي طارق البيطار وكل من يطالب باستقلالية القضاء، وكانت الحملات الإلكترونية سبقتها قبل اغتيال لقمان سليم وبعده".
 
 
وفي الآتي، تعرض "النهار" حصاد عام 2021 لانتهاكات ودعاوى بحق صحافيين وعاملين في مجال الإعلام، استناداً إلى تقارير "مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية - سكايز":
 
شهر كانون الثاني - 2021:
- اعتداء عدد من الشبان على مصوّر قناة "LBCI" يحيى حبشيتي .
- اعتداء عناصر من قوى الأمن الداخلي على مراسل موقع "صوت بيروت انترناشونال" ابرهيم فتفت بالضرب المبرح.
- توقيف الإعلامي محمد زين 4 أيام. 
- توقيف فريق عمل تلفزيون "سوريا" الذي ضم الصحافي السوري أحمد القصير وزميله المصوّر فادي سوني 13 ساعة. 
- التحقيق مع الصحافي رضوان مرتضى  على خلفيّة استخدامه كلاماً مُسيئاً تناول فيه المؤسسة العسكرية. 
- تعرّض كل من الإعلامية ليال الاختيار لحملة تحريض وتهديد بالقتل بسبب تغريدة، والصحافي قاسم قصير لحملة تخوين وتحريض وشتم على خلفية مقابلة تلفزيونية عبّر فيها عن ملاحظات عن أداء "حزب الله".
 
شهر شباط 2021:
- اغتيال الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم.
- استدعاء الإعلامية ديما صادق على خلفية حلقة من برنامجها "حكي صادق" على قناة "إم تي في" اتّهمت فيها "حزب الله" بقتل سليم، وتوقيف بثّ القناة عن الضاحية الجنوبية ومناطق في البقاع والجنوب بعد 3 أيام على الحلقة 
- اعتدى صاحب فندق على طاقم قناة "أل بي سي آي" الذي ضمّ المراسلة بيرلا نجار والمصوّر بيار يوسف بالضرب والشتم خلال تصوير المخالفين لقرار الإغلاق في كفرذبيان.
- تعرَّض الصحافي هادي الأمين للتهديد على خلفية عمله الاستقصائي.
-الادعاء على الإعلامي في قناة "سكاي نيوز" عربية نديم قطيش بتهمة "التحريض على التقاتل وإثارة النعرات الطائفية والاستعانة بدول خارجية لتجويع اللبنانيين".
 
شهر آذار 2021:
- اعتداء متظاهرين على المراسلَين غدي بو موسى وربيع شنطف والمصوّر محمد بربر أثناء تغطيتهم تظاهرة في منطقة الرينغ.
 
شهر نيسان 2021:
- اعتداء مناصِري القاضيين غسان عويدات وغادة عون على مصوّر صحيفة "النهار" مارك فياض ومراسلة قناة "MTV" جويس عقيقي.
- استدعاء الصحافي ميشال قنبور من قبل شعبة المعلومات.
- ادعاء القاضية عون على الإعلامية ديما صادق وقناة "MTV" بتهم إثارة النعرات والإساءة إلى رئيس الجمهورية.
- منع المراسل ربيع شنطف من تغطية مؤتمر صحافي في بيت الوسط.
 
شهر أيار 2021:
- اعتداء شبّان على مراسل قناة "أم تي في" (MTV) شربل سعادة والمصوّر رواد جرمانوس في الذوق أثناء مشادات رافقت مسيرات مواطنين سوريين مؤيدين للرئيس السوري بشار الأسد.
- إخبار بحقّ الصحافية حنين غدّار أمام النيابة العامة العسكرية بجرم "التواصل مع العدو".
 
شهر حزيران 2021:
- اعتداء على الصحافي رامي نعيم بسبب مواقفه السياسية.
- تعرض كلّ من الصحافي محمد شبلاق للضرب على أيدي عناصر أمن سفارة فلسطين في بيروت، والمصوّر رمزي الحاج على أيدي عدد من الشبان على طريق المطار، والصحافي محمود رضا علي يد مُرافق أحد السياسيّين في وسط بيروت، أثناء عملهم وتغطيتهم الصحافية.
- احتجاز الصحافيَّين ماثيو كيناستون وستيلا ماينير على طريق المطار من قبل عناصر لـ"حزب الله".
- شكوى بحقّ الإعلاميَّين رياض قبيسي وهادي الأمين بسبب حلقة من برنامج "يسقط حكم الفاسد" من قبل الوزيرَين السابقَين جبران باسيل وندى البستاني.
 
شهر تموز 2021:
- اعتداء القوى الأمنية على مراسل تلفزيون "الثورة" خلدون جابر ومصوّر صحيفة "النهار" حسام شبارو بالقنابل المسيّلة للدموع، ومصوّر قناة "MTV" فادي سكاف ومصوّر صحيفة "نداء الوطن" فضل عيتاني بالحجارة. كما اعتدت بالضرب والدفع على مصوّر موقع "النشرة" محمد سلمان ومصوّر تلفزيون "الجديد" سلام يونس أمام منزل وزير الداخلية محمّد فهمي
- اعتداء عناصر من فوج إطفاء بيروت بالضرب والدفع على كُلّ من مراسل قناة "LBCI" صلاح فتوح، المصوّر حسام شبارو، مصوّر موقع "المدن" الإلكتروني مصطفى جمال الدين، المصوّر فضل عيتاني، مصوّر وكالة "أسوشيتد برس" (AP) بلال حسين ومصوّر الوكالة الصينية بلال جويش، في منطقة الكرنتينا.
- استدعاء الصحافي فراس الشوفي بسبب مقابلة تلفزيونية.
- دعوى بحق أصحاب ومشغّلي ثلاثة مواقع إلكترونية بجرم القدح والذمّ والافتراء.
 
شهر آب 2021:
- طعْن الصحافي حسن بيضون بسكّين في سوق بنت جبيل.
- اعتداء عناصر من حرس مجلس النواب على مصوّر صحيفة "النهار" حسام شبارو ومصوّر صحيفة "العربي الجديد" حسين بيضون والمصوّر زكريا جابر بالضرب بالعصي.
- اعتداء من قبل شبّان على مراسل قناة "المنار" علي شبيب والمصوّر حسن شعيب أمام إحدى محطات البنزين.
- تعرّض مراسلة قناة "الجديد" ليال سعد للاعتداء اللفظي والتهجّم من قِبل ضابط في قصر بعبدا بسبب عدم استخدامها عبارة "فخامة الرئيس" عند الإشارة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون 
- تعرّض الصحافية يمنى فواز لحملة تحريض وتهديد وشتم بسبب تغريدة انتقدت فيها رئيس الجمهورية ميشال عون.
 
شهر أيلول 2021:
- تحطيم شاب زجاج سيارة الإعلامي في قناة "الجديد" رياض قبيسي أثناء تصويره إغلاق الأوتوستراد الساحلي بالسيارات أمام محطة وقود في الجيّة.
- تعرُّض كلّ من الإعلامية سمر أبو خليل لحملة تحريض بسبب تغريدة مؤيدة لعودة العلاقات بين الحكومتين اللبنانية والسورية. 
-التعرّض للصحافية سوسن مهنّا بسبب تقرير صحافي عن قياديّ في "حزب الله".
- منْع مراسلة قناة "الجديد" ليال سعد من دخول قصر بعبدا لتغطية نشاطات رئيس الجمهورية ميشال عون.
 
شهر تشرين الأول 2021:
- اعتداء مناصري حركة "أمل" على طاقمَي قناة "MTV" وقناة "العربية - الحدث"، أثناء تغطيتهما إطلاق النار في منطقة الطيونة.
- اعتداء أهالي أحد ضحايا مواجهات الطيونة على طاقم قناة "LBCI" في مستشفى الساحل.
- توقيف الصحافي مهدي كريّم إثر شكوى من "بلوم بنك" بعد إشكال حصل بينه وبين مديرة البنك، أثناء احتجاجه في البنك للحصول على حقّه كأحد المودعين.
- اقتحام مجموعة مؤيدة للرئيس عون مكاتب جريدة "الشرق" بسبب انتقادها الساخر لرئيس الجمهورية.
- تعرَّض موقع "الوكالة الوطنية" للقرصنة من قِبل مجهولين.
 
شهر تشرين الثاني 2021:
- توقيف الصحافية الأميركية، الفلسطينية الأصل، ندى الحمصي.
- صدور حكم غيابي من المحكمة العسكرية يقضي بسجن الصحافي في جريدة "الأخبار" رضوان مرتضى سنة وشهراً بجرم "تحقير المؤسسة العسكرية".
- إخبار ضدّ الإعلامي مارسيل غانم وقناة "MTV" بتهمة التحريض على التطبيع.






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم