الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أصحاب المؤسّسات الصغيرة المتضرّرة: لا بدّ من النظر إلى الأمام

المصدر: "النهار"
فرح نصور
Bookmark
حانة.
حانة.
A+ A-
ما مرّ على أهالي المناطق المتضرّرة من انفجار المرفأ في 4 آب، كان أشبه بكابوس حقيقي لا يزال يرافق أذهان الكثيرين. لكن إرادة الحياة هي الأقوى دائماً، وتجلّت في استمرار أصحاب المشاريع الصغيرة وإعادة تأهيل أعمالهم واستكمال يومياتهم، وهم يتمّمون أعمال التصليحات حتى اليوم، ولو بنسب متفاوتة، رغم أحوال البلاد الصعبة. وبعد عامين على الانفجار الدامي، جزء منه بقي في الذاكرة، والجزء الآخر تحوّل إلى قوة للاستمرار، فالاستسلام ليس خياراً، والنظر إلى المستقبل هو الوجهة.اتخذت جمعيات ومنظمات غير حكومية على عاتقها تصليح المحالّ والمنازل، طبعاً كلّ حسب قدراتها. ومن الجمعيات التي بذلت جهداً كبيراً في المناطق المتضررة بعد الانفجار، ولا سيما في مناطق الرميل – فسوح - الجعيتاوي، منظمة "بيت البركة" غير الحكومية، التي تسلّمت 3086 وحدة في نطاق المناطق المذكورة.ومن ضمن هذا العدد، أنجزت المنظمة تصليح 678 وحدة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ما بين دكاكين وصالونات تزيين ومحالّ ألبسة ومحالّ خياطة.وكانت الأولوية، وفق مؤسِّسة المنظمة، مايا إبراهيمشاه، البدء بالمشاريع التي يديرها المسنّون الذين لا يملكون غير هذه المحالّ، مصدراً لدخلهم. وفي الخطوة الثانية، كان التركيز على المصالح التي تديرها السيدات، لدعمهنّ.كان تمويل أعمال التصليح من عدد كبير من اللبنانيين في الاغتراب ومن منظمات غير حكومية دولية. وفي غضون 18 شهراً، أنجزت المنظمة معظم التصليحات. وفيما كان التفكير في مساعدة شاملة للمتضرّرين من الانفجار عبر تصليح محالّهم وتوفير استدامة لهم في ظل هذه الظروف الصعبة، تعاونت "جمعية تجار بيروت" أيضاً مع "بيت البركة"، لمساعدة أصحاب هذه المشاريع الذين تضرّروا لكي يواصلوا أعمالهم. فبضائع المحالّ ومعدّاتها وكل ما كان داخلها، إمّا سُرق أو أُتلف أو تضرّر من جراء الانفجار. لذلك، ساعدت الجمعية في تزويد المحالّ بالبضائع وملء الرفوف."مار مخايل" تحبّ الحياة بدت منطقة مار مخايل، ولا سيما شارع الحانات فيها، بعد الانفجار، كمدينة أشباح مهجورة، بعد أن ضجّت لسنوات بأنغام الفرح وأجواء السهر. وبعد الكارثة، عاد أصحاب المطاعم والحانات فيها ليلملموا جراحهم مؤكّدين أنّ الحياة تليق ببيروت. حانة Central Station الشهيرة في مار مخايل كانت من أوائل الحانات التي رسمت شكل السهر في الشارع. وكانت من أسرع مَن بدأ بالتصليح ومعاودة فتح الأعمال، إذ فتح حينها المكان أبوابه بعد أقلّ من شهر على الانفجار، ومن قلب الدمار، بدأت الحياة تعود إلى الشارع. (الصور بعدسة الزميل مارك فيّاض)  "اللبنانيون أبطال"، يؤكّد شارلي فرام، رئيس مجس إدارة الحانة، ليستذكر أنّه بعد الانفجار، شعر الناس بمدى المأساة التي حلّت بالشارع على كافة المستويات، ما منعهم من مراودته مجدّداً.لكن فرام أصرّ على إعادة فتح المحل في أسرع وقت ممكن، لإيصال رسالة بأنّنا "لن نترك المنطقة مهما حصل وأنّنا مستمرّون. وبعد حوالي 7 أشهر عاد روّاد مار مخايل لدعمنا". والروح التي يتحدّث بها فرام، امتدّت منذ ما بعد الانفجار حتى يومنا هذا مع الذكرى الثانية له، فـ"الذكرى تبقى مؤلمة لكن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم