الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

تعهّد "عدم الاصابة بكورونا" في "الحكمة" يثير الجدل ويضيء على معضلة القطاع التعليمي

المصدر: "النهار"
ايسامار لطيف
ايسامار لطيف
جامعة الحكمة.
جامعة الحكمة.
A+ A-
أثارت وثيقة تعهد خاصة باجراء الامتحانات في جامعة الحكمة جدلاً كبيراً بين الطلاب وعلى مواقع التواصل.
 
فقد وصف طلاب التعهد المتعلق بإجراءات كورونا يوم الامتحان، بـ"القرارات غير العادلة". ومن المفترض أن تنطلق الامتحانات الثلثاء من الأسبوع المقبل وسط انتشار متحوّر "أوميكرون"، والتدهور المعيشيّ الكبير. في المقابل، أشارت مصادر إدارية في الجامعة الى نيّتها إصدار بيان توضيحي قريب. 
 
وفي الموازاة، تخوف عدد من الطلاب من "تسييس" المطالب لمصلحة الأحزاب الذين تهافتوا لاستغلال الظرف.
 
 
ماذا في التفاصيل؟ 
أقدمت إدارة جامعة الحكمة على إصدار سلسلة قرارات تتعلّق بالامتحانات الفصلية والإجراءات الآيل اتّخاذها في ظلّ الجائحة، فالالتزام ضروريّ والحفاظ على صحّة الطلاب من أولويات الجامعة، ولكنّ الوسيلة التي اعتمدتها الجامعة عبر فرض وثيقة تعهّد تُلزم الطالب بالتوقيع عليها إقراراً منه بأنّه لم يخالط أيّ مصاب بكوفيد، وأنّه ليس مصاباً بالوباء تحت طائلة الحرمان من الامتحان والرسوب، أثارت الجدل الكبير بين الطلاب.
 
ويطلب التعهد من الطلاب التأكيد أنهم لم يعانوا من أعراض كورونا في الساعات الماضية، ولم يخالطوا شخصاً مصاباً. وفهم من الوثيقة أنه في حال تبيّن "كذب" الطالب، فان الأمر يعرضه لعواقب. 
 

تقول طالبة فضّلت عدم الكشف عن اسمهافي حديث لـ"النهار"، أنّ "الأعداد التي ستقوم بإجراء الامتحانات كبيرة ولا يمكن حصرها داخل قاعة واحدة، واستبعاد خطر نقل العدوى أو الإصابة ولو بنسبة 1%".

في المقابل، توضح طالبة أخرى أنّ "ما يجري اليوم ليس إلّا ظلماً بحقّ الطالب وإهانة له"، متسائلةً: "بأيّ حقّ يطلبون منّا التعهّد بشرفنا تحت طائلة الحرمان من الامتحان، وبالتالي من الفصل؟ هل هذا التصرّف منطقيّ ويُرضي وزارة التربية؟".

وتشرح الطالبة لـ"النهار" معاناتها في ظلّ جائحة كورونا وبخاصة أنّها تعاني من مرض يحتمّ عليها التنبّه وعدم الاختلاط حفاظاً على صحتها"، معتبرةً أنّ "الطالب قد يكون يجهل إصابته بالفيروس أو ربما قد يصاب به أثناء تواجده في قاعة الامتحانات المغلقة، والتي ستضمّ مئات الطلاب"،

أمّا طالب الحقوق الذي فضّل أيضاً عدم الكشف عن اسمه، فقد أضاء على "حالات الطلاب الاجتماعية في الوقت الذي يأتي قسم منهم من أماكن جبلية ولا يملكون ثمن البنزين ولا المواصلات".
 
 
فرض وباء كورونا على الجامعات وضعاً غير مسبوق أشبه بحالة الطوارئ، في الوقت الذي لم تكن فيه معظم المؤسّسات التربوية مهيّئة لهذا الأمر، بخاصّة مؤخّراً في ظلّ نظام التقنين والانقطاع المستمرّ للإنترنت والكهرباء. فما ذنب الطالب ليقع ضحيّة كلّ هذا؟ هو لسان حال هؤلاء الطلاب.

تقول طالبة ثلاثينية أنّها تحاول قدر المستطاع حماية والدها المريض من تداعياته كاشفةً أنّها "حاولت التواصل مع أحد الإداريين في الجامعة طالبةً منه أن تخضع للامتحان في قاعة لوحدها، غير أنّه أكّد لها أنّ طلبها صعب لكنّه سيبحث به مع القيّمين ويعود إليها"، ولا تزال تنتظر.

وتُضيف الطالبة أنّ "خطر الإصابة بمتحوّر (أوميكرون) مرتفعة جدّاً في حال حصلت الامتحانات في موعدها حضورياً، لأنّ معظم المصابين هم من الفئة الشابة التي خالطت في فترة الأعياد، وبالتالي هذه الفئة ستحضر إلى الجامعة وستنقل العدوى إلى غيرها، وعندئذ سنقع في مشكلة أكبر". 

  
تقول إحدى طالبات فرع الحقوق، أنّ "بعض الأحزاب في الجامعة تحاول استغلال الظرف لتسييس الرفض الطالبيّ تحت ذريعة هذا الأفضل لكم، في الوقت الذي عرضنا فيه على الجامعة إجراء فحوصات سريعة للكشف عن كورونا للطلاب المتوقّع حضورهم كإجراء احترازيّ، غير أنّهم رفضوا ذلك بسبب عدم توفّر الإمكانيات المادّية".

 
وتُردف بالقول إنّ "الطلاب حاولوا التوصّل إلى حلّ مشترك مع الجامعة يقتضي بتأجيل الامتحانات أسبوعين على الأقل ريثما تخفّ موجة انتشار (أوميكرون) أو اعتماد نمط الامتحان الافتراضي أي "أونلاين"، إلّا أنّ الجامعة لم تقبل بالحلّ وقرّرت تأجيل الامتحانات أسبوعاً واحداً فقط، وهذه مدّة غير كافية بخاصة في ظلّ ارتفاع أعداد إصابات كورونا".

في الوقت الذي تكثر فيها التأويلات حول الوثيقة التي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعيّ في الأيّام السابقة، حاولنا التواصل مع أحد القيّمين والإداريين لمعرفة رأي الإدارة في الموضوع، إلّا أنّه اكتفى بالإشارة إلى أنّه "سيتمّ إصدار بيان رسميّ عن الجامعة والطلاب مساءً"،فماذا سيكون مصير وثيقة التعهد والامتحانات؟ 
 
ما يحصل في "الحكمة" يمثّل نموذجاً في حيّز منه عن الجدل الدائر في البلاد حول العودة الى مقاعد الدراسة في ظل الانتشار الوبائي الكبير. الأكيد أن لبنان بقطاعه التعليمي أمام معضلة كبرى للسنة الثالثة على التوالي، لاسيّما في ظل انهيار بناه التحتية التي تصعّب خيار التعليم عن بعد. 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم