السبت - 04 أيار 2024

إعلان

إنجاز جديد للبنان...البروفيسور سامي ريشا أوّل طبيب نفسي في الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا

المصدر: "النهار"
رنا حيدر
رنا حيدر
البروفيسور سامي ريشا.
البروفيسور سامي ريشا.
A+ A-
لا تخلو سيرة لبنانيي الاغتراب من الإنجازات التي يُحقّقونها في كلّ فترة، ويصرّون أينما حلّوا على رفع اسم لبنان عالياً بين الأمم. البروفيسور سامي ريشا، رئيس قسم الطب النفسي في الجامعة اليسوعية، يدخل حديثاً إلى قائمة المغتربين الذين يرفعون من قيمة لبنان الثقافية والحضارية بانضمامه إلى الأكاديمية الوطنية للطب في فرنسا (ANM)، ليكون بدوره أوّل طبيب نفسيّ في المؤسّسة.

وفي حديث لـ"النهار"، يُعرب ريشا عن سعادته بهذا الدور الجديد، مؤكداً أنّه أول طبيب نفسي ينضمّ إلى الأكاديمية، لكنّه ليس الطبيب اللبناني الوحيد فيها؛ فالأكاديمية تضمّ العديد من اللبنانيين. لكن ريشا انتُخب بالإجماع عضواً مراسلاً للأكاديمية الوطنية ضمن قسم "الطب والمجتمع"، وهي التي تعدّ أبرز هيئة للأطباء في فرنسا، وقد تأسّست في العام 1820.
 
سيتركّز دور ريشا على المشاركة في الاجتماعات الأسبوعية، والإجابة عن تساؤلات تطرحها الحكومة الفرنسية، ووزارة الصحّة، أو حتى المجتمع الفرنسيّ، وتوفير اقتراحات طبيّة لها. ويشير إلى أنّ الأكاديمية تناقش جميع المسائل الطبية التي تشغل الرأي العام، ومن أبرزها: القتل الرحيم، الانتحار، أو حتى نقص الأدوية في فرنسا، فضلاً عن تولّيها إجراء دراسات طبية تتناول أساليب الطب الحديثة والمؤتمرات العلميّة.

وتعقيباً على سؤال عن العوامل التي ساهمت في انتخابه عضواً، يؤكد ريشا أنّ الجذور اللبنانية هي التي أدّت دوراً أساسياً في عملية انتخابه، إذ إنّ الفرنسيين يؤمنون بقدرات الطبيب اللبناني، فضلاَ عن مشاركته في نشاطات كثيرة مع الفرنسيين، أكانت من خلال كلية الطب في الجامعة اليسوعية، أم عبر مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس"، "حيث نحرص على نقل رسالة وثقافة الطبّ الفرنسي إلى مستشفياتنا، وسأسعى إلى الحفاظ عليها وعلى الإنسانية التي يتجلّى بها إرث الثقافة الفرنسيّة".

لكن مهمة الحفاظ على هذا الإرث الإنساني يواجه تحدّيات عدّة، برأي ريشا، الذي يشدّد "على العمل المتواصل لنشره عبر البلاد الفرنكوفونية، وأوّلها لبنان"، مشيراً إلى "تعزيز هذه الخطوات عبر دعوة الأطباء اللبنانيين لإلقاء محاضرات ودروس لطلابنا، فضلاً عن إرسالهم إلى فرنسا للتخصّص شرط عودتهم المضمونة إلى لبنان"، لافتاً إلى أنّ "الطالب اللبناني ينجذب إلى الخارج، ويترك لبنان يتيماً مجرّداً من المواهب الطبية؛ لذلك هدفنا أن نتعلّم لإغناء بلدنا لا لمغادرته".


هل سيؤثر هذا المنصب على قسم الطب النفسي في لبنان؟
يرى ريشا أن "هذا المنصب سيطور قسم الطب النفسي في مستشفى "أوتيل ديو" والجامعة اليسوعية، وذلك من خلال الاستعانة بأطباء فرنسيين، وتطبيق المعايير الإنسانية والطبية"، معتبراً أنّ "الطب النفسي في لبنان متطوّر، خصوصاً من ناحية الأطباء وشهاداتهم، وصولاً إلى معرفتهم في الطبّ النفسي، إنما العقبة الأبرز تتجلى بالمعضلات المادية التي لا تسمح بإدخال المرضى إلى المستشفيات أو حتى متابعة علاجاتهم".


جدير بالذكر أن ريشا أسس أكاديمية فرنكوفونية للمصابين بأمراض نفسية، وتولى سابقاً رئاسة الأكاديمية اللبنانية لطب النفس، ونشر نحو 150 مقالاً علمياً في أبرز المجلات المتخصصة. وهو كاتب فرنكوفوني، وقد أصدر حتى الآن روايتين هما: Trois dont un de plus ("ثلاثةٌ...أحدُهم زائدٌ عن اللزوم") و Le monde ne vas pas si mal ("حال العالم ليست بهذا السوء"). وسيصدر كتاب آخر له في فرنسا ولبنان في تشرين الأول المقبل، وسيكون بعنوان "12 حالة سريرية في أخلاقيات الطب النفسي"، يتطرّق فيه إلى مناقشة حالات مرضيّة معيّنة مع التركيز على أهمية احترام المريض وخصوصيّته وحقوقه، والحفاظ على مبادئ الطبيب الأخلاقية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم