الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

من تورنتو الى بيروت... مبادرة لبلسمة الألم

المصدر: "النهار""أ ف ب"
كني-جو شمعون
مبادرة لبلسمة الألم من تورنتو إلى بيروت.
مبادرة لبلسمة الألم من تورنتو إلى بيروت.
A+ A-
عندما تتقاعس السلطات المحليّة عن حماية الناس وتأمين الموادّ الحياتيّة لهم، لا تخلو البشرية من ذوي الأيادي البيضاء، الذين يشعرون مع الإنسان المتألّم ويهبّون لمساعدته، متضامنين معه قلباً وروحاً.
 
إحدى عشْرة حاويةَ شحن أبحرت من تورنتو إلى بيروت خلال أحد عشَر أسبوعاً، إثر انفجار الرابع من آب المدمِّر. حملت الحاويات طعاماً وحاجيات للأطفال ووسائل طبّية وكراسيَّ متحرّكة ومعدّات رجال إطفاء بقيمة مليون دولار، في مبادرة من Lebanon Strong تحت شعار "شعب يساعد شعباً". تسلّم الهبات كلّ من "كاريتاس لبنان" ومؤسسة "عامل" الدولية، وجمعيّة "المقاصد الإسلاميّة"، ونادي "الروتاري" في بيروت وفوج إطفاء الكرنتينا.
 
تتحدّث لـ"النهار" عن حملة الإغاثة الإنسانية، دينا باخيت وهمسة دياب فرحات. تشرح باخيت صاحبة شركة شحن Global Logistics Management وعضو مجلس إدارة  Women Helping Empower Women (نساء يساعدن في تمكين نساء)، عن الانطلاقة: "كنت في مركز عملي عندما أخبرني زميل لي عن الانفجار في العاصمة اللبنانية. قرّرت توّاً أن أرسل كارغو إغاثات إلى لبنان. بَدَت العمليّة، جوّاً، مكلفة للغاية فحجزت كونتينر عبر المحيط". تتابع: "سمعنا أنّ فوج الكرنتينا ومستشفيات خسرت كلّ شيء، فبعثنا موادّ غذائيّة وطبّية". ترى باخيت أنّ الجوع لا يميّز بين إنسان وآخر، فتصرّ: "نساعد الجميع". وبما أنّ الجالية كبيرة في كندا، سألت عبر "فايسبوك" عمّن يريد المشاركة في جمع التبرّعات. وتواصلت مع Firefighters Without Borders وFirefighter Bomberos، اللتين زوّدتاها بهبة لرجال الإطفاء، وبمقاعد درّاجة وأسرّة فحوص. وتعبّر عن شكرها لجهود كارل اغيمان وكوري ماك - اوسلاند وشون بروك.
 
طلبت باخيت من همسة دياب فرحات، وهي صاحبة جمعية Taste of the Middle East، وتُقيم كلّ سنة احتفالاً بالشرق الأوسط في تورنتو، أن تتعاونا معاً لإيصال الصوت. انتَقَت السيّدتان اسم الحملة معاً، وباعتا قمصاناً في كندا لتمويل الشحن، وجمعتا المال لشراء طعام وموادّ مدرسيّة. حينها استطاعتا أيضاً مع المتطوّعين إرسال 1570 شنطة مدرسية وبطانيّات ومخدّات، وكذلك ستر وأحذية لمساعدة الأطفال والعائلات.
 
 
حبّ كبير وتعاطف عابر للبحار
 
في الوسط الكندي، ساهم أفراد من جذور مختلفة: لبنانيّون وكنديّون وإيطاليّون وأردنيّون وعراقيّون، في التبرّعات وفي تأمين مصاريف الشحن. لاقوا دعماً من مشاهير ومسؤولين، وخُصّصت ضمن نشرات الأخبار تقارير عن أعمالهم.
 
جميلٌ الإنسان في تعاطفه مع أخيه، حتى لو لم تربطهما صلة دم أو عرق. الصور وحدَها كفيلة بإيضاحِ تباين المواقف بين مَن هم وراء البحار على مسافة آلاف الكيلومترات يبادرون للإغاثة، ومَن هم مؤتَمنون في الداخل على حياة اللبنانيّين ويحاربون الإنسان في لبنان.
 
تقول باخيت: "الناس في كندا لا يتجاوبون للتعامل مع الدولة اللبنانية، لكنّهم يهبّون لمساعدة الشعب الفقير".
 
في الميلاد، خُصِّصت هدايا للأطفال وزّعتها "كاريتاس" و"عامل"، لـ "رسم ابتسامة على الوجوه البريئة". أمّا هبة رجال الإطفاء، فتشرح دياب فرحات بأنّ الشريك الأساسي على الأرض هو مركز الإطفاء في بيروت الكرنتينا، إذ ساعد عناصره في كافّة مراحل الفرز والتوضيب وتسليم البضائع. وأشارت إلى أنّه كان لا بدّ من التنسيق مع وزارة الداخلية ومكتب عمليّاتها في ما خصّ المعدّات الإطفائية، المهداة لمساعدة الدفاع المدني وأفواج الإطفاء في المناطق المختلفة. فعملت "كاريتاس" كهمزة وصل بين الجهة المانحة والوزارة. وقد حضر إلى المرفأ المنسّق التنفيذي الكندي لسوريا غريغوري غالليغين، وسفيرة كندا شانتال شاستيني، شخصيّاً لاستقبال المعدّات الممنوحة لما لها من أهميّة حياتية، مصرّحة من هناك: "Lebanon Strong هو إثبات قويّ للناس أنّ الروابط الشعبيّة قويّة بين الكنديّين واللبنانيّين، والارتباط الأخويّ قويّ بين رجال الإطفاء عبر العالم.
 
سيبقى الكنديون وستبقى كندا إلى جانب الشعب اللبناني، وبالأخصّ الأكثر ضعفاً. نقدّم خدمات الصحّة والمأوى والغذاء والحماية عبر شُرَكائِنا الموثوق بهم".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم