الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

ينابيع ومستنقعات وآثار كنائس صليبية... "جزر النخل" تتحضّر لمهرجانات بحرية سياحية في أوائل أيلول

المصدر: "النهار"
على الشاطئ في جزر النخيل
على الشاطئ في جزر النخيل
A+ A-
طوني فرنجيه
 
تستقطب "جزر النخل" الواقعة قبالة شاطئ طرابلس وتبعد مسافة خمسة كيلومترات ونصف داخل البحر، غربي مدينة طرابلس، والبالغة مساحتها نحو 20 هكتاراً، العديد من السواح الاجانب والمحليين الذين يقصدون هذه المحمية الطبيعية لما تشكله من أهمية إيكولوجية وبيئية فريدة من نوعها ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة والعالم، وهي ثلاث جزر: "النخل، سنني ورامكين"، وأُعلنت محمية طبيعية في العام 1992 بموجب القانون رقم 121 الصادر عن مجلس النواب.
 
الجزر غير المأهولة بالسكان يقصدها السواح لأنها من المناطق البيئية والطبيعية المهمة في العالم، فهي تعتبر من أبرز الأماكن الرطبة في لبنان، ويعود ذلك إلى وفرة المياه والينابيع والمستنقعات التي تنتشر فيها، وهي خالية من الأبنية وتقتصر المنشآت فيها على خيم مشيدة من سعف النخيل، باستثناء جزيرة الرامكين التي كان يوجد فيها مبنى قديم كانت تسكنه عائلة لإدارة عمل المنارة الموجودة على الجزيرة لإرشاد السفن الآتية إلى مرفأ طرابلس..
 
وأشار رئيس لجنة محمية "جزر النخيل" الطبيعية المهندس عامر حداد في حديث مع "النهار" إلى أن "اللجنة حالياً بصدد الاعداد لمهرجانات بحرية سياحية في أوائل أيلول تضم في روزنامتها عروضاً لجميع الاتحادات الرياضية البحرية من أشرعة وغطس وتجديف وتكون مكمّلة لمهرجانات طرابلس الدولية وان الاعداد لها قطع شوطا بعيدا وكل من تم الاتصال به من اندية للمشاركة ابدى الترحيب والتشجيع واعتقد ان هذه المهرجانات ستشكل عامل جذب اضافياً للسياح الذين تزايدت اعدادهم بشكل لافت هذا العام، علما ان الموسم السياحي على الجزيرة مستمر لنهاية ايلول المقبل".
 
ولفت حداد الى ان إدارة المحمية "تضع حراسا في المحمية طوال أشهر الصيف لتنظيم حركة السياح والمحافظة على النظافة والممتلكات الموجودة على الجزر، أما في الشتاء فتكون المحمية تحت عهدة الجيش اللبناني."
 
وتضم جزيرة النخل آثاراً لكنيسة صليبية بُنيت في القرن الثالث عشر وبقايا ملاحات تقليدية وبئر مياه عذبة، أما جزيرة الرامكين فتحتوي على فنار (يعمل حالياً على الطاقة الشمسية النظيفة) وخنادق ومواقع مدفعية قديمة تعود إلى فترة الانتداب الفرنسي.
 
فقد استخدم الفرنسيون المحمية لأغراض عسكرية، حيث لا تزال بقايا قواعد المدفعية، والأنفاق ظاهرة في جزيرة الرامكين. واستقدموا الأرانب لتتكاثر على جزيرة النخل بهدف ممارسة لعبة صيدها، وعند جلاء الفرنسيين عن المنطقة، بقيت الأرانب تتكاثر، وتقتات على جذور النخل حتى أيبستها، ولم يبق منها إلا القليل.
أوائل الثمانينيات، أغارت عليها الطائرات الحربية الاسرائيلية، فترك القصف آلاف القنابل العنقودية التي جعلت زيارتها متعذرة.
 
وبعد التنظيف، بدأت اللجنة المولجة الاهتمام بها بإشراف وزارة البيئة، فجُهزت جزيرة النخل بممرات لتسهيل العبور، وبنت عليها برج مراقبة بالتعاون مع "جامعة البلمند"، وأقامت حماماً تجريبياً يعمل من دون مياه، وهي تشيّد مظلات سنوية من سعف النخل، تغطي مقاعد خشبية للاستراحة على الشاطىء الرملي، تعدّها لاستقبال الزوار مطلع كل صيف وهي تقدم المشروبات للسياح الذين يأتون للسباحة والغطس على شاطئ المحمية الذي يعتبر من أنظف الشواطئ في لبنان.
 
الصور من المهندس عامر حداد
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم