الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

موسم التفاح في عكار... خسائر على المزارعين ولا مَن يعوّض

المصدر: عكار- ميشال حلّاق
التفاح في عكار.
التفاح في عكار.
A+ A-

لا شيء يمكنه التعويض للمزارعين في عكار خسائرَهم المتراكمة سنة بعد الأخرى. هذا ما يتردّد على لسان المزارعون في هذه المنطقة المحرومة. فارتفعت كلفة انتاج المحاصيل الزراعية على اختلاف أنواعها بفعل ارتفاع سعر الدولار وباقي العملات الأجنبية على حساب الليرة اللبنانية، المتراجعة باستمرار.
 
أسعار معظم الأسمدة، الأدوية والمبيدات الزراعية بالعملات الأجنبية، والخيار المتاح أمام هؤلاء المزارعين هو إمّا بيع المحصول بالليرة اللبنانية، أو إذا توافر لبعضها أسواق خارجية لتصريف جزء صغير من الانتاج بالكاد يعوّض على المزارعين تعبهم.
 
وأثّر استيراد المنتجات الزراعية في مدى السنوات الماضية من الخارج أو تهريبها الى الداخل اللبناني في عز المواسم ضربة قاسية للمزارعين.
 
ويعتبر موسم التفاح في المناطق الجبلية من عكار، ركناً أساسياً في اقتصاديات المزارعين، شأنه بذلك شأن الحمضيات والزيتون والكرمة والبطاطا والتبغ والتنباك في المناطق الوسطى والساحلية. اذ أن انتاج بلدات فنيدق وعكار العتيقة ومشمش وبزبينا والقبيات وعندقت من التفاح على اختلاف انواعه واصنافه يشكل اكثر من 30 في المئة من انتاح التفاح في لبنان. 
 
لكن ما فاقم المشكلة هذه السنة هي الأحوال الجوية التي أتت غير مؤاتية على الاطلاق، فشكلت ضربة قاسية للقسم الأكبر من المزارعين لناحية جودة الانتاج، كما أن عدم قدرة المزارعين على توفير الأدوية اللازمة بفعل غلائها، شكل أيضاً عاملاً سلبياً لجهة الكمية حيث تفاوتت جودة التفاح وكمياته بين منطقة وأخرى.
 
وتفاوت سعر صندوق التفاح (سعة 18 الى 20 كيلوغراماً) في عكار حسب الاصناف والنوعية والجودة ما بين الـ40 والـ80 ألف ليرة لبنانية. 


 
وفي هذا السياق، لفت رئيس بلدية فنيدق الشيخ سميح عبد الحي، الى أن العمود الفقري للبلدة هو القطاع الزراعي حيث يبلغ عدد المزارعين الذين يعتاشون ويعملون في ذلك القطاع لا يقل على 1700 مزارع. 
 
وأشار رئيس البلدية إلى أنّ "هذا الموسم منكوب والسبب الرئيسي هو عدم مطابقة المبيدات للمواصفات المطلوبة، وغلاء تلك المواد دفع بالمزارع الى الاحجام عن شرائها، نظراً لعدم القدرة المادية ولضآلة الانتاج"، مضيفاً: "نحن قادمون على موسم الشتاء وما يرافقه من أعباء كبيرة حيث يعتبر موسم التفاح مصدراً مهما للاستعداد له، ووضع البلدة العام في هذه الفترة منكوب حيث ضرب الغلاء والوباء وارتفاع الاسعار وكل مقومات الصمود للمواطن القروي".
 
وختم: "القطاع الزراعي في بلدة فنيدق بأمسّ الحاجة الى دعم وزارة الزراعة من إقامة البرك الاصطناعيه ولدعم المزارع بألاسمدة والادوية المناسبة والصحيحة حتى نوفر له آليات التمسّك والصمود في ارضه وعدم بيعها واللجوء الى الساحل". 
 
ومن جهته، قال رئيس تعاونية مزارعي التفاح في القبيات ميشال عبدو: "تمّ تجديد زراعة التفاح في القبيات وجردها منذ العام 2004 مع قدوم الأصناف الحديثة والمتطوّرة الى لبنان، المتميزة بغزارة الانتاج والمذاق اللذيذ واللون الجاذب. وتقدّر المساحات المزروعة بحوالى 500 دونم من الأراضي بمعدل 50 غرسة من التفاح في الدونم الواحد. 
 
اما الاصناف المزروعة فهي:
- سكارليت سبور Scarlet Spur
- غالا Gala
- غراني سمث Granny Smith
والاكثر زراعة هو "السكارليت سبور" لشدة الطلب عليه من السوق.
 
وأضاف عبدو أنّ "هذه الزراعة ازدهرت في الفترة التي سبقت اقفال طرق التصدير والتي أثّرت بشكل دراماتيكي في الأسعار. أمّا بالنسبة للأسعار، فقبل تراجع سعر صرف الليرة اللبنانية، كان سعر الكيلو الواحد 1500 ليرة لبنانية ما يعادل دولار واحد. لكن مع ارتفاع سعر صرف الدولار، ساهم هذا بالتأثير سلباً وبشكل كبير في كلفة الإنتاج نتيجة لذلك مع غياب الدعم على الأدوية والكيماويات.
 
ويراوح سعر الصندوق الذي يزن 20 كيلوغراماً ما بين 40 ألف ليرة لبنانية و55 الف ليرة لبنانية. وقد تم تأمين بيع 65 في المئة من الإنتاج لهذا الموسم بالتعاون ما بين التعاونية والمزارعين، مع العلم أنّ الموسم هذا العام كان بحده الادنى نظراً للتأثيرات المناخية في فترة العقاد وجودة الانتاج". 
 
وذكر التاجر محمود زكريا أنّ الموسم هذا العام مرّ في عدة مراحل سلبية أدّت الى ما وصل إليه، وأبرزها الإهمال.
 
وتابع: "أهمل المزارعون بشكل عام بساتينهم ولم يعتنوا بها بالشكل المناسبة، وذلك بسبب الغلاء الكبير بأسعار السموم والادوية، فخشي بعضهم من كساد الموسم كما المواسم السابقة، مما اوقعهم في سوء تقدير. كما أثرت موجة الحر التي ضربت المنطقة عامة بشكل سلبي في التفاح، حيث انه يحتاج الى درجة حرارة لا تزيد على 18 درجة وضباب، ولكن الحر الذي ضرب المناطق الجردية وصل الى ما فوق الـ 30 درجة وساهم في ارتفاع درجة الرطوبة الى 80 في المئة، مما أثر في ثمار التفاح بشكل كبير".
 
ومن جهته، أكّد مدير البراد الزراعي في بلدة فنيدق خالد زهرمان أنّ "البراد لم يفتح هذه السنة أبوابه، وذلك لعدم توفر الكمية المطلوبة، حيث تبلغ القدرة الاستيعابية 35 ألف صندوق، وأيضاً الكلفة العالية للتبريد
التي حالت دون لجوء المزارعين الى خيار التبريد".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم