السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لبنان على موعد مع "Spacefest": تسلّق الصخور يضع تنّورين على الخريطة العالميّة

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
متسلق الصخور جاد عيسى خلال مغامرة في تنورين (إنستغرام).
متسلق الصخور جاد عيسى خلال مغامرة في تنورين (إنستغرام).
A+ A-
عرضٌ استثنائيٌّ لقوة الإرادة وتحدّي الجاذبيّة. هكذا يمكن وصف تسلّق الصخور في بلدة تنورين. رياضة مشوّقة وجدت في هذه البقعة من لبنان الظروف الملائمة لتعزيز حضورها في المشهد الرياضيّ اللبنانيّ.
 
تستقبل بلدة تنورين، بجبالها الشاهقة ومناظرها الخلابة، النسخة الثالثة من الحدث الرياضيّ "Spacefest" الذي بات ملازماً للبلدة الشمالية، ومحطّة صيفيّة ينتظرها عشّاق رياضة تسلّق الصخور. ثلاثة أيام من الحماسة، يجتمع خلالها متسلّقون محترفون من بلدان عدّة، تُحرّكهم روح المنافسة وحبّ المغامرة، ليخوضوا غمار الحدث.
 
 
ليس تسلّق الصخور غريباً عن النسيج الاجتماعي "التنوريّ" ولا عن ذاكرة أبنائها الجماعية. كنائسها وصوامع نسّاكها تشهد وتروي فصولاً من الاضطهاد الذي كان كلّما استفحل دفع بالرهبان والسكّان إلى اتّخاذ الجبال حصوناً.
 
في الليتورجيا المارونية، ثمّة ترنيمة تستمدّ مطلعها من سفر نشيد الأناشيد، الثاني والعشرين من أسفار العهد القديم في الكتاب المقدّس، وتتغنّى بأودية لبنان و"وكر النسر الشاهق". هذا الوكر سكنه الأجداد في جبال تنورين، وها هو الجيل الجديد اليوم يعود إليه.
 
 
تجربة التحدّي الشخصيّ
يجمع التسلّق بين القوة الجسدية والتحدّي العقلي؛ وتُتيح جبال تنورين، خلال مهرجان "Spacefest"، تجربة مثيرة وممتعة تُقدّم للمغامرين فرصة للتغلّب على التضاريس الصعبة والوصول إلى القمم المهيبة. فهذه الرياضة طريقة مثاليّة لاكتشاف الطبيعة وتجربة التحدّي الشخصيّ.
 
يُحدّد متسلّق الصخور المحترف جاد عيسى، الشريك المؤسّس لـ"Climber Space" مع شقيقيه جورج والياس - والتي تُنظّم الحدث الرياضيّ - ثلاثة أهداف لـ"Spacefest" الذي يُقام للمرّة الثانية في تنورين، بعد تجربة ناجحة في مصر خلالهما، تتمثّل بـ"خلق مساحة للتعارف وتبادل الخبرات بين روّاد التسلّق في لبنان، وتعزيز مواقع التسلّق في منطقة تنورين، ودعم أصحاب المشاريع المحلّية والمساعدة تالياً في تنمية المنطقة ووضعها على خريطة السياحة البيئية".
 
 
اجتمع هذا العام في تنورين، متسلّقون محترفون من بلدان عدّة، أبرزها الأردن، الإمارات، المكسيك وفرنسا. يجمعهم لبنان، بطبيعته التي يطغى سحرها على الأزمات، ليقول للعالم إنّ شعبه عصيّ على الخوف واليأس والاستسلام.
 
"طبيعة لبنان، وتنورين على وجه التحديد، غير موجودة في الشرق الأوسط"، يؤكّد جاد في حديث لـ"النهار". يشرح أنّ فكرة الحدث نضجت حتّى باتت تنورين قادرة من خلاله على استقطاب نحو 250 مشتركاً هذا العام، في الأيام الثلاثة التي يمتدّ خلالها، 11، 12 و13 آب، فيما فرض الإقبال من جمهور الرياضة المثيرة إبقاء الأبواب مفتوحة للمشاركة.
 
"بلد فريد"
تُشكّل منطقة تنورين التحتا المكان الأمثل في لبنان للمتسلّقين المحترفين والمبتدئين برأي المستلّق جورج عيسى، الذي يُشارك شقيقه عشق البلدة، لأسباب عديدة، أهمّها الموقع الجغرافي، التضاريس ونوعيّة الصخر المثالية - تنوّع تركيباته وأشكاله - المناخ الجيّد والطقس المعتدل، إلى جانب المناظر الخلابة وقربها من محمية أرز تنورين الطبيعية وبالوع بلعا والأديار القديمة.
 
 
حين يحلّ المساء، يتحلّق المتسلّقون حول النار، على مجرى نهر الجوز، في بقعة هادئة تشكّلت من أجلهم، سُمّيت "Paul's Haven" وباتت محطّة ثابتة تجمع المشاركين في نهاية اليوم الحافل، وتُتيح لهم فرصة التخييم في الطبيعة، بين الأشجار وتحت النجوم، بعيداً عن ضوضاء المدينة. أحاديث طريفة، موسيقى حيّة، نار تشيع الدفء في المكان، وصوت النهر يكسر الصمت، تجربة مثالية تضمنها تنورين.
 
يُشير جورج في حديثه لـ"النهار" إلى أنّ "تنورين هي أكثر المواقع في لبنان تطوّراً لجهة رياضة التسلّق، ولعلّها الأشدّ قدرةً على بلوغ مستقبل عالميّ مزدهر يتخطّى المشهد الرياضيّ المحلّيّ".
 
 
 "ثمّة ما يستحقّ النظر إليه في لبنان"، يقول، ويتّفق مع شقيقيه جاد والياس على أنّ "لبنان يضمّ طبيعة وقصص شعب لا نعرف قيمتها". أحياناً نستخفّ بقصص الشعوب وإمكانياتها، ونعتبرها من المسلّمات. "لبنان بلد فريد"، يقول جاد للشباب، "احزموا حقائبكم واستكشفوه!".
 
Instagram: @charbel.becassini
Twitter: @Becassini
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم