الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

Karam Wines اللبناني يفوز بأفضل كرم عنب في آسيا... جائزة أمل رغم الصعاب

المصدر: النهار
فرح نصور
عائلة حبيب كرم المنتجة للنبيذ
عائلة حبيب كرم المنتجة للنبيذ
A+ A-
في عزّ الأزمة المستفحِلة في لبنان، يظهر إنجاز ثقافي صناعي سياحي يرفع اسم لبنان عالياً. قصة الفوز هذه، ليست فقط مدعاة فخر بلبنان وأبنائه فقط، إنّما أيضاً، ضوء وأمل وإيجابية في هذه الظروف. 
 
"أفضل كرم عنب في آسيا"، هي الجائزة التي فازت بها  خمارة كرم اللبنانية "Karam Wines"، لصاحبها الكابتن حبيب كرم، إلى جانب جائزة أخرى صنّفت الخمارة في المرتبة الـ 14 من بين أفضل 50 خمارة عالمية كبرى، في مسابقة نافس فيها كرم أسماء خمارات كبيرة في عالم النبيذ وإنتاجه. 

"لم أكن أتوقّع أن أفوز بهاتين الجائزتين، لكن كنت أتوقّع أن أبرز في المسابقة وأن أصل إلى مراكز متقدّمة"، هذا ما يؤكّده حبيب كرم في حديث لـ "النهار". 
 
لا يخفي كرم فرحته، "هذه الجائزة تميّزنا بشكل كبير عن غيرنا، وليست سهلة المنال، وأحياناً لا أصدق أنّنا فزنا بها، فهي جائزة لمسابقة عالمية يصوّت فيها حوالي 400 خبير بالنبيذ والكروم من حول العالم". 
 
ودخلت خمارة كرم  منذ ستة أشهر في المسابقة التي أقامتها World’s Best Vineyards المتخصص بتصنيف أفضل وجهات سياحة النبيذ في العالم. وطيلة هذه الفترة، كان المتبارون يمرّون بتصفيات، إلى أن وصلت خمارة كرم أمس إلى نيل الجائزة، "وجدنا نفسنا في منافسة أسماء كبرى والأمر ليس سهلاً أبداً". 
 
 
 
ويرى كرم في هذه الجائزة، أنّ "أهمّ ما فيها وفي بيعنا لنبيذنا، هو تسويق لبنان كبلد منتج للنبيذ، وكانت هذه مهمتي الأساسية من لحظة دخولي عالم إنتاج النبيذ، وهذه الجائزة شكّلت صدمة إيجابية جميلة جداً في هذا الإطار، وجعلت الدول عالمياً تفكّر بلبنان كبلد منتج للنبيذ". ويشير إلى أنّ "نحن في خمارة كرم، لا نبيع النبيذ كمشروب سائل، إنّما الأرض التي نزرع فيها، وهي أرض غنية، وهذا أمر فائق الأهمية بالنسبة إلي".
 
ويستشهد كرم بتقرير أعدّته مجلة International Wine Challenge بالتعاون مع مؤشر Canopy لمنتجي النبيذ في العالم، بعنوان "الدرس الكبير من لبنان" حيث تمت محاورة 5 منتجي نبيذ في لبنان، من بينهم كرم.
 
ويقول كرم أنّ :"لا يمكن أن أزايد على ما استنبطه التقرير بسؤاله: ما الذي يمكن أن نتعلمه من نجاح البلد المضطرب؟ والذي خلُص إلى أنّ رغم كل الأزمات، ورغم شبه الانهيار الذي يعيشه اللبنانيون، هناك شيء يمكن نتعلّمه منهم، وهذا بحدّ ذاته مدعاة فخر كبير لنا".
 
ويتابع كرم أنّ خلاصة التقرير هذا هي تأكيد على شيء أساسي، وهو أنّ "رأس المال المادي وحده لا يكفي، إنّما رأس المال البشري والطاقات والتفكير الصائب والمعرفة هي الأساس، ولبنان معروف بإبداعه في مجالات عديدة من جراء رأس ماله البشري".
 
فوز كرم بهذه الجائزة لم يأتِ في ظروف عادية. ورغم التحديات والصعوبات الكبرى التي مرّ بها، كما غيره من اللبنانيين خلال هذين العامين، "لم تكن فكرة التنازل عن نوعية وجودة النبيذ واردة، إذ أفضّل ألّا أنتج النبيذ على أن أنتجه بجودة رديئة"، يوضح كرم. 
 
ويذكر أنّ تحديات إنتاج النبيذ في هذه الأزمة  تكمن في نقص الوقود الذي يحول دون تشغيل الآلات اللازمة للزراعة، إلى جانب النقص في اليد العاملة لزراعة الكروم وحصادها، فضلاً عن انقطاع الكهرباء الذي فرض أوقاتاً معيّنة وصعبة لقطف العنب. وأكبر التحديات تجلّى بمنع التحويلات الخارجية لاستيراد مستلزمات الإنتاج والتغليف وغيرها من المستلزمات. 
 
لذلك، لم يكن الفوز بهذه الجائزة سهلاً فقط لناحية منافسة خمارات كبرى، إنّما القيمة الكبرى كانت بالتحليق دولياً رغم الأزمة الصعبة والتحديات كافة. 
وقد ساهمت عائلة كرم كلّها بهذا النجاح، لا سيما ابنته ثريا التي "أشكرها بشكل خاص"، فهي المديرة الإدارية في خمارة كرم، وابنه جان مهندس نبيذ في مدينة بوردو، لذلك يشدّد كرم على أنّ "هذا النجاح لهم جميعاً ولجميع العاملين في كرومنا". 

والجدير بالذكر أنّ خمارة كرم قد فازت بجوائز عديدة سابقاً، أبرزها جائزة Special Prize Sommeliers في مدينة بوردو الفرنسية والتي تفرّدت بها الخمارة في لبنان، حيث اختير نبيذ كرم الأبيض من بين حوالي 25 ألف صنف نبيذ آخر من بين الدول المطلّة على البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، عام 2015.
 
وتأسّست خمارة كرم عام 2002 في مسقط رأس حبيب كرم في جزين - جنوب لبنان، ليكون أوّل مَن زرع عنب النبيذ في الجنوب، ومصنعه اليوم هو مصنع النبيذ الوحيد الموجود في هذه المنطقة من لبنان.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم