الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"خيبة" للنادي العلماني في "اللبنانية-الأميركية"... و"الشاطر يتعلّم من غيرو"

المصدر: "النهار"
لقطة لمراقبيْن خلال انتخابات طلابية.
لقطة لمراقبيْن خلال انتخابات طلابية.
A+ A-

فؤاد بو غادر

مخيّبة هي نتائج الانتخابات الطلابية للنادي العلمانيّ في الجامعة اللبنانية الأميركية، بالنسبة الى كثير من التغييريين الذي يدركون أهمية انطلاق المسار الرفضي لممارسات السلطة والمنظومة من الجامعات في السنوات الماضية. فبعدما هيمنَ العلمانيون على المجالس الطلابية في كليات عدة، أتت نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية LAU هذا العام لتظهر هيمنة كاسحة لأحزاب السلطة على حساب "النادي العلماني" ومستقلين.

أثّرت الأوضاع المعيشية الحالية وانطفاء تحرّكات 17 تشرين، حتماً، على اندفاع الطلاب نحو النفس التغييري البعيد عن الاصطفافات الحزبية التقليدية، كما أنّ الغياب شبه التام للدّعم الإعلامي الذي حظيت به النوادي العلمانية في السنوات الماضية، والتقصير في التحضيرات، دفعا نحو النتائج التي شهدناها.

 

استحوذت "القوات اللبنانية" على عشرة مقاعد في انتخابات حرم جبيل، وحاز "التيار الوطني الحر" على ثلاثة بدعم من "حزب الله"، مقابل مقعدين للنادي العلماني. وفي حرم بيروت، قطف الثنائي "أمل" و"حزب الله" ثمانية مقاعد، و"القوات" ثلاثة، ومقعدين للنادي العلماني وتجمّع المستقلّين. وشهدت انتخابات هذا العام غياباً تامّاً لتيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي".

 

يعتبر رئيس النادي العلماني في الجامعة اللبنانية الأميركية، كريم صلاح الدين، في حديث مع "النهار"، أنّ "الأرقام التي حاز عليها النادي جيّدة بالرغم من تراجع عدد المقاعد". فقد حاز على 640 صوتاً هذا العام على الرغم من تخفيض عدد المرشحين، مقابل 641 في انتخابات العام الماضي. أثّر الغياب الإعلامي والأوضاع الراهنة بشكل كبير على النفس الطلابي التغييري، ذلك أنّ الوصول للنتائج لم يكن سهلاً في ظلّ غياب الصخب الإعلامي لدى أغلبيّة المواقع والوسائل الإعلامية، إذ غاب هؤلاء عن تغطية الانتخابات".

 

ينتقد صلاح الدين قانون الانتخابات في اللبنانية الأميركية، الذي يعتمد على الصوت الواحد إلكترونياً، وهو ما يُتيح التجاوزات. بدأ التحضير لهذه الانتخابات منذ الربيع الماضي، إلا أنّ بعض "الهفوات" التي لم يُحسب حسابها ضعّفت من حضور النادي. "مثلاً، لم نتوقع هذا الحضور الكبير لـ"حزب الله" في حرم جبيل، وهو ما أوصل ثلاثة مرشحين لـ"الوطني الحرّ" إلى المجلس الطلابي".

 

جلسات توعية

أما الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات "لادي"، فقد غابت عن انتخابات هذا العام، واكتفت بعددٍ من جلسات التوعية للمرشّحين والناخبين. وبحسب أحد طلاب الجامعة، "بدا المشهد بعيداً كلّ البعد من الديموقراطية في اليوم الانتخابي"، إذ اعتمد مناصرو "الأحزاب" الزيّ الأسود الكامل في مشهد ترهيبيّ للطلاب. وأغلقوا كافة المداخل الرئيسيّة والفرعيّة، وحرصوا على ممارسة مختلف أشكال الضغط على الطلاب"، وفق تعبيره. 

 

"منذ العام الماضي اتّخذنا القرار بالانكفاء عن مراقبة الانتخابات الطلابية في الجامعة اللبنانية الأميركية لأننا غير مقتنعين بنظام الأونلاين الذي تعتمده الجامعة، والذي لا يضمن أيّ سريّة للاقتراع"، تقول منسّقة المشاريع في الجمعية ديانا البابا لـ"النهار"، بعد استيضاحها عن أسباب غياب الجمعيّة. وهي تعتبر أن الاقتراع خلف المعزل أساس في أيّ عملية اقتراعيّة ديموقراطيّة، وهو ما يُفتقد في انتخابات "اللبنانية الأميركية".

 

تحدثت "لادي" مع إدارة الجامعة أكثر من مرّة عن هذا الموضوع، وأصدرت تقارير، أشارت فيها بوضوح إلى استحالة مراقبة انتخابات مماثلة. "ارتأينا أنها ليست بحاجة إلى مراقبتنا، ولسنا راضين عن نظام الأونلاين؛ ومن الواضح أن هناك محاولات لإلغاء الانتخابات وإسكات أصوات الشّباب".

وتضيف: "ستشارك "لادي" بالمراقبة في الجامعات الأخرى، ونحذّر من أنّ أي جامعة تذهب في هذا المنحى من التصويت لن نراقب الانتخابات فيها، لأن أساس عملنا يكمن في حفظ سريّة الاقتراع"، تختم البابا.

 

من جهته، يشدّد رئيس فرع "القوات اللبنانية" وسام واكيم على أهمية الفوز الكاسح للقوات في هذه الانتخابات، ويقول لـ"النهار": "تحالف الحزب وأمل والتيار بوجهنا، لكننا أثبتنا قوة وجودنا بين الطلاب".

وفي رأيه، إنّ "عمل القوات خلال السنوات الماضية هو ما حقّق هذه النتيجة". ونفى اعتماد "الحزب اللباس الأسود بهدف نشر أيّ شكل من أشكال الترهيب يوم الانتخابات، بل يعود السبب إلى استراتيجيات التنظيم لتفرقة "القواتجيين" عن باقي الطلاب. ويردف: "لم نمارس أي ضغط على أي طالب، ويمكن للطلاب التصويت "أونلاين" من المنزل".

 

وعلى قاعدة "الشاطر يتعلم من غيرو"، تتوجّه الأنظار إلى الانتخابات الطلابية في الجامعة الأميركية في بيروت المقرّرة في 21 من هذا الشهر. يعمل النادي العلماني في الأميركية على تعويض خيبة الـLAU؛ فهو، بحسب المعلومات، أطلق مجموعة من النشاطات الثقافية والسياسية أبرزها حضور النواب حليمة القعقور، وإبراهيم منيمنة، وميشال دويهي لـ"التفاعل مع الطلاب"، بينما لا يزال مشهد الانتخابات في اللبنانية-الأميركية يُنذر بحتميّة الانتباه إلى درجة التشتّت والضياع الذي يعيشه الطلاب في ظلّ التخبّط السياسي المهيمن على الساحة اللبنانية، والتقييم المتباين لتجربة التغيير السياسية في لبنان وسط الظروف المعقدة التي تشهدها البلاد. 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم