الدكتورة إيميه كرم... "نتقبّل أوجاعنا ولا نرضخ"

ما زالت تصدعات انفجار 4 آب تهتز في نفوس اللبنانيين، هذه الصدمة الجماعية التي تعرضنا لها لن نخرج منها بهذه البساطة ونواصل حياتنا "كأن شيئاً لم يكن". الوجع، الخوف، الانكسار، الخيبة، الخسارة، الآثار الجسدية والنفسية تركت ذيولاً ورواسب في ذواتنا. يحاول البعض المقاومة، صراع بين الحياة والموت، بين الرغبة في العيش والاستسلام لما جرى، بين المحاولة مرة أخرى والانكسار من الخيبات المتتالية. ويأتي تعطيل العدالة ليزيد من الإجرام والشعور بالعجز أكثر، نكابر، نحاول المقاومة أكثر والتأقلم مع الحالة المستجدة بعد مرور سنتين على الجريمة الكبرى!وفي ظل هذه السوداوية يحاول كثيرون البحث عن الضوء، المواصلة في النضال، لن ننجر وراء العناوين العريضة والطلب من اللبنانيين التفكير بإيجابية، كيف يمكن أن نطلب منهم ذلك؟ وما الذي علينا فعله لحثهم على الاستمرار بطريقة صحيّة وبناءة؟ لأن ما عاشوه صعب جداً، وما نطلبه بعيد جداً عن واقعهم ووجعهم.   وهذا تماماً ما تؤكده الدكتورة في علم النفس السريري والمعالجة النفسية بقسم الطب والعلاج النفسي في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي إيميه ناصر كرم: "جعل الناس تفكر طوال الوقت بطريقة ايجابية هو أشبه بوهم، من المهم جداً معرفة أن دفع الناس وحثهم على أن يفكروا بطريقة ايجابية هو تهميش ونكران لواقعهم ولوجعهم ولحقيقة ما يعيشونه، وهو مضرّ وليس مساعداً وأشبه بوهم. من المهم جداً تمكينهم ودعمهم لاعتماد...