الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

السياحة في الشوف كما لم نعرفها... نشاطات غير مألوفة و"أدرينالين عالٍ" (فيديو)

المصدر: "النهار"
جاد ح. فياض
جاد ح. فياض
"هايلاند" عين زحلتا.
"هايلاند" عين زحلتا.
A+ A-
 انطلق فصل الصيف في لبنان، ومعه موسم السياحة الذي انتظره اللبنانيون طويلاً، وبات منذ ثلاث سنوات المحطّة الوحيدة لإنعاش الاقتصاد نسبياً من خلال دخول العملة الصعبة إثر قدوم المغتربين وبأعداد كبيرة لدعم أسرهم وأقاربهم في الصمود بوجه أصعب الأزمات وأكثرها شدّةً. 

وتنظر المؤسسات إلى هذا الموسم على أنه فترة حركة اقتصادية تدور بها العجلة المالية، رغم تراجع الزخم مقارنة بسنوات سابقة كان يتوافد فيها السياح، والخليجيون بشكل خاص، لكن هذه الحركة السياحية حافظت على توازن نسبي على يد اللبنانيين المغتربين، إلى جانب المقيمين أنفسهم، من خلال السياحة الداخلية، التي نشطت منذ أزمة سعر الصرف وعدم قدرة شريحة كبيرة على السفر إلى الخارج.

وانطلاقاً من هذه النقطة، حاول كثيرون ابتكار وافتتاح مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم في مختلف المناطق لتنمية السياحة الداخلية والاستفادة من حركة اللبنانيين في هذا الموسم، خصوصاً أولئك الذين فقدوا وظائفهم بسبب الأزمات المتعاقبة، وكان ذلك إلى جانب المشاريع السياحية القائمة أساساً. 

وفي هذا السياق، انتشرت واسعاً مشاريع جديدة لم نعتد على ملاحظتها بشكل كثيف في مناطق وقرى لبنانية صغيرة، وهي المشاريع الترفيهية الرياضية والبيئية التي باتت موجودة على مساحة البلاد، بعدما كانت محصورة في مناطق معينة من دون أخرى كان يقصدها السيّاح مباشرةً.

ومن هذه المشاريع، بيوت الضيافة، المخيمات السياحية والسهرات في الغابات، السير في الطبيعة، الطيران الشراعي (Paragliding)، قيادة الدراجات الهوائية أو النارية الرباعية الدفع والتجوّل في الجبال وداخل المحميات الطبيعية، الغوص في أعماق البحار، وغيرها من المشاريع المحلية التي لا تحتاج إلى تمويل ضخم لا قدرة على تأمينه.

في هذا السياق، كان لمنطقة الشوف نصيبها من هذه المشاريع التي أطلقها أهالي المناطق الريفية وسكّانها، بهدف استقطاب السيّاح وتنمية الحركة الاقتصادية، وذلك إلى جانب المعالم الموجودة أساساً في المنطقة، كالمغاور (مغارتا كفرحيم وعين وزين)، الأبنية والقصور التراثية (قصر موسى، قصر بيت الدين، دير القمر)، المتاحف (متحف ماري باز، محترف عسّاف) والمحمية الطبيعية في أعالي الجبل، الممتدة بين نيحا ومعاصر الشوف والباروك وعين زحلتا.

بيوت الضيافة
انتشرت بيوت الضيافة بشكل كبير في الشوف والمناطق الجبلية بشكل خاص، وتم الاهتمام بها لتكون بمثابة بيوت كاملة الأوصاف لجهة المعايير السياحية، فتم تجهيزها بالمسابح، وبُنيت في الطبيعة وبين الأشجار.

وتسمح هذه البيوت لزوّارها بالمكوث في المنطقة لوقت أطول وممارسة كافة النشاطات المتاحة.

تنقسم هذه البيوت إلى نوعين، الأول، بيوت ضيافة عادية يمكث فيها السياح، وهي موجودة في المناطق الجبلية المرتفعة في أحضان الطبيعة، وبعضها موجود في المحيط الحيوي لمحمية أرز الشوف، ما يضفي جمالاً إضافياً على المكان.
 

أما النوع الآخر، فهو التواجد في بيوت ضيافة موجودة بالقرب من بيوت أخرى يسكن فيها سكانها الأصليون، ويزورهم السيّاح لتمضية الوقت معهم واختبار الحياة الطبيعية الجبلية، ومشاركتهم نشاطاتهم، الزراعية منها بشكل خاص لاكتساب ثقافة الزراعة، والتعرّف إلى أنواع المزروعات وكيفية زراعتها والظروف المناخية المطلوبة، إضافةً إلى إعداد الطعام معهم لتذوّق نكهة الغذاء الشوفي ومجالستهم. 
 
 
السير في الطبيعة
إن منطقة الشوف غنية بالمناطق الحرجية والطبيعية، وتوفّر للسياح فرصاً للتجوال في الغابات الخضراء وعلى ضفاف الأنهر كثيرة الوجود، وهذه المناطق مقصودة من قبل محبي رياضة السير في الطبيعة وتسلّق الجبال (Hiking)، السباحة، اليوغا والتأمّل.
 

وتعدّ منطقتا محمية أرز الشوف الممتدة بين عين زحلتا ونيحا، ومرج بسري، من أجمل المناطق في الشوف للسير في أحضان الطبيعة، نسبة للتنوع البيئي والجيولوجي، والمساحات الشاسعة، ووجود الأنهار والشلالات. ويقصدها العديد إما للسير في مساراتها والتعرّف إلى طبيعتها، أو حتى ممارسة اليوغا.
 

وبسبب مساحة المحمية الكبيرة، ولعدم قدرة الزائر على التجوال بشكل كامل فيها خلال نهار واحد، يزور البعض المحمية ويتخذ من بيوت الضيافة مكاناً للمكوث فيها لمدة ثلاثة أيام، ويتجوّل يومياً في منطقة مختلفة عن الأخرى.

ويقصد العديد مرج بسري صيفاً للتخييم.
 

الطيران الشراعي
دخل الطيران الشراعي أجواء منطقة الشوف هذا العام، وهي أول تجربة في المنطقة. ومن خلال الطيران الشراعي، يمكن للزائر التحليق فوق جبال الشوف، ورؤية المحمية من الجو.

وتتمتع التجربة بأعلى معايير السلامة والأمان، وتمنح الزائر فرصةً لرؤية الشوف والمحمية الطبيعية من زاوية أخرى جديدة وغير مألوفة.
 

التخييم
وإلى جانب المحمية وفي محيطها الطبيعي أيضاً، نشطت مشاريع تنظيم المخيمات في أحضان الطبيعة، وهي تجربة مماثلة لاستئجار بيوت الضيافة، لكنها قد تكون أقل كلفةً (حسب البرنامج).
 

وتقوم هذه المشاريع على تنظيم مخيمات في الطبيعة، نصب الخيم التي ينام فيها السياح، وإقامة سهرات النار والأنشطة المتعددة في محيط المخيّم وخارجه، كما وتنظيم الحفلات الموسيقية في المكان أيضاً.
 

التجوال على الدراجات الهوائية أو الرباعية الدفع
قد لا يرغب جميع زوار المحمية وجبال الشوف بالسير على الأقدام والتمتع بحال الطبيعة بطريقة كلاسيكية، بل يحب البعض إضفاء شعور من المتعة والمغامرة يرفع من الأدرينالين ويطبع الزيارة بذكرى معينة، ولهؤلاء فرصة التجوال في الطبيعة وعلى حدود المحمية من خلال الدراجات الهوائية أو الرباعية الدفع ATV.

وتسمح الطبيعة الجبلية الوعرة بالتمتع بقيادة الآليات الرباعية الدفع، صيفاً وشتاء.

ركوب الخيل
وللراغبين بركوب الخيل أيضاً حصّة، إذ ثمّة أكثر من حلبة لركوب الخيل أو حتى التعلّم. 

"هايلاند" عين زحلتا
لمحبي غروب الشمس، والجلسات الممتعة والهادئة، "هايلاند"، وهي مساحة صغيرة على سفوح جبل عين زحلتا، يُمكن للزوار الاستمتاع بمنظر غروب الشمس، كما يمكنهم تذوّق الأطعمة الموجودة والمشروع الموجود على البار. وتُقام النشاطات الترفيهية في المكان أيضاً، واليوغا.
 
 
فانتاستيك
إن فانتاستيك هو عبارة عن فان فولزفاكن قديم، حوّله أصحابه إلى مكان للتخييم والجلوس في أحضان الطبيعة، وهو تجربة تخييم جديدة وغير مألوفة.
 

محلات لشراء المونة والقطع الحرفية
يُحب كل زائر شراء قطع حرفية من المنطقة التي يزورها للاحتفاظ بها كتذكار، كما يُحب تذوّق الأطعمة الخاصة والمشهورة في هذه المنطقة، وإنطلاقاً من هذا المبدأ، تنتشر وبشكل واسع المحلات التي تبيع هذه المنتجات في المناطق السياحية، فتُقدّم الحرفيات التي تُصنع يدوياً، والأطعمة "المونة"، كالعسل، المربّى، الزيت، وغيرها.

كارتينغ الباروك
ولعشاق رياضة السيارات والسرعة، يمكن لهؤلاء خوض غمار التسابق في حلبة سيارات كارتينغ في منطقة الباروك.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم