الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

‎تجارب نساء محاربات... نايلة تويني: رحلتي لم تكن سهلة ولن أستسلم (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
ايسامار لطيف
ايسامار لطيف
من المؤتمر اليوم خلال كلمة الزميلة نايلة تويني (حسام شبارو).
من المؤتمر اليوم خلال كلمة الزميلة نايلة تويني (حسام شبارو).
A+ A-
يتطلّب دور المرأة في المجتمع الحديث ثقةً بالنفس، وسموّاً في الطموح والأفكار، بالإضافة إلى المبادرة والمواظبة والرغبة الكامنة في العمل والإنجاز والإبداع، ولدينا في لبنان ما يكفي من أمثلة تُرفع لها القبّعة في القيادة وإدارة المؤسّسات، حتّى في الأوقات العصيبة.

وعند الحديث عن النساء المثابرات، لا بدّ من التوقّف عند بعض الأسماء التي تركت بصمات في مجالات شتّى، بدءاً من الصحافة والاقتصاد وصولاً إلى القيادة المجتمعيّة والشراكة في بعض القطاعات، ومن تلك السيّدات الرائدات، اختارت أكاديميّة "Entrepreneurship" المدعومة من "سند"، كلّاً من رئيسة تحرير مجموعة "النهار" نايلة تويني، والخبيرة الاقتصاديّة هازار كراكالا، ورئيسة جمعية السيدات القياديات في لبنان مديحة رسلان، والشريكة في "فيلو فولت كريبتا" أسمهان زين، ليكنَّ المتحدّثات في المؤتمر التكريميّ الذي نظّمته الأكاديميّة اليوم في "Beirut Digital District"، في حين قامت الشابة نور عيتاني بتقديم الحضور الذي كان متنوّعاً، ممّا أغنى النقاش وساهم في تبادل الخبرات والتجارب، وبالتالي تكوين شبكة اتّصال بين الحاضرين هدفها التكاتف والتوحّد لترسيخ دور المرأة في لبنان.
 


من الجزائر والمغرب وصولاً إلى مصر، قامت الأكاديميّة بنشاطات مماثلة ومؤتمرات عدّة، هدفت إلى الإضاءة على بعض النساء اللواتي اخترن شقّ طريقهنّ بأنفسهنّ رغم الظروف الصعبة التي مررن بها... فبين المواجهة والانكسار خيط رفيع، حاكته تلك السيّدات بعناية وخبرة في سبيل النجاح وإثبات الذات.

"في جنازة والدي، وقفت عند الضريح وقلت لنفسي "النهار" بدا تكفّي... المشوار لم ينتهِ هنا"، بهذه الكلمات عبّرت تويني عن رحلتها الشاقّة في إدارة مجموعة "النهار" بعد استشهاد والدها جبران تويني. نايلة الشابة التي لم تخض أيّ تجارب قبل عملها في "النهار" شرحت عن الصعوبات التي واجهتها، والتي حاولت كسرها لأكثر من مرّة منذ عام ٢٠٠٥ حتّى يومنا هذا، إلّا أنّها لم ترضخ لها.

مع صعود تويني لإلقاء كلمتها، ردّد الحضور بصوت خافت: "المهمّة الصعبة"، وبالفعل، فكلمتها كانت خير دليل على ذلك، حيث اختارت التحدّث باللغة العربيّة عوضاً عن الإنكليزية، إذ اعتبرت أنّ "لغتها الأمّ قادرة على إيصال الرسالة بوضوح وبلا مقدّمات". استهلّت تويني حديثها بذكريات أليمة زادتها إصراراً وقوّة، فقالت: "لم تكن الرحلة سهلة، ولكنّني كنت أردّد في نفسي دائماً أنّني لا أحبّ الفشل، وبالتالي لن أسمح للمؤسّسة التي دفعت ثمنها عائلتي بالانهيار، فأكملت الدرب على خطاهم مستعينةً بزملاء قاموا بعمل جبّار وسط ظروف صعبة بهدف إنجاح المؤسسة والحفاظ على استمراريّتها، فليست مهمّة سهلة أن تقوم شابة بتوجيه نصائح أو طلب أمر معيّن ممَّن هم أكبر منها سنّاً، فطالما سمعت عبارة: "هالبنت بدّا تعلّمنا، أكيد رايحين عالمهوار"، ولكن ما حصل لم يكن متوقّعاً، ولم يخطر على بال أحد، فأنا تحوّلت من شابة يافعة إلى امرأة شقّت طريقها على الرغم من كلّ شيء، ببساطة لأنّني أدركت حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، وأهمية لملمة شتات أحزاني والوقوف على قدميّ مجدّداً ليس من أجلي فقط، بل من أجل كلّ من يعمل في مؤسّسة راهنت منذ بدايتها على دور المرأة وأهميتها في المجتمع، وها أنا اليوم أقف بفخر واعتزاز لأقول إنّ الصدفة شاءت أن تكون النساء في مواقع الإدارة بالجريدة، وما أجمل هذه الصدفة لنثبت للعالم قدراتنا، ومن نحن، بعيداً عن العقلية التقليديّة التي لا تزال راسخة لدى الكثيرين".
 
(الصور والفيديو بعدسة الزميل حسام شبارو)
 
 
 
من عالم الصحافة إلى الاقتصاد، أوضحت كراكالا أنّ "دور المرأة لم يعد يقتصر على التواجد في المنزل وحسب، لاسيّما بعد أزمة الرابع من آب وغيرها من الأزمات التي لعبت دوراً إيجابيّاً على صعيد السيّدات اللواتي أصبحن ينافسن الرجال في شتّى القطاعات، خصوصاً في المجالات الحيويّة كالاقتصاد".

"أتساءل أحياناً كيف انتهى يومي وكيف استطعت التوفيق بين كلّ أعمالي؟"، يخطر للمرأة أحياناً أن تمرّ بلحظات ضعف وضياع، فتأسيس عائلة ليس بأمر سهل، ولا حتّى تأسيس اسم وعمل محدّدين، ولكن أحياناً تلعب الثقة بالنفس دوراً لافتاً في هذا الإطار، إضافة إلى وجود عناصر دعم في مقدّمتها العائلة، تقول كراكالا التي رأت أنّ عملها يعطيها الطاقة لتُكمل حياتها وتتقدّم، مشدّدةً على أنّه "لا يحقّ لأيّ جهة أن تقرّر حياة المرأة العاملة مهما كان السبب، لأنّها وحدها القادرة على تحديد مصيرها وإثبات أنّ نظريات البعض حولنا خاطئة وقابلة للتغيير".

أمّا رسلان، فأشارت إلى أنّ جمعية السيدات القياديات في لبنان حاولت دعم صاحبات الأعمال، والمسؤولات في الشركات، من خلال الورشات التدريبية المتعدّدة، والاجتماعات الواعدة مع سيّدات مثلها، على خلق شبكات تواصل جديدة والتعاون مع رجال ونساء أعمال لسدّ فجوات ما في أسلوب أعمالهنّ، تمخّضت عن نتائج واعدة".

كما أكّدت أنّ الجمعية "تؤمن بضرورة تحسين مشاركة المرأة، التي تشكّل نصف المجتمع، وتربّي نصفه الآخر بالحوارات الوطنية لقدرتها على بناء وتشكيل مستقبل إيجابيّ ومنتج وآمن في لبنان، وفي صناعة وطن يحتضن جميع أبنائه، ويشجّعهم على الاستثمار فيه عوضَ الهروب منه".

بدورها، شاركت أسمهان الزين الحضور بخبرتها طويلة في النقل والإمداد قبل أن تبدأ في تأسيس شركتها الخاصّة، حيث لفتت إلى "أنّ دور النساء لا حدود له، ومن تمتلك الطموح لا بدّ من أن تصل إلى وجهتها، حتّى ولو تأخّر الوقت قليلاً أو اعترضها بعض الصعاب، فما هذه التجارب سوى نقاط قوّة وركيزة أساسيّة تُثبت خطاها في ميدان العمل والحياة على حدّ سواء"، كاشفةً أنّ "مسيرتها لم تكن لتنكلّل بالنجاح لولا بعض العراقيل التي اجتازتها بإصرارها وصبرها وإيمانها بنفسها كامرأة بالدرجة الأولى".

ساعات من الوقت كانت كفيلة للتعرّف إلى حكايات واقعية، انبثقت من مجتمع ذكوريّ عانى ولا يزال من بعض الأفكار التقليديّة الرجعيّة حول النساء ومكانتهنّ، إلاّ أنّ بعضهنّ دحضن تلك الهواجس وكسرن النمطيّة السائدة في مجالات عدّة، انعكست إيجاباً على مكانة لبنان واقتصاده، على أمل أن تنعكس هذه التغييرات إيجاباً على القوانين والأنظمة التي تُحدّ من حقوق المرأة وتمثيلها في لبنان أو خارجه.
 
(الصور والفيديو بعدسة الزميل حسام شبارو)

 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم