مرج بسري يعود إلى الواجهة... اتّهامات متبادلة بين تحويله مخيّماً للنازحين ومحاولة إحياء "السدّ"
20-10-2021 | 20:31
المصدر: "النهار"
عاد مرج بسري إلى الواجهة مع نشر وزير المهجّرين السابق غسان عطاالله صوراً لكتاب وجّهه الأمن العام إلى النيابة العامّة التمييزية في لبنان، أفاد من خلاله بأنّ "الأراضي المخصّصة لبناء سدّ بسري، والتي استملكتها الدولة اللبنانية بواسطة مجلس الإنماء والأعمار تحتوي على حوالى 20 غرفة زراعية يقيم فيها 130 شخصاً سورياً يعملون في زراعة الأراضي المستملكة لحسابهم الشخصيّ، ويقومون بالاستفادة منها من دون حسيب أو رقيب، كما يستفيدون من التيّار الكهربائي بطريقة غير شرعية، إضافة إلى قطع الاشجار".
الأمن العام أشار كذلك إلى أنّ "عدداً من السوريين كان يعمل في الأراضي نفسها لدى أصحابها السابقين، ويملكون سيارات ودراجات نارية غير قانونية، يتنقّلون بها من منطقة الى أخرى، كما أنّ العدد الأكبر منهم إقامتهم منتهية الصلاحية، وأنّ هناك قلقاً وتخوّفاً لدى أهالي المنطقة من أن يصبح وجودهم أمراً واقعاً، فيتحوّل السدُّ مخيّماً للاجئين، خاصة أنّ مفوضية اللاجئين وعدداً كبيراً من الجمعيات تقدّم لهم مساعدات مادية وحصصاً غذائية. مع الإشارة إلى أنّه منذ فترة قامت قوّة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بهدم ثلاث غرف جديدة بإشارة من القضاء".
محاولة لإحياء مشروع السدّ
عضو الحملة الوطنية للحفاظ على مرج بسري عبد الله صبّاغ، اعتبر ما يجري اليوم موجّه من قبل أحزاب السلطة في "محاولة لفتح باب لإدخال المال إلى جيوبها من خلال إعادة إحياء المشروع، رافضاً تحجيم القضية بوجود سوري في أرض للدولة"، مؤكّداً أنّ "السوريين كانوا موجودين هناك قبل إنشاء السدّ بعدد أكبر، حيث كانوا مزارعين في المرج، وهم يعرفون المنطقة أكثر من أصحاب الأراضي، وعندما بدأ العمل من أجل السدّ انخفض عددهم، وأكثر من 75 في المئة من الذين بقوا هناك هم من العاملين عند أصحاب الأراضي الذين عاودوا استملاكها من البلديات لإحياء الزراعة".
كما رفض صبّاغ الدخول في "زواريب العنصرية"، وعمّا إذا كانت الحملة الوطنية مع بقاء السوريين في مرج بسري، أجاب: "هم عمّال في الأراضي ليس أكثر". وعن قطعهم الأشجار كما ورد في كتاب الأمن العام، قال "لا أحد يمكنه القيام بذلك إن لم يكن مغطى سياسياً، مع العلم أنّهم يستخدمون أشجاراً مقطوعة سابقاً للتدفئة".
"قرطة كذّابين"
من جانبه، شنّ الوزير السابق عطاالله هجوماً عنيفاً على رافضي مشروع سدّ بسري وقال: "تحدّثنا عن موضوع السوريين منذ المظاهرة الأولى لـ"قرطة الكذّابين" الذين بدأوا العزف على الغيتار وإشعال النيران وإخبار الناس بأنّهم يخافون على البيئة، حينها قلنا أنّهم كاذبون وهناك سياسيون أكذب منهم، فعندما لم يعد هناك وظائف واستملاكات، لم يعد يعنيهم إن شرب الناس أم لم يشربوا، جمعوا المال من خلال الاستملاكات والتوظيفات، في حين أنّ الفريق الآخر أي المجتمع المدني هم في الحقيقة مضرّون بالمجتمع، وعندما وجد أفراده انّ المجتمع الدولي توقف عن تمويل السدّ، ولم يعد هناك تصوير غادروا المرج، ليمتلئ بالنازحين السوريين، ما دفعنا الى التحذير من ذلك في شهر شباط الماضي، بأنّ المنطقة تحوّلت الى مخيّم، لنكتشف أنّ البلديات تقوم بتأجير الأراضي المستملكة، رفعنا الصوت من دون أن نلقى آذاناً صاغية، إلى حين اندلاع الحريق الكبير قبل شهر من دون أن نرى أيّاً من أفراد المجتمع المدني يتباكون على الطبيعة".
شكر لـ"الزعران"
وأضاف عطاالله "أخيراً تحرّكت النيابة العامة من خلال كتاب الأمن العام، الذي اكتشف أنّ الحريق مفتعل من قبل الموجودين في المرج، كما اكتشف أنّ هناك وضعاً مريباً في المنطقة، ونحن نتمنّى أن يُحلّ الأمر، ولا نُضطرّ إلى استحداث وزارة لكي يخلوا الأماكن المستملكة من الدولة مقابل بدلات".