سابقة خطيرة: حاجات الناس تفوق قدرة "كاريتاس لبنان"... الأب عبود لـ"النهار": ثمة جمعيات وهمية لا يصبّ عملها في الاتجاه المطلوب

من له أذنان فليسمع: شبيبة "كاريتاس" تجول ليلاً في شوارع بيروت المظلمة ليمنعوا أي مواطن من البحث عن قوته في مستوعبات النفايات من خلال تقديم الطعام له ومساعدته بمبلغ مالي "على قدّ الحال" طبعاً. واقعة اخرى موجعة جداً من القسم الاجتماعي في الجمعية، هي ان من كان يساهم ببعض النقود لدعم "كاريتاس" سابقاً، بات اليوم في أمسّ الحاجة لدعمها صحياً، واجتماعياً ونفسياً... معلومة أخرى مؤلمة جداً وهي ان فريق "كاريتاس"، الذي زار منازل عدة بعد انحسار جائحة "كورونا"، علم من اقاربهم أن أنسباءهم - وهم كثر- ماتوا من شدة المرض في منازلهم لأنهم لا يملكون المال لتغطية كلفة الاستشفاء، ما جعل الموت في بيوتهم ارحم لهم من اي خيار آخر... لا يُختزل الواقع التراجيدي للأزمة الحالية غير المسبوقة بما ذكرناه سابقاً. يدق رئيس جمعية "كاريتاس لبنان" الأب ميشال عبود جرس الانذار مما نعيشه اليوم، رغم أنه " يمر هذه السنة 50 عاماً على رسالة كاريتاس، التي نشأت في العام 1972، وواكبت لبنان في أزماته وتستمر اليوم في قلب أزمة غير مسبوقة"، مشيراً الى "اننا نعمل فيها على دعم المحتاجين للعض على الجرح والبقاء على قيد الحياة إن من خلال توفير مليون خدمة سنوياً تتوزع بين خدمة اجتماعية، حصة غذائية، تأمين الاستشفاء والدواء وصولاً الى تغطية إيجار المسكن وتوفير عمل لأي منهم..." في مكتبه في سن الفيل، صارح الأب عبود "النهار" بأن "موازنة كاريتاس لبنان تراوح ما بين 20 و25 مليون دولار سنوياً، فيما فرض انفجار 4 آب 2020 مساعدة طارئة جداً بموازنة مضاعفة عن الظروف العادية لترميم الابنية المنهارة والوقوف الى جانب أهلنا في هذه النكبة". ولفت الى أن "كاريتاس تتلقى دعماً...