الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنان والهجرة... الاغتراب ينقذ البلاد أم يفاقم الأزمات؟

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
Bookmark
مشهد لبناني. (تعبيرية).
مشهد لبناني. (تعبيرية).
A+ A-
عند اندلاع ثورة تشرين، لم يكن قد مضى على زواج الشابة المهندسة هند عرداتي (28 سنة) شهراً، فأصرّت على العودة من جدّة لتشارك في تظاهرات مدينتها طرابلس، التي لقّبت بـ"عروس الثورة"، وكان الظنّ "أنّ معجزات ستتحقّق"، قبل أن تجبرها ظروف العمل والزواج على العودة إلى السعودية؛ ومنذ ذلك الوقت لم تَزُر لبنان مجدّداً؛ "لقد نجونا" تقول.وتؤكّد الشابة المغتربة أنّ المال ليس حافزها الأهمّ إنّما "نظام المعيشة، وحقوق الإنسان الّتي انقرضت تقريباّ في لبنان. يظنّ كثيرون أنّ مغتربي الخليج يتنعّمون بمال وافر، وهذا تفكير خطأ؛ فالمعاشات تراجعت، لكن أسلوب الحياة هو ما يصنع الفارق".وتقول عرداتي إنّها باتت لا تفكر في انقطاع الكهرباء، والمياه، والإنترنت، وفوضى السّير، والوضع الأمني، وكلّ التفاصيل التي "حرم منها المواطن اللبنانيّ فصارت حياته جحيماً"، مستغربة أن تحبّ المعيشة في السعوديّة إلى هذا الحدّ، فيما كانت تعيش بأسلوب حياة ليبرالي في وطنها الأم.وهنا تستدرك "استغربت أنّ المعاكسات في الشّارع يجرّم عليها القانون في السعودية، وهي شكل من أشكال التحرش بالنساء. أستبعد أن يصبح للقانون في لبنان هيبة يوماً ما".يوافقها عنصر في قوى الأمن الداخلي، يمتلك أحد المقاهي الفنية عند مدخل طرابلس الجنوبي، حيث يتردّد شبابٌ من محبّي القهوة والطرب وعزف العود و"الثورة". ففي بداية هذا الشهر، عرض الشاب المقهى للبيع على صفحته في "فايسبوك"، والسبب هو السفر.وعند سؤاله عن وجهته، يُجيب: "معاشي لا يساوي قروشاً، وكثيرون من زملائي فرّوا من الخدمة، لأنّ التسريح ممنوع. أحاول أن أهاجر إلى كندا، ولكن حظوظي ما تزال ضئيلة على خلفيّة عملي. أعلنت أنني مسافر لأنني استسلمت وقرفت. حتّى المقهى لا أقصده إلا نادراً".بالأرقام: هجرة متناميةليس من الصعوبة ملاحظة تسارع هجرة الشباب اللبنانيّ منذ بدء العد العكسيّ للأزمة في أواخر العام 2019، ولو لم يكشف عن أرقام تبرز مؤشّرات كميّة؛ فالهجرة تشكّل حلماً للّبنانيين.وتشير أرقام "الدولية للمعلومات"إلى أنّه عند فتح مطار بيروت في تموز 2020، كان متوسّط عدد المسافرين 3100. أمّا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم