الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

الإمام موسى الصدر... كاريزما الشخصية الاستلهامية

المصدر: "النهار"
Bookmark
الإمام موسى الصدر.
الإمام موسى الصدر.
A+ A-
جورج كلّاس* لا يمكن مقاربة "مفهوم الكيانية" في فكر الإمام موسى الصدر، من دون تناوله على ضوء ومنطق "مفهوم النهائية"، التي انمازت بها مواقفه وطبعت شخصيته الكاريزمية الاستلهامية بسماتٍ مائزة، لا تزال حتى اليوم مدارَ أيِّ كلامٍ في الحوار والتلاقي والوطنيات والولاء والانتماء والالتزام. و أبلغ كلام وأدق وصف يليق بقامة الإمام موسى الصدر في ذكرى تغييبه، أنه رجل إيمان لكل إنسان طيّب وابن أخلاقه، وأبعد من أن يوصف بأنه رجل دين لجماعة لبنانية دون غيرها، رغم ما له من مؤيّدين ومريدين ومقلدين وأتباع عند الشيعة، ومحبّين عند الجماعات اللبنانية والمسيحيين خصوصاً، لكونهم أكثر الطوائف انتشاراً وتوزُّعاً ديموغرافياً وتفاعلاً مع البيئة الشيعية. وهذه أبرزُ علاماته الروحية والعلائقية المائزة، التي جعلته إماماً مقدّراً ومحبوباً وداعيةَ سلام ووئام وملهمَ العقول على الخير، وركيزةً قياديةً استقطابيةً التقى على احترامها المسيحيون والمسلمون، لأنهم وجدوا في شخصيته الهدوء الفكري والروية الكلامية، التي تتنخل الألفاظ وتختار المصطلحات وتنتقي المعاني باحترافية العارف بأسرارية معنى المفردات ودلالات الكلام وفلسفة توظيف كل كلمة وصقلها وإنزالها في المطرح المناسب، الأقربِ للفهم.وأصعب ما كان يعترض عمليات الإنقاذ والإغاثة والحماية التي نذر نفسه للقيام بها ميدانياً في زمن الحرب على لبنان، هو التشظي الدائم للأحداث وسعيه لإخماد الفتنة الطائفية بكل أشكالها وفنونها ومندرجاتها، في بيئة هشة متنوعة التكوين المجتمعي والديني والعقيدي، ومتناقضة العقائد والانتماءات الحزبية، وواسعة التوزع ديموغرافياً، بامتداداته داخل لبنان وصولاً الى بلاد الاغتراب. وأتوسع بالتمييز بين (رجل الإيمان) و(رجل الدين)، لأقولَ إن الإمام الصدر نشر بعمقيات فكره الانفتاحي ثقافةَ العيش التعاضدي والسلامي بين اللبنانيين، وعكس بسلوكياته الهادئة فحوى إيمانه الروحي السميح ومنطقه الحواري العقلي، الذي انطبعت به مرحلة (الإمامية الصدرية) ببعدها اللبناني والتلاقوي والتفاهمي، المرتكز على أسس التعاطي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم