أنهى شراء السكاكر لطفله قبل أن يسقط برصاصة طائشة... السلاح المتفلّت يخطف المزيد من الأرواح

أمسك بيد طفله وتوجه به إلى الدكان لشراء السكاكر له من دون أن يتوقع أنه لن يتمكن من العودة وإياه، وأن رصاصة طائشة ستصيبه بمقتل منهية حياته، ليسسقط على مرأى من عين صغيره... هو خالد الدريعي الضحية الجديدة للسلاح المتفلت في لبنان.

 

عند نحو الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر أمس حلّت الفاجعة على بلدة وادي الجاموس-عكار، بخسارة ابنها، وبحسب ما قاله مختار البلدة عبد الرحيم القرحاني لـ"النهار": "ما ذنب والد لطفلين أن يرحل عن هذه الارض بسبب رصاص طائش أطلقه أشخاص أرادوا الابتهاج في بلدة برقايل؟!"، وأضاف: "أصابته الطلقة في قلبه، ليلفظ آخر أنفاسه على الفور، نقل إلى مستشفى معن اليوسف حيث أعلن الاطباء عن الخبر الأليم"، وتساءل: "كيف لابنه البالغ من العمر سنتين أن ينسى صورة والده الذي قتل أمام عينيه؟ كيف له ولشقيقته ان يكملا حياتهما من دون سندهما وعكازهما ومن كان لهما الحضن الدافئ، طفلته التي لم تُمنح الوقت لتفتح عيونها عليه؟ والتي لن تشبع من حنانه وعطفه، يُتِّم طفلان بسبب أن البعض أراد الابتهاج، ألا يمكن أن يفرح الناس من دون سلاح؟! ما الذي استفادوه الآن بعد أن أزهقوا الدماء؟!".

 

"من بلدة برقايل أُطلقت النار"، قال المختار، والسبب "ابتهاج بتعيين أحد الضباط في مركز جديد، هم فرحوا وعائلة الدريعي دفعت الثمن، ابنها الثلاثيني الذي دفنته صباح اليوم، لتفتح القوى الامنية وبالتحديد مخفر العبدة تحقيقاً بالحادث، حيث تم توقيف أربعة أشخاص ممن أطلقوا النار وهناك آخرون في عداد المطلوبين".

 

 

المناسبة التي دفعت أبناء برقايل إلى إطلاق النار كما قال مختار البلدة إنّ "عقيداً تم تعيينه لرئاسة مكتب الامن القومي في الشمال، حيث أقدم محبوه على ذلك، وقد داهم الجيش في الأمس منازلهم عند نحو الساعة العاشرة ليلاً وأوقف 4 منهم"، وأضاف: "السلاح المتفلت هو نوع من أنواع الفساد والفلتان، وهو جريمة في حق المجتمع، فقد كلف إطلاق النار عائلات لا تعد ولا تحصى خسارة فلذات أكبادها، عدا الاصابات التي تعرض لها البعض ومنها ما تسبب بعاهات دائمة سترافق الضحايا مدى العمر".