الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

النهائية والكيانية في فكر موسى الصدر: الإمام الأبيض للزمن الأسود

المصدر: "النهار"
Bookmark
الإمام موسى الصدر.
الإمام موسى الصدر.
A+ A-
جورج كلّاس* أبلغ كلام وأدق وصف يليق بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، أنه رجل إيمان لكل إنسان طيب ابن أخلاقه، وليس هو رجل دين لجماعة لبنانية دون غيرها، رغم ما له من مؤيّدين ومريدين ومقلدين وأتباع عند الشيعة. وهذه أبرزُ علاماته الروحية والعلائقية المائزة التي جعلته إماماً مقدّراً ومحبوباً وداعية سلام ووئام وملهماً للعقول على الخير، وركيزة قيادية استقطابية التقى على احترامها المسيحيون والمسلمون، لأنهم وجدوا في شخصيته الهدوء الفكري والروية الكلامية التي تتنخل الألفاظ وتختار المصطلحات وتنتقي المعاني باحترافية العارف بأسرارية معاني المفردات ودلالات الكلام وفلسفة توظيف كل كلمة في المطرح المناسب.وأصعب ما كان يعترض عمليات الإنقاذ والإغاثة والحماية التي نذر نفسه للقيام بها ميدانياً في زمن الحرب على لبنان، هو التشظي الدائم للأحداث وسعيه لإخماد الفتنة الطائفية بكل أشكالها وفنونها ومندرجتاها، في بيئة هشّة متنوّعة التكوين المجتمعي والديني والعقيدي وواسعة التوزع ديموغرافياً. ويتوسع التمييز بين رجل الإيمان ورجل الدين، بأن الإمام الصدر نشر بعمقيات فكره الانفتاحي ثقافة العيش التعاضدي والسلامي بين اللبنانيين، وعكس بسلوكياته الهادئة فحوى إيمانه الروحي السميح ومنطقه الحواري العقلي، الذي انطبعت به مرحلة "الإمامية الصدرية" ببعدها اللبناني والتلاقوي والتفاهمي المرتكز على أسس التعاطي الأفقي بين المكوِّنات المجتمعية اللبنانية، انطلاقاً من مبدأ التكاملية، حيث لكل جماعة موقعها ومكانتها وخصوصياتها الكيانية في الواقع اللبناني، وعليها أن تتحمّل مسؤوليتها بحماية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم